الفصل الثامن

Beginne am Anfang
                                    

قال : وهناك ايضا الإحتمالات ..عفوا ..لكننى لن أقامر بحياتى كلها من اجل تجربة احتمالات الفشل فيها اكبر من النجاح
ثم من سيضمن لي انك ستبذلين اقصى طاقاتك لإنجاح هذا الزواج؟

قالت بصراحة : لأنني اريد هذا الزواج

كانت اجابتها الصريحة مفاجئة له ..فصمت قليلا يفكر ثم قال :أنا لدي شروطا لقبول الزواج لا أظن انك ستوافقين عليها

قالت بثقه : ومن ادراك انني لن اوافق؟

قال بجدية : لأن في جماعتنا نعتبر الزواج اسرا للمرأة فهو يفرض عليها اعباء وقيود ومسؤليات فهل تتقبلين التضحية بحريتك؟

تنهدت بضيق وصمتت قليلا لترتب افكارها لتستطيع الرد عليه ثم قالت : من الممكن ان نتوصل الى اتفاق يناسبنا معا

رفع احد حاجبيه وقال : وهل سنوقع الإتفاق في مجلس الأمن؟

قالت وقد بدأ الغضب يسيطر عليها : انت تسخر مني

قال : لا ..ولكن كلامك غريب حقا ..حتى اختياراتك للتعبيرات والألفاظ

تنهدت بضيق وقالت : أفهم ما تريده تماما ...تريدني ان أحتجب عن الناس ..أليست هذه افكارك وعقيدتك ؟

قال : ليس هذا فقط ..بل تطيعيني في كل شيء واذا ما اختلفنا تنفذين رأيي حتى لو لم تقتنعي به

قالت بعصبية غاضبة : الآن أصدق تماما ما يقال عنكم ..فأنتم لا تتقبلون الرأى الآخر ولديكم نزعة هتلرية مسيطرة وتتخذون من النساء عبيدا ترضون بهم نزعاتكم السادية

قال بهدوء مستفز : رأيك لا يهمني ..هذه هي شروطي وانا لم اكرهك على قبولها ..اسمحي لي

قالت بغضب هادر : هل تدعي التهذيب ؟ وانت من داخلك مجرد حيوان سادي مسيطر معقد ؟

صرخ بصوت مخيف : توقفي ..فأنا لن اسمح لكي ابدا باهانتي ..ولولا خاطر والدك ..لكان ردي مختلفا تماما ..واعلمي انني لن اتزوج ابدا من فتاة تعرض لحمها امام الناس لتأكل منه كل العيون المريضة

اندفعت بعصبية عمياء فاقدة كل سيطرة على تصرفاتها ورفعت يدها لتصفعه على وجهه وهي تقول : أيها السافل الـ .....

لم تكمل فقد اصطدمت يدها بذراعه التي رفعها بسرعة ليتقي بها الصفعة وهو يهز رأسه ويقول بهدوء مخيف : لا ..الصفعة لا تكون هكذا .....بل هكذا

نزل كفه على اذنها وخدها كصاعقه رهيبة واصطبغت الأشياء فى عينيها بلون الدماء وفقدت القدرة على الرؤية والسمع باذنها المصابة ..لكنها سمعته جيدا بأذنها الأخرى وهو يقول بغضب هادر : اياكي ان تتعرضي بالإهانة لارهابي مهووس متعصب سادي مثلي ...هل تفهمين ؟

رحل علي مسرعا وغادر الفيلا كلها

أما سارة فقد كادت ان تسقط أرضا من قسوة الدوار الذي لف عقلها ..

وجاهدت لتصل الى حجرتها رغم انها بالكاد كانت ترى فقد كانت كل الصور مزدوجه امام عينيها وفقدت أذنها المصابه الإحساس بالأصوات تماما

قضت سارة الليل بطوله تتقلب في فراشها من الألم والغضب كانت اذنها تؤلمها بشده ورأسها يكاد ان ينفجر ومازال الدوار يلعب برأسها .

نهضت من سريرها وبحثت في حقيبتها حتى اخرجت علبة الدواء وفتحتها فوجدتها فارغة صرخت بغيظ شديد والقت بالعلبة من الشباك والقت بنفسها على السرير وامسكت بالوسادة تعض فيها من الألم وهي تتأوه

أتت سماح على صوتها وجلست بجانبها على السرير وقالت بقلق : لقد استيقظت من النوم فزعة على صوتك..ماذا حدث؟ ما بك؟

كتمت سارة ألمها وتماسكت أمام أختها وهي تقول : لا شيء .اذهبي الى حجرتك ..أنا بخير

قالت سماح بحنان وهي تمسح بيدها على شعرها : سارة .ما بك؟ لماذا لا تصارحيني ؟ ألسنا أخوات ؟ أنا حقا قلقة واريد ان أطمئن عليك

قالت ساره باقتضاب صارم : سماح . لا أريد ان اتحدث الآن ..اذهبي الى حجرتك

غادرت سماح الحجرة بحزن من اسلوبها الصارم معها والقت عليها نظرة قلقة قبل ان تغلق الباب
نهضت سارة وهي تترنح من الألم ووقفت امام المرآة والدوار يعصف برأسها بشدة

نظرت الى وجهها في المرآه ..ثم أمسكت بزجاجة عطر وقذفتها بعنف لتحيل المرآة الى قطع صغيرة وقالت بغل : سأريك يا ذا اللحية السوداء ..سأريك أيها الإرهابي السافل ..فأنا لا أستسلم ابدا

................................................

يتبع

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt