الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

انطلق الجميع يضحك وقربها علي من هبة التي ابتعدت باشمئزاز وهو يقول : شمي

لكزته امه في كتفه وهي تضحك : الن تكف عن دعاباتك السمجة؟..ولم تجد الا حجرتي لتملأها بهذه الرائحة ؟
عقابا لك سأنام الليلة في حجرتك ولتنم انت مع فضلات الكلب
هيا ليعد الجميع الى المذاكرة

عاد احمد وهبة الى مذاكرتهما وهدأ البيت
اتجهت الأم الى حجرة علي وجلست بجواره وقالت : اراك مشغول الفكر هذه الأيام ..فهل تخبر امك بما يشغلك؟

نظر اليها وقال باستسلام : الا تتركين لي شيئا أخفيه عنك

قامت مغادرة وهي تقول : انا لم استحلفك بالله لتبوح لي بشيء فقط انا اسأل ولك حرية الصمت

قال علي بسرعة : ابنة اللواء ابراهيم تريد أن تخطبني

ظهر على وجهها الدهشة ثم ابتسمت وجلست تستمع وحكى لها علي كل شيء بالتفصيل وفي النهاية قال : لا أدري لم أشعر انني على وشك الوقوع في فخ

قالت بسخرية : هذا جزاء ما تفعله بي وببنات الناس
كم عروس عرضتها عليك ورفضتها بحجج واهية والآن بعد ان مللت منك فاختر من تشاء ولن اعارض اختيارك..فلقد ربيتك رجلا مسؤولا عن تصرفاتك

قال بدهشة : هل هذه نصيحة ام لإبنها الكبير عندما يفكر في الزواج ؟ كأنك اتفقت معها علي

قالت : احمد الله انك اخيرا فكرت في الزواج وانا لم اتفق معها فأنا بالكاد اعرفها ولكنك تسألني كمن يقول..أمي ..هل تسمحين لي بالوقوع فى الفخ؟

اكملت ضاحكة : يبدو ان الفتاة قد أعجبتك .هل تريد الحقيقة؟ انها حقا جميلة

هتف باستنكار : أعجبتني ؟

قالت : اذا فلقد أعجبك دور الداعية المصلح وتود ان تنال ما هو خير من حمر النعم..
نظرت اليه بمكر وقالت : لو لم يكن هذا الأمر يشغل تفكيرك ما كنت أخبرتني به

قال وهو يبتسم بغيظ : أتعرفين ما هي المشكلة ؟ لن اقول لكي انها ليست محجبة ولن اقول ان تصرفاتها متحررة اكثر من اللازم ..ولكن افكارها كلها خاطئة ..عقلها يحتاج الى التنظيف بالصابون والليف والكلور وربما احتجنا الى بعض البنزين

قالت بهدوء : هل تنتظر منهى ان اهاجمها ؟ حسنا ..هل رأيت صوري قبل الزواج؟

قال : لا

اشاحت بيدها وهي تقول : الأفضل الا تفعل ..فقد كنت اكثر تحررا منها ..لم اكن اعرف اي شيء عن الحياة حتى اتى والدك وانتزعني مما كنت فيه..لن استطيع ان الومها او انتقدها فقد كنت يوما ما مثلها

صمتت قليلا ثم قالت : أتعلم لم رفضت أن أترك وظيفتي كمديرة لمدرسة ثانوية واترقي في كادر الوزارة ؟
لأنني مؤمنة تماما ان المعلم لديه القدرة والإمكانية على الهدم والبناء في عقول الطلبة وخاصة البنات نتيجة تأثيره المباشر فيهم..من الواضح ان هذه الفتاة لم تنشأ نشأة طبيعية سوية ولم تجد القدوة الصالحة التي تؤثر فيها...

تنهدت وقالت: قبل كل شيء يجب ان تصلي صلاة استخارة بعدها اختر ماشئت حسب قدراتك ورغباتك فإن كنت قادرا على مساعدتها واخراجها مما هي فيه فتزوجها على بركة الله وان كنت لا تستطيع فلا تفعل

قال وهو يفتعل البكاء ويمثل الإستكانة : امي .تريدين التخلص مني

قالت وهي تكتم ضحكتها : لا يا صغيري ولكني اصبحت كبيرة ولم اعد قادرة على رعاية طفلين احدهما أطول من باب البيت وله لحية سوداء

نزل على ركبتيه بمرح وقال : لست انا فأنا قصير

تركت العنان لضحكاتها ثم قالت : كان الله في عونها ..هي التي وقعت في الفخ

قال علي بخبث وهو ينهض متجها الى حجرة اخته هبة : لقد سعت اليه بقدميها

سألته امه : الى اين ؟

قال وهو يفتح باب الحجرة : هبة تريدني ان اصلح لها الكمبيوتر

بدأ علي بفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بأخته ولاحظ علي انها كانت تجلس على فراشها منهمكة في قراءة كتاب فسألها : أين المذاكرة يا كابتن ثانوية عامة ؟

قالت دون ان ترفع عينيها عن الكتاب : انتهيت منها

قال بفضول: ماذا تقرأين؟

أدارت له غلاف الكتاب وهي تتنهد بضجر نظر علي الى الغلاف ثم ألقى بما فى يده وخطف منها الكتاب وتأمل عنوانه

صرخت هبة بغيظ : دع كتابي

نظر اليها وقال وهو يضع اصبعه على فمه ويرسم على وجهه نظرة مخيفة : هشششش ..الفتيات في سنك لا يجب أن يقرأوا تلك الأشياء المفسدة ..الأفضل ان تذاكري دروسك

صرخت وهي تحاول اخذ الكتاب منه : لا شأن لك يا ثقيل الظل..لقد أنهيت مذاكرتي .هاته .. أمي

وضع الكتاب خلف ظهره وقال برجاء وهو يحاول وضع يده على فمها ليسكتها : ششش لا ترفعي صوتك سأقرأه الآن واعيده لكي عندما انتهي منه

قالت هبة وهي تضربه في صدره محاولة باستماتة اخذ الكتاب : لا ، أريد أن أكمله الآن..يا أمي يا أمي

حضرت الأم مسرعة : ماذا حدث

هتفت هبة : قولي له يترك كتابي .أريد كتابي

قال علي وهو يضع الكتاب في جيبه و يهرب من الحجرة : قلت لك سأقرأه واعيده اليكي...
أشار بيده في مرح وهو يقول قبل ان يغلق الباب : باي

نظرت الأم بدهشة الى هبة التي وقفت على السرير واضعة يديها في خاصرتها بغيظ وقالت : أي كتاب هذا؟

أجابت هبة بضيق : ترويض النمرة لويليام شكسبير

اتسعت عينا الأم بدهشة ونظرت الى باب الحجرة المغلق ثم استغرقت في الضحك

.......................................

يتبع{{{{{{{{{{{{{{{

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now