الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

توقفت عندما سمعت صوت هاتفها المحمول ..تناولته بسرعة وظهر على وجهها الإهتمام عندما رأت الرقم وردت قائلة:
مرحبا جيف ..لا لم أنتهي بعد..اطمئن سأكون عندك فى الموعد تماما....لا ..لقد فكرت مليا في الأمر وسأستمر فى العمل.. ووجدت ما كنت ابحث عنه انه مناسب تماما ... استطيع القيام بالأمر ..لا انه حالة فريدة ..لا .لن اتراجع لقد قررت الإستمرار للنهاية ..ولن يستطيع احد اقصائي عن العمل هل تفهم

أغلقت الهاتف بضيق واخذت تفرك يدها اليمنى بعصبية ..ثم فتحت حقيبتها وتناولت كبسولة من الدواء وعادت تقترب من النافذه وتنظر الى المهندس علي وهي تردد بشرود : انه حقا حالة فريدة
.......................................

بدأت سارة تجلس فى البيت لمدد طويلة على غير عادتها وذلك لتراقب عن قرب ذلك المخلوق العجيب المهندس علي

ولاحظت سارة ان اكثر شخص مرتبط به هو الحاج صابر المشرف فهو دائما معه ويثق فيه كثيرا وعرفت بنظرتها ان الحاج صابر من نوعية المهندس عليّ بل ربما يكون اشد تعصبا منه ..فهو كبير السن له لحية بيضاء كبيرة ودائما ما يقدمه عليّ فى كل الصلوات ليؤم العمال ويقف هو خلفه وسطهم

لذلك قررت ان تسأل الحاج صابر. فأرسلت اليه ليأتيها فى الحديقه الخلفية عند حمام السباحة وسألته : هل تعمل منذ وقت بعيد فى تلك الشركة ؟

قال وهو يدير رأسه عنها : من ايام الحاج محمود والد الباشمهندس عليّ رحمه الله

قالت بعصبية وقد استفزها بشدة عدم نظره اليها : أهكذا انتم كلكم لا تحترمون السيدات؟

قال بدهشه شديده : ماذا؟ من قال هذا ؟ بالطبع نحن نحترم النساء

قالت بكبرياء وتعالي : انك حتى لا تنظر الي عندما اكلمك

الحاج صابر : يا ابنتي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بغض البصر و...

قالت بسخرية متهكمة : نعم ..أعلم ذلك ..فأنتم تنظرون للمرأة على انها عورة ..عار ..خطيئة يجب اخفاءها .أليس كذلك؟
عرفت الآن ان هذه البلاد لن تنهض ابدا طالما فيها من يفكرون بهذه الطريقة المتخلفة

ابتلع الرجل الإهانة بصمت وتركها ورحل

جلست فى الحديقه تهز ساقها بعصبية وشعرت بعودة الإرتعاشة ليدها فركت يدها و اتجهت الى الفيلا لتتناول الدواء .توقفت بارتباك عندما وجدته واقفا فى الطريق والغضب واضحا فى معالمه. لكنها تمالكت نفسها بسرعه واكملت طريقها

لكنها توقفت ثانية عندما تحدث بغضب : الحاج صابر يريد ترك العمل ومغادرة المكان

هزت كتفيها وقالت بتعالى : هذا شأنه

تقدم بخطوات بطيئه نحوها وهو يقول والغضب يملأ صوته : ستعتذرين له عما قلتيه له

قالت بعناد وهى تتراجع للوراء : لا .لن اعتذر أبدا حتى لو اخبرت ابي

قال بصرامة ومازال يتقدم نحوها وهى تتراجع : والدك ليس هنا لأخبره عما فعلتيه بالرجل الطيب الذى منعه أدبه من الرد عليك لذلك ستعتذرين له

قالت بتعالى وهى تحاول الا تتراجع امامه : من انت لتكلمني بهذه اللهجة؟

تسارعت خطواته مما جعلها تتراجع بسرعة وقال بلهجة مخيفة : أنا الإرهابي ذو اللحية السوداء الهمجي العدواني المهووس . السيكوباتي

قالت وهى تتراجع بسرعة الى الخلف : لن تستطيع اخافتى ..أنت مـ....آآآآآآآآآآه

لم تستطع ان تكمل الكلمة .فقد سقطت في حمام السباحة

ضحك علي بسخرية شديدة ثم استدار ونادى بصوت عالي : يا حاج صااااابر . أحضر الونش ليخرج الآنسة من حمام السباحة

ضج المكان كله بالضحك من كل العمال الذين تجمعوا على صوت علي وسار علي حتى وصل الى الحاج صابر

وغمز له بخبث وهو يمر من جانبه والحاج صابر يضحك
......................

يتبع ....

الرجل ذو اللحية السوداء لـ (سامية احمد)Where stories live. Discover now