الحلقه الثانيه

6.4K 161 5
                                    

عاد عز مبكرا من عمله كما أمره والده ليتحدث معه فى أمر هام وبعد أن إنتهيا من النقاش الحاد الذى لا أمل منه فعزت سيفرض رأيه بالأخير
جلس فى الحديقه مهموما فلاحظته فرح وذهبت إليه وجلست بجواره متعجبه من ضيقه الواضح : مالك زعلان ليه
زفر عز بغضب : أنا مش زعلان وبس دا أنا هطق
رفعت حاجبيها بدهشه : ليه كده
- بابا عاوز يجوزنى بنت عمى
تهلل وجهها فرحا وهى تنظر إليه : مبروك أنا فرحانه عشانك أوى
رمقها بغيظ : لا والله
- طبعا انت بتحب رحمه وأنا شايفه انها هيا كمان بتحبك
تلهف قلبه المتعب وإلتمعت عيناه بالأمل متسائلا : بجد هيا قالتلك
- لأ هيا علاقتها بيا مش أوى زى شهد بس الموضوع واضح نظراتها ليك كفايه
تنهد بسخريه حزينه : تفتكرى؟
- آه طبعا بس انت اتكلم احسن تضيع منك وكويس إن باباك فكر فى كده فتره الخطوبه هتبقى فرصه حلوه ليكم تقربو أكتر
- للأسف بابا مكنش قصده على رحمه
تعجبت منه مستفسره : مش بتقول بنت عمك
إرتسمت تعابير ساخره على وجهه وهو ينظر إليها : وهو إنتى مش بنت عمى
لم تستوعب فرح ما يرمى إليه : إيه بتهزر صح باباك لو بيفكر كده يبقى صواميل عقله مفكفكين خالص
سخر من طريقة حديثها : مفك إيه؟! ههههه تقريبا هيا فيها مفك
قضبت جبينها بضيق : انت بتهزر وأنا اعصابى تعبانيين
قضب جبينه متسائلا : هما مين اللى تعبانين
- اعصابى
- ربنا يشفيها
- هيا مين
غمزها بمرح : أعصابك
ضحكت بسعاده متناسيه ضيقها مما أخبرها به : هههههههه انت شربات ياعز بس أنا بعتبرك أخ وانت كمان ازاى باباك يفكر فى كده أصلا وليه أنا مش رحمه
أجابها بضيق : عشان إنتى أغنى من رحمه
فعقبت بضيق : الظاهر ماما كان عندها حق باباك مجنون فلوس عنده كتير ومش شبعان كانت دايما تقولى خلى بالك من عمك عزت ومراته كوثر دول أسوأ اتنين فى العيله بعد جدى أسفه أنا عارفه انه باباك بس
قاطعها بهدوء حزين : لا متتأسفيش ماهيا دى الحقيقه
كانت رحمه تتابعهما من بعيد بألم ثم إبتعدت وذهبت للحديقه تتمايل بأرجوتها أمام شجيرات الورد يلاطفها نسيم هادئ مغمضه عيناها ترسم بين جفونها صورته تراه يسحرها ببسمته تحلم أن تكون له تحاول أن تُهَدْأ روع قلبها الحائر حتى أحست بظل ما أمامها يحجب عنها ضوء الشمس فتحت عيناها لتجده يقف أمامها بتلك البسمه الآثره : عز
- صح النوم
إرتبكت من وجوده فى هذ الوقت : أنا أأ أنا مكنتش نايمه
أشار لها بيده : طب قومى خلينى اتمرجح
رفعت حاجبيها بدهشه : نعم !!
- شويه من نفسى ولا أنا مليش نفس
- لأ اتفضل
تبادلا الأدوار وهيا تنظر له بألم وهو لا يدرى لما تلك النظره الحزينه ووجدها تسأله بضيق : شكلك مبسوط أوى
- أوى أوى
- خير
إبتسم وهو ينظر لها فحديث فرح أسعده وأعطاه الأمل فهو كان يخشى أن يكون عشق رحمه له قد إنتهى لكن يبدو أن هناك بارقة أمل تراها فرح فى عشقه هو ورحمه كما أن فرح لن تقبل بالزواج منه وستفشل خطة والده : من لحظات عرفت خبر لو صحيح هبقى أسعد إنسان ف الدنيا
احست بتمزق شرايينها وهيا تعتقده يتحدث عن زواجه من فرح : للدرجه دى😢
- واكتر بكتييير إنتى متعرفيش الموضوع دا بالنسبه ليا إيه
- لأ عارفه
أوقف المرجوحه وسألها بلهفه : بجد؟
إبتلعت غصة حلقها وأجابته بحزن : طبعا مهيا اللى تحول غضبك فى لحظه لضحك تبقى تستاهل مبروك عليكو عن إذنك
ترك المرجوحه وأسرع خلفها لكنها لم تتوقف فأمسك بيدها جاذبا إياها خلفه فى مكان ما فى الحديقه بعيدا عن الأنظار يحاصرها بكلتا يديه تستند بظهرها إلى إحدى الشجرات فحاولت التملص منه: سيب ايدى انت عاوز إيه
قضب جبينه وسألها بجديه : عاوز افهم إيه اللى قولتيه ده؟ كان قصدك إيه؟
- كنت بباركلك على جوازك انت وفرح😔
سألها متعجبا : وانت عرفتى منين؟!!
- طنط كوثر قبل ما انت ترجع من بره قالتلنا
- كمان😕 يعنى الخلق كلها عرفت قبل ما أعرف أنا وفرح
- مش مهم المهم إنكم فرحانين
عارضها بضيق : بلاش عبط أنا وفرح اخوات
- متضحكش عليا أنا شوفتك وانت قاعد معاها وشايفه طريقتك فى التعامل معاها من ساعه ما جت
نظر لها بحزن : إنتى غلطانه أنا وهيا اتفقنا نبقى اخوات واصحاب وفعلا دا اللى حصل بس لانك بعيده عنى وعنها معرفتيش ده
أشارت إلى نفسها بصدمه :😯أنا بعيده
- أيوه إنتى صحابك شهد وزمايلك فى الكليه أنا قبل كده حاولت اكسر حاجز التعامل معاكى لكن إنتى كنت بتبعدينى بعكس فرح رحبت أوى
عقبت ساخره : طبعا مش خواجايه😏
فإستنكر حديثها بغضب : 😡 لأ مصريه وأكتر منك كمان متنسيش إنها عاشت أغلب عمرها فى مصر وهنا إنتى اللى مقفلاها أكتر من اللازم بلاش أنا هقول راجل مع إن إحنا متربيين سوا عندك فرح بنت زيك مقربتيش منها ليه على العموم أنا كل اللى عاوزك تفهميه إن أنا وفرح اخوات وبس وفرحتى كانت بخصوص حاجه تانيه يمكن تعرفيها بعدين ويمكن تنيليها زياده وتبوظى كل حاجه عن إذنك
ما أن قرر أن يبتعد أمسكت يده تجذه إليها بلهفه : عز
- افندم😒
- هو انت شايفنى ازاى
- مش فاهم
سألته بقلق : يعنى انت شايفنى وحشه أوى كده
فأجابها بعتاب : بالعكس إنتى أحسن الناس بس إنتى اللى قافله أوى عليكى دا إنتى حتى مبتشركيش أبوكى نفسه فى مشاكلك
- مش عاوزه ابقى حمل على حد
تنهد بحزن ثم حدثها بهدوء : مين قال انك حمل يارحمه إنتى مبتثقيش فينا ليه دا إحنا أهلك دا فرح اللى غابت السنين دى كلها فهمانا عنك
بمجرد أن وجدته يتحدث عن فرح تحولت من تلك البائسه إلى أخرى غيوره حيث دفعته بغيظ وهى تصيح : طبعا مهيا طول عمرها بتفهم من وإحنا صغيرين وانت مش شايف غيرها
زفر بيأس من غبائها ونهرها بحده : إنتى غلطانه وللمره الأخيره أنا وهيا اخوات من صغرنا ولما رجعت سألتنى إن كنت لسه بعتبرها اخت وصديقه ولا اتغيرت قولتلها أبدا فرحت وفتحتلى قلبها طلعت فهمانى أكتر منك ياللى متربيه معايا وعمرك ماحاولتى بالعكس بتبعدى وتوهمى نفسك بحواديت خايبه تدارى بيها ضعفك بطلى تدورى على حجج هبله تستخبى وراها واكبرى بقى
تركها وغادر غاضبا فهى لا تنفك تبحث عن أسباب وهميه لجفائها تجاهه بينما الحقيقه أنها وحدها السبب وعقلها يصنع أمامها ظنونا كاذبه
بينما ظلت مكانها شارده فى إثره
هى على يقين أن فرح لا تحبه فمنذ صغرها كانت عاشقه لآخر اما عز فغموضه يقتلها أحيانا ما تشعر أنه يكن لها عشقا كبيرا وأحيانا ما تشعر أنها لا شئ بالنسبه له فأيهما أصح دائما تفتعل معه الشجارات لكى تعرف الحقيقه بلا فائده
((((((*****)))))))
دلفت فرح إلى غرفه شهد فوجدتها جالسه على فراشها ورحمه تجلس أمامها فتعجبت منهما : انتو لسه مجهزتوش
أجابتها رحمه بضيق : أنا مش جايه
فرح😯: ليه
رحمه : مليش مزاج
فنظرت فرح للأخرى : وانتى يا شهد
بينما تثائبت شهد بتعب : أنا بنام على روحى أصلا جالنا النهارده دكتور جديد وبختى خبطت معاه فى الحلل وأنا معرفوش انت راخره سقانى المر طول النهار جسمى كله مكسر
لوت فرح فمها بتذمر طفولى : إيه دا وأنا هروح لوحدى
دلف إليهن عز وهو فى أبهى هيئه : وأنا روحت فين يا قمر
تهلل وجه فرح بسعاده وتعلقت بيده : حبيبى يا زيزو حاسس بأختك
مدحته شهد بسعاده : إش إش إش ياعم ياعم دا إنت عاوز تتعاكس فى الفرح ولا إيه 😉
قضب عز جبينه : بس يابت
- إيه مش الحقيقه دا مش بعيد يفتكروك العريس وتبقى الليله ليلتك هههههههههه
ترك يد فرخ وقذف شهد بالوساده فإرتطمت بوجهها ثم نظر لفرح قائلا : يلا يا فرح دى عيال خنيقه
فتصنعت شهد الحزن : إخص عليك يخونك الفول والطعميه
- اتنيلى دا أنا قلبى اتحرق منهم حاسس بعد كده هزرع
- على أد فلوسى اعملك إيه
- أنا اللى غلطان بقبل عزومه شحاتين
- ياشيخ روح هو حد بيسأل فيك غيرى😛
أجابها بنبره ساخره يملؤها الحزن وعيناه ترتكز على رحمه : عندك حق أنا محدش بيسأل فيا غيرك
ثم إلتفت لفرح قائلا :مش يلا ولا إيه
تعلقت فرح بيده مجدداً وهى تلوح للفتاتان : ماشى سلام يا بنات
فأجابها سريعا : سلام
غادرا سويا فنظرت شهد لرحمه تضيق عيناها عليها بتركيز متسائله : هو إيه الحوار
زفرت بضيق وهى تحمل وساده صغيره تضربها بها : مفيش حوارات إنتى مش تعبانه اتخمدى
- انتو اتخانقتو ولا إيه🤔
أجابتها بجمود : لأ
- عليا برضو😒
أجابتها سريعا ببكاء : آه 😣ارتحتى ابوكى عاوز يجوزه فرح وزى ما انتى شايفه عايشين حياتهم ورايقين وأنا هطق
تنهدت بيأس : إنتى عبيطه عز بيعاملها زيى بالظبط وفرح لو عدى ميت سنه هى قلبها سلمته للمقلبنجى بتاعها إنتى بقى غاويه نكد وتعيشى الدور دى مشكلتك
لوت فمها بتذمر طفولى : يعنى طلعت أنا اللى غلطانه فى الآخر
فأجابتها بملل : آه
نهرتها بغيظ : طبعا مش اخوكى لازم تحاميله
عضت على شفتها السفليه بغيظ من غبائها : تصدقى ما حد هيضيعه من ايديك غير غبائك ده دا كان بيتقطع وهو باصصلك وبيقولى محدش بيسأل فيا غيرك يا بقره قومى انخفى على اوضتك أنا مش نقصاكى
خرجت رحمه غاضبه من نفسها فهى أجبن من أن تقترب منه يمنعها ضعفها وخجلها من المحاوله
بينما إستلقت شهد على ظهرها تحاول النوم ولكن الإرهاق الجسدى منعها من ذلك فجلست متربعه على فراشها غاضبه : منك لله ياجاسر يا إبن أم جاسر اوووف أدينى مش هعرف اتخمد
أمسكت بكتاب تقرأه عل سلطان النوم يواتيها ولكنها تذكرت حينما علمت من يكون حيث وقفت مبهوته أمامه بينما عيناه تقذف حمما حارقه توقعت عقابه إهانته ضربه فقد أهانته صباحا وأحرقته ظهرا وكانت تنوى أن تقتله عصرا😃 ولكنه لم يفعل أى شئ من هذا عاقبها بالعمل فقد جعلها تعمل كالمكوك طوال اليوم لم تجلس لحظه واحده ترك رقيه وأحلام جالستان طوال اليوم بينما هى تقم بكل شئ لم تعترض لم تنفعل فهى تعلم أنه يعاقبها كانت مبتسمه كالبلهاء طوال اليوم رغم تعبها فهى تحمد الله أنه لم يضربها فجسده المهيب يؤكد لها أنها لن تتحمل صفعه واحده منه
حتى حينما إعترض محمد وحاول إثناؤه عن عقابها لاحظت أن الأمر سيسوء وقد يزداد غضبه فأخبرت محمد أنها ليست متضايقه من الأمر وألا يتدخل بينما ظلت رقيه تنظر إليها بحزن تعلم أنها مرهقه ولكن ليس بيدها حيله ولا تعلم لما يعاقبها جاسر اما أحلام فظلت كعادتها تتابع الأمر بسعاده فهى تغار من شهد من جمالها وذكائها وخفه دمها كما أنها كسوله لا تحب العمل فلا يهم ما السبب مادامت تجلس براحه كما أنها فرصه جيده لتتأمل جاسر وتبنى أحلاما خرافيه بعقلها التافه
(((((((((*******)))))))))

جنون العشاق Where stories live. Discover now