الفصل السادس و العشرون

1.3K 55 1
                                    

بعدما فطرو ناض أوسمان خرج و توجه للمدينة باش يتلاقى بأحد معارفو.. وقف قدام مقهى كبير وسط المدينة.. هبط من السيارة و دخل.. كان رجل فأواخر الثلاثينيات جالس فطبلة فلاطيراس.. شافو داخل و هو يوقف استقبلو بعناق اخوي..
جلس أوسمان مقابل معاه و بعدما طلبو ليهم قهوة دخلو مباشرة فموضوع لقاءهم..
أوسمان : ادريس بغيتك توجد ليا الدار فأسرع وقت
ادريس : غير كون هاني يومين و تكون واجدة، واخة بعيدة و معزولة راه جات فمنطقة زوينة و دايرة بيها الطبيعة
أوسمان : أهم حاجة عندي تكون بعيدة على الأنظار
ادريس : و الطريق هي لخرى مديزاش ليها و الأرض الي دايرة بيها قلتي حتى هي باغيها، يعني حد ميقدر يوصل لملكيتك الخاصة
أوسمان : يومين و توجد
ادريس : ويه انا خليت كلشي و وقفت على تجهيز الدار، حينت شفتك مزروب، اجي ياكما باغي تزوج داكشي علاش داير لينا هاد العجلة
أوسمان : مزوج ماشي عاد
ادريس : وايلي و معرضتيش علينا، فيك الحق اصاحبي
أوسمان : مدرناش لعرس غا كون هاني
ادريس : و ماشي شغلي خاص دير لينا شي زردة نفرحو بيك
اوسمان : وجد الدار و نديرو هاد الزردة
ادريس : و هكاك و عرفنا على المدام ديالك، راه لفرونسي ديالي تحسنات
أوسمان : ' عقد حجبانو ' علامن نعرفك .. !!
ادريس : ههههه مالك قلت شي حاجة ماشي هي هاديك و لا شنو، ياك مخديتي شي وحدة كتكره المغاربة
اوسمان : و شكون قاليك أنا تزوجت بفرنسية
ادريس : و علاه شنوو
أوسمان : ' وقف ' مرتي مغربية، و نشوفك نجوم النهار و متشوفش مرتي
ادريس : ' بملامح الصدمة ' مزوج مغربية !!!
أوسمان : مزال عندي ميدار، منين تسالي الي قلت ليك سيفط ليا ' تم خارج '
ادريس : طلعتي راجل اسي أوسمان، و الجينات المغربية الي فيك غلبو على جينات ' انخافض صوتو ' الخنزير ديال باااك

فجهة أخرى و بالظبط فالقرية الصغيرة بين جبال الأطلس.. كانو الأجواء مختالفة بحكم تاريخ اليوم الي هو اليوم العاشر من شهر محرم.. الناس كيترقبوه لأن له مكانة مقدسة عند الشعوب الإسلامية و غيرها..
للاختلاف المسلمين كيصومو التاسع و العاشر تبعا للرسول صلى الله عليه و سلم.. لأن اليهود كيصومو اليوم العاشر فقط.. و تاريخ العاشر من شهر محرم ليه أحداث مختلفة أهمها انه يصادف يوم توبة آدم من خطيئته الكبرى..
ويوم نجاة نوح من الطوفان.. ويوم عودة يوسف إلى أبيه الكفيف.. ويوم خروج يونس من بطن الحوت.. وهو كذلك يوم خروج موسى بشعبه من بلاد مصر.. ويوم مقتل الحسين على يد الشمر في واقعة  'كربلاء' المشهورة..

بعيد على الأمور الدينية هناك طقوس أخرى و عادات خاصة.. ليلة هذا اليوم المسماة بيوم " عاشوراء " او كيف كيسميوه فمنطقة الأطلس" أمعشور ".. كتكون " الشعالة " الي كيديروها الشباب.. كيجمعو أكبر كمية من الحطب باش يشعلو المحرقة و يفتاخرو بأنها أكبر وحدة كنوع من المنافسة مع المناطق الأخرى.. و فصباح اليوم العاشر كيكون يوم احتفال شعبي عندو طقوس كتختالف من منطقة لأخرى..
في الصباح كيكون التراشق بالماء الي كيتسمى ب " زمزم " كيشاركو فيه الشباب و الفتيات.. داخل البيوت كيقتاصر بين الفتيات مع أفراد الأسرة و خارجو كيكون بين الشبان المشاغبين الي كيقومو برش أي شخص سواء صغير أو كبير بنزعة التحدي لأنه مسموح ليهم ليوم واحد يديرو مبغاو..
مع اقتراب غروب الشمس كتصدر من المنازل رائحة البخور الزكية و كاين بعض النساء الي كيستاغلو الفرصة لممارسة الشعوذة و السحر..
لكن بعيدا على هاد الأجواء فالخارج الصغار كيلعبو بيناتهم بالتعاريج و الدفوف على إيقاعات و اهاريج شعبية.. و داخل المنازل النساء كيطبخو أكلات مغربية كالرفيسة و الكسكس.. و يوجدو " الفاكية " باش يتصدقو منها..

فُنــون الحَــربWhere stories live. Discover now