33

85.4K 1K 166
                                    


‏ليكن لسانك رطبا بذكر الله
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت .
/
\
والآن انا مُسلم
اسلمت لاعود لزوجتي
واكتشفت ان دينكم الدين الصحيح
رأيت الراحة ب دعائكم رايت السعادة ب صلاتكم رايت الجمال في صيامكم
قاطعه ماجد وهو يأشر له يسكت ، مافيه يتحمل أي كلمة زيادة
اللي فيه مكفيه
يجي هالمُجرم ويزيد الطين بّلة
سكت ماجد لـ دقائق معدودة وهو يرتشف كوب الموية يحاول يستوعب
تكلم وهو يناظرها ب شك :
وانت ليش جاي الآن ؟
لينكولن :
أتيت لأودي مناسك العُمرة ، ولا استطيع الذهاب لبيت ربي وفي رقبتي دم وظلم
أُريد رؤية زوجة بدر لتسامحني او نعود لـ فتح القضية ومحاكمتي
ماجد بحزن الآن يلتف لنفسه ولا لموت صديقه ولا لـ زوجة صقر ؟ :
ليش جيت لي بالذات
لينكولن :
رفضوا ان يعيروني اي قريب لـ بدر ، فانا لا اعرف الا انت
ناظره ماجد بتنهيدة وهو يمسح ب يدينه على وجهه ب ضيقة ، هز رأسه ب إيجابية
وهو يرفع سماعته ب يتصل على صقر يجي يشوف وش وضعه
قاطعه ضرب الباب ب دقات متتالية ، تأفف وهو يسمح له ب الدخول
دخل الشرطي وهو يناظر ماجد ب خوف
مايدري ليش حس ان ماجد احق الناس انه يعرف ب هالخبر قبلهم كلهم : طال عمرك جانا قرار قبل شوي
ناظره ماجد وهو ناسي الموضوع تمامًا : عن ؟
الشرطي وهو يناظر الارض مايبي يحط عينه ب عيون ماجد :
صدر احكام اعدام بتال ، بتكون ليلة العيد .
طاحت السماعة من يد ماجد وهو يسمع حكي الشرطي !
/
\
/
\
{ في مكتب المحاماة والاستشارات القانونية }
/
\
/
شبكت اصابعها ب بعض وهي تناظر المُحامي ب اهتمام اللي كان جالس على كرسيه الاسود العملي المُناسب لـ متكبه العريض
وعلى يمينه المُستشار الخاص ب القضايا اللي يتولاها .
سارة وهي تحط النُقاط على الحُروف :
وانا الآن قبل مابلغ الجهات المُختصة ، ابي اكبر خلفية عن الموضوع وشورك علي
وش ممكن يصير وش ممكن احتاج ؟
المُحامي وهو يناظر قضية سارة من جانب عاطفي اكثر :
ماراح تحتاجين مُحامي لانك مو متهمة ، بتحتاجين 4 شهود فقط عشان تثبت الأدانة عليه بس ممكن اساندك الى حين تنتهي الموضوع
المُستشار ب رفض لـ فكرة سارة واستنكار :
انا اقول يا ام عبدالعزيز ب صفتي مستشار المحامي ، اللي تسوينه ماله داعي رغم ان القانون معك لكن كل القضايا اللي تمر علينا مثلك
بمجرد مايعقد قرآنهم خلاص مايكون له داعي
ف مختصر كلامي استري علي
سارة وهي تناظره ب حدة :
من قالك ابي استر عليه ؟
ابي اخذ حقي من عيونه تحسب اللي صار فيني شوي لا انت ولا عشرة مثلك بيحسون باللي مريت فيه
تفشل المُستشار وهو يحاول يبرر موقفه :
انا عارف اللي مريتي فيه مو شوي ولا احد يرضاه ، بس اللي صار صار استري عليه
ضحكت سارة بسخرية وهي تتكتف :
وليش هو ماقال بستر عليها ؟ هو حتى ماصدقني يحسبني زانية !
ووهو اول واحد كان يعايرني ب اللي صار حتى يوم طلبت منه يصارحني وننسى
قعد يكذب ويعايرني وكانه يتصدق علي ب ستره
نظراته حد الحين خناجر ب قلبي ، ولا في وحدة بتسوي كلامك وتقول اي استري عليه
الا وحدة ماعندها كرامة ووجهها مغسول بمرق ومتعودة كل من هب ودب يدوس عليها
وتخسون انا ماني كذا
وقف المحامي خوفًا من النقاش يشتد بينهم وتفسد القضية :
زي ماتفقنا ، تضمنين لك 4 شهود وبعدها
ابشري ب حقك الدولة ماراح تسكت عنه والقانون معك لو وقف الكل ضدك
رفعت سارة اصبعها وكأنها تذكره :
ماهو القانون ! هذا شرع الله وآمره ، وانا ماراح اسكت عنه عشان يكون عضة لمن لا يعتبر
اعراض بنات الناس ماهي ب ريال ، اصون نفسي 20 سنة عشان خوفي من الله وسمعة اهلي ويجي واحد من ابليس واتابعه يلوثني والكل يوقف معه عشانه رجل بس
ابتسم المُحامي ب اعجاب :
توقعت اختفى اللي مايرضى على نفسه وتدفن راسها ب التراب عشانها بنت بس الحمدالله ماخال ظني ، باقي في ناس كرامتها تسوى الكل
سارة بهدوء وهي تطلع ورأسها مرفوع وراضية عن نفسها 100٪‏ :
قبل مايكون كرامة ، هذا آمر الله لازم يتطبق
والمؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف .
وقفت وهي تناظر السواق يقرب السيارة ، سحبت نفس عميق وهي تغمض عيونها انتهى زمان سارة اللي تسكت عن حقها انتهى وانت اول من بيرمي ب قفص انتقامي ياصقر .
/
\
/
\
{ في شركة الأعلام لـ صقر & سعود || في مكتب صقر }
/
\
/
كان يراجع ورقة طلب سلطان لـ استلام ادارة فرع دُبي
سدحها وهو يسمع دقات الباب المُتتالية عرف من هالطفاقة انه سلطان بلا شك خصوصا انه طالبه عشان يسلمه عقد آنتقاله
رمى سلطان نفسه على الكرسي المُقابل لـ مكتب صقر وهو مازال صوت رسيل يرن ب آذنه
صقر ب طفش وهو يناظره : وش فيك
ناظره سلطان ب ابتسامة : بدي موت ياخيي " رفع يدينه لـ السماء وهو يصارخ " خذني إليك يالله لم تعد نفسي تطيق
رفع صقر يدينه ب استهتار : وانا بعد يارب
ناظره سلطان ب ضحكة ماوراها خير : تبين نطير لـ السماء ؟
ناظره صقر ب شك وهو يعرف هالضحكة وش وراها : فكني من شّرك تراني صاير ابو لا تخرب اخلاقي
ابتسم سلطان وهو يطلع فعلًا ندم انه ذكر صقر ب شي تركوه من زمان ، لان للأسف صقر نفسه ضعيفة
سكر مكتبه ولحق سلطان لـ أستراحتهم وعلى قولة المثل ذيل الكلب اعوج مايتعدل .
/
\
/
\
وقفت سيارة سواق سارة
قدآم بيت آبو صقر وهي تتصل على امها تطلع لها شغالة سارة تساعدها تشيل معها جلاسة التؤام
سارة وهي تسكر الباب :
مُحمد دخل عزوز ووهوبي جوا بعدها الاغراض كلها جوا البيت
" طلعت الظرف من شنطتها وهي تمده له "
وهذا حطه على مكتب مستر صقر
هز محمد رأسه ب آيجابية
وهو ينزل أغراض سارة ويدخلها عند الباب
ابتسمت وهي تشوف الشغالة شايلة جلاسة اولادها وتلاعبهم وهم نايمين
وقفت قدام الغرفة اللي ب جمب جناحها
وهي تضرب الباب ب هدوء
ابتسمت وهي تسمع صوتها تسمح لها ب الدخول
دخلت وهي تحرر نقابها ، طارت عيونها ب صدمة وهي تشوف امها جالسة مع ابو صقر
ناظرت امها وهي ترفع حاجبها ب معنى وش اللي يصير ؟
ابتسم ابو صقر ب حنية وهو يشوف الشغالة تحط احفاده ب جمبه : امك تشرح لك وانا بستأذن وراي سحور
باس راس كل واحد فيهم وهو يسكر الباب وراه ، جلست جمب امها وهي متحمسة
ام مساعد وهي تأخذ سبحتها تسبح فيها ب ابتسامة على طفاقة بنتها :
ابو صقر يصير اخوي ب الرضاعة ، وكان داري عنك بس مابغى يعلمني عشان ماراح اقدر اكذب ع ابوك
وابوك لو درى بيطلقني
حفظك بعد حفظ الله عنده لين يحين اللقاء اللي كتبه الله
صرخت سارة بصدمة :
يعني صقر ولد خالي ؟
هزت ام مساعد راسها ب ايجابية ، تنهدت سارة بعدم اهتمام :
طيب يمه شوري علي والله احسني ضايعة ، مدري انا صح ولا خطأ
ناظرتها ام مساعد ب اهتمام وهي تسمع كلام سارة ومع كل كلمة تقولها سارة تتسع صدمتها
رمت سارة ب السبحة وهي ثايرة من العصبية من حكي سارة اللي كان عكس عاداتها ومبادئهم تمامًا وكان اللي قدامها ماهي بنتها
ام مساعد وهي تشد اذن سارة :
مهبولةٍ انتي ؟ مسحورة ؟
تشهرين ب ابو عيالك اذا ماهو عشانه عشان عيالك لا تتلطخ سمعتهم عشان انتي ماتروحين ب خبر كان
سارة ب تبرير :
بكل مرة اقول بغفر له عشان خالي عشان عيالي بس يمه صقر والله مايستاهل والله
ام مساعد ناظرتها ب ابتسامة وهي تخطط لـ تفكير عميق :
تبين رضاي ولا ماتبين رضاي ؟
/
\
/
\
{ في استراحة الشباب || في صالة الدي جي }
كانت صالة كبيرة فيها زواية كانت مخصصة لـ كل اجهزة الدي جي
وفي الزاوية المُقابلة لها كانت ثلاجة كاملة مُتكاملة لهم
على كناباتها الواسعة المُهيئة
كان صقر شبه منسدح وهو يناظر سلطان
اللي كان يناظر لـ زاوية مجهولة ب صمت غريب
ناظر زُجاجته وهو يرجها ب خفيف ويضحك بسخرية على حظهم
شرب جُرعة مبالغ فيها وهو يبلعها ووجهه يقلب من طعم الكحول الحاد !
كح ب شكل متواصل من الكحول اللي جرح حُنجرته بدون رحمة
صدى صوت خلف هذال في صالتهم وكأنه يوصف حالهم ب كلماته المُعبرة
كانت كلماته سهامًا على قلب صقر وسلطان
وكانه يلومهم على تسليم قلوبهم ب سهولة
كانوا يظهرون نفسهم ب الصورة صواب نسوا اخطائهم كـ عادة البشر
يثملون لـ ينسون ،
والمصيبة ان الثمالة تنسيهم كل شي الا مرارة حُبهم
شرب ماتبقى من زُجاجته دفعة وحدة وكانه بيتخلص من عذاب كلمات هذال
صدى كلمات الشاعر خلف بن هذال المنبعثة من السماعات :
أبوس خشمه وأنشده وش لونه ؟
ومحبتي له ماوراها طمايع
واقدره واشاركه في حزونه
واثره عدوٍ لي خبيث الطبايع
رمى زجاجته الفارغة ب الجدار ب قوة
وكانه يعاقبها على مفعولها
شرب يبي ينساها والمصيبة نسى كل شي الا هي !
طاح على الكنب وهو يتمايل ب سُكر
ومفعول الكحول بدأ يأخذ مجراه
ابتسم سلطان على حال صقر ب سخرية ، وكأنه كان يحتاج فقط من يقوله تعال وجاء يركض
ضحك بحزن على حال صقر اللي كان يرقص مع واحد من الشباب ب خمول وكانه يعلن نسيانه
وكلها دقايق معدودة وسقط صقر غافي آخر السهرة تحت اثر الخمر ولكن المصيبة انه كان يردد اسم سارة !
قاطع تفكير سلطان اللي كان مُتمهل في شربه حتى انه ماثمل
كلمات نواف بن فيصل ، اللي داعبت قلب سلطان :
كيف نخفي حُبنا والشوق فاضح ؟
وفي ملامحنا من اللهفة ملامح
شاعرين ونبضنا طفل حنون
لو تزاعلنا يسامح ، والهوى شي مقدر
اختلفنا من يحب الثاني اكثر .
اي والله اختلفنا يارسيل واختلفنا كثير ومايجتمع اثنين كل واحد فيهم كبريائه يطوله
تارك لك الرياض والمملكة بُكبرها ، راح مقرن وراحت رسيل نور العين
مابقى شي يستدعي وجودي !
دخل ب استغراب وهو يدخل مفاتيح الاستراحة ب جيبه وفي يده الثانية عشاء جايبه يتسحرون عليه
صوت cd سلطان يلعلع في كل الاستراحة
ولكن ولا واحد فيهم موجود ، دورهم ب كل الغرف لين وصل الصالة الكبيرة
دخل وهو يغمض عيونه من اضاءاءت الليزر الملونة اللي عمت عيونه
فتح عيونه ب صدمة وهو يشوف زجاجات الخمر بكل مكان وصقر طريح !
طنش الكل وهو يجري له ب خطوات سريعة ، ثنى ركبته وهو يضرب خدود صقر ب خفة يبيه يصحى ويخيب ظنه فيه
ولكن للاسف كان صقر تحت التأثير تماما ، شاله ب عصبية وهو يجره لـ دورات المياه تحت الدش البارد
وهو يصارخ عليه بلا وعي ، كان يكره طيش صقر وتصرفاته وعدم خوفه من الله
لكن توصل فيه المواصيل انه يكون كذا وهو ع ذمته اختي وعيالها الى هنا وياصقر لا والف لا .
/
\
/
\
كانت مستلقية على الصوفيا ب صالتها في جو هادئ مظلم دخلت عليها نسمات البرد من شباكها المفتوح
لامه نفسها ب روبها القطني تحتمي فيه من برد الرياض
وناثرة شعرها على أكتافها ، وريحة الفواحات تعانق أنفها
كانت تحاول تسترخي بكل حواسها حتى ذهنها تبيه يرتاح من ضغط هالسنين كلها
حتى نور الأضاءة اعتبرته مزعج ومشتت لـ ذهنها اكتفت ب الشموع
تبي تبخر كل تعبها اليوم ، كل هالأيام اللي كتمتها شافت عواقبها بعد الولادة
اطفالها نايمين ب حفظ الله ، الحمولة وأمها يتسحرون ، صقر ماتدري وينه
كان هذا كفيل ب انها تختلي بنفسها
لكن فرحتها مادامت وهي تسمع صوت الباب يفتح قفله ب هدوء
رفعت نفسها ب خوف وهي تشد ربطة روبها ب حرص
شافت صقر يرمي مفاتيحه ومشيته مو متزنة ابدا
كان يهمس على نفسه ويمشي ب تمايل وتماوت ، نغزها قلبها من منظره
نقزت وهي توقف قدامه قبل يدخل غرفتهم على عيالها
سكرت انفها بصدمة وهي تشم ريحة الكحول الكريهه : صقر هذا وشو ؟
طاح رأسه على كتفها ب ثقل وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وشعره رطب وجسمه كذلك
سحبته ب تعب إلى الصالة وهي تخلع قطع ملابسه الرطبة
تسند وهو يفتح عيونه تدريجيًا ب بطئ تمتم ب أسمها وهو يبتسم
جلست ب تعب وهي تمسج ظهرها اللي انخلع من ثقل صقر
رمى رأسه على رجولها وهو يضم يدينها وعيونه تغفى مرة ثانية
استغفرت وهي تغمض عيونها ب يأس لا حالتها ولا حالته تسمح انها تجادل او تبعده
مدت يدها بهدوء وهي تدخلها ب شعره وتلعب فيه ماهو حزن على قد ماهو شفقة :
الناس تتسحر عشان تمسك صيام 15 ساعة تهذب نفسها على ترك المحرمات وحتى الاكل والشُرب
بدون اي اعتراض لانه شرع الله ورسوله ، وانت ياصقر عكس الناس
سكتت وهي تشوفه يفتح عيونه ب خمول ويتمتم وآثار الكحول عليه واضحة كـ وضوح الشمس
كان يتكلم بلا وعي ، ف المسكرات تُذهب العقل ف اين له ان يعي مايقول :
خاطري الليلة أسولف حاسس بقلبي كلام
اجبرتها مشاعرها تفرغ صدرها لـ صقر
تبي تشكي له من نفسه هي كانت تحتاجه يضمها غصب ويقول اضربيني ابكيني بس علميني
لكن رب ضارةٍ نافعة ب حالته هذي يمكن ارتاح من نصف اللي فيني
مررت سبابتها على دقنه ب همس :
لو تحبني يلا أسهر لو تحبني لا تنام " تنهدت وهي تغمض عيونها " ‏اخطيت وتكابر ولا همك زعلي حتى عيوبك يابو عبدالعزيز من خطاياك استحت
‏ماقهرني خطاءك قهرني انك ترئ نفسك صوآب وانت العار كاسيك من فوق لتحت
‏دفن رأسه بغير وعي ب حضنها وهو يتمتم ب " لا تخليني "
ابتسمت ب حزن وهي تتأمله وكأنها لأخر مرة بتشوفه فيه :
الله قسم والله كتب ‏ارد لك جرحك ولا عاد احتريك
قامت وهي تهمس ب أذنه ب حرص :
‏لا يمتلي صدرك عتب صحيح غالي ولكن كرامتي تغلى عليك
/
\
/
\
في عصر يوم رمضان كان الكل في بيته يتعبد قبل الافطار
واللي مُنشغل ب اعداد الأصناف وتجهيز السفرة
ومن يقضِ احتياجاته وكان منهم من يعمل على توزيع افطار الصائم على المُحتاجين
ومنهم من يضيع افضل وقت ب النوم او اعادة المُسلسلات
تبين حقيقة قلب العبد في هالأيام الفضيلة ، كان صقر جالس على مكتبه ب تعب من بعد ليلة آمس
صحته سارة قبل الأذان عشان يتسبح ويشرب موية وحنجرته متجرحة ورأسه مصدع
أنفتح الباب بقوة فزعت صقر فزعتين
من فتحة الباب العنيفة ومن شكل سعود الثائر ب عصبيته
سعود وهو يرفع اصبعه ب تهديد موجهه لـ صقر :
اسجد سجود شكر أني صايم ولا كان صلو عليك مع الفطور
نعنبوك الناس تتسحر وانت تشرب ؟
الناس تطلب رضا الله وانت تدور غضبه
عندك عيال وزوجة واهل ماتخاف عليهم ؟ عندك رب ماتخاف منه ؟
مانقول بزر يكبر يعقل انت رجال الـ 29 سنة واب لطفلين
قطع كلامه وهو يجلس على الكرسي ب تعب ويستغفر لا يجرح صيامه
ناظره صقر ب تطنيش لكلامه لأنه لو رد عليه بيحتد النقاش :
وش مضيق صدرك ؟
ضرب كفوفه ب عصبية وكأنه ينتظر بس احد يسأله ويفرغ جامه عليه :
راحت عند اهلها مستوعب ؟ هذا الحق لازم يتطبق سوا كان ابوك ولا غيره
شلون ترضين انه مجموعة كبيرة تضيع وانتي اولهم عشان فلوس
ناظره صقر ب استغراب من هذي ؟ وش مسوي ابوها ؟ واي فلوس ؟
قطع تفكيرهم دخول سلطان ب ضجر وهو يفرك عيونه
ضحك صقر ب سخرية : اكتملوا شلة الأنّس
قام سعود وهو يطلع لا يبي يشوف سلطان ولا صقر في خاطره عليهم كثير بعد حركتهم امس
لو انه ب غير شهر رمضان كان بلعها لكن قوية والله قوية
جلس بهدوء وهو يفكر ب الريم لما وصل لها خبر ان ابوها امسك ب قضية مخدرات قبل موعد تسليمها ب خمس ساعات
هي ماتدري ان سعود اللي مبلغ عنه ب اتفاق مع شيخ القبيلة
ف كيف لو درت ؟ وصلها لهم وهو مأخذ وعد من الشيخ ان الريم بترجع راضية بعد مايقنعها ب طريقته الخاصة .
/
\
/
{ في بيت ابو صقر || في الصالة الداخلية }
/
\
/
نزل السماعة على طاولة الطعام وعيونه على رسيل وهو رافع حاجبه
رفعت عيونها ب توتر من نظرات ابوها لها كأن محد على الطاولة غيرها
رمت شوكتها ب تعمد على الصحن تبي تحدث ضوضاء تشغل نظرات ابوها عنها
لف لـ ام صقر اللي كانت تقطع الكيك لـ بنت أميرة
ابو صقر ب نغزة لـ رسيل :
سلطان ولد مقرن بيزورنا اليوم ، يبيني ب موضوع ويقول انه بينقل لـ الأمارات وش يبي فيني تهقين ؟
ام صقر وهي تهز كتوفها ب طيب نية : يمكن بيسلم عليك
رجع يكمل أكله ب ضحكة ساخرة من كلام ام صقر
وعيونه على رسيل ب تعمد وكأنه يقول عيونك تفضحك !
/
\
/
\
{ في بيت أبو صقر || في مجلس الرجاجيل }
/
\
/
بعد صلاة التراويح في مجلس ابو صقر كان مبتسم بهدوء لـ سلطان وهو يأخذ فنجاله من فهد :
العذر والسموحة اخرتك ، شفت جماعة المسجد وخذتنا السواليف
نزل سلطان فنجاله ب توتر
وهو يسب ويلعن ب نفسه وش قوة الوجه هذي ؟ باي جراءة اقتحمته لما فكر يجيهم عشان هالموضوع
فرك يدينه وهو يبتسم ب مجاملة لـ فهد وكانه متضايق من وجوده
حس عليه ابو صقر رفع عيونه لـ فهد وهو يأشر ع الباب ب معنى " اطلع "
لف ابو صقر لـ سلطان وهو يشبك كفوفه ب اهتمام مع بعض :
وهذا فهد وطلع ، وش عندك يابوك ؟
عدل جلسته وهو يقابل ابو صقر ، كل الجُمل الرسمية تبخرت بمُجرد ماطاحت عينه ب عين ابو صقر
حس ب موقفه الرسمية سيئة جدًا
سلطان وهو يناظره ب صدق :
لما مات مقرن انكسر ظهري واكذب عليك لو قلت فيه احد يستاهل اعيش او ابقى عشانه
مقرن عمي وب حسبة ابوي وهو ابوي الاول وانت ب حسبة ابوي الثاني يشهد علي ربي
قبل زواج مقرن كنت ناوي بتزوج وكلمته ووعدني بس انتظره
لين يرجع من المؤتمر وماكان يعرف البنت انصدمت فيه متزوج اول مارجع على طول !
والمصيبة مو هنا متزوج البنت اللي ابيها
طارت عيون ابو صقر بصدمة من كلامه معناه انها رسيل
استرسل سلطان وهو يتكلم من قلب ، نسى احراجه نسى حزنه نسى كثيير اشياء ب مجرد مانطلق ب اباحته عن مشاعره :
سكت وبلعتها غصة !
كان حرمت علي رسيل لو ان عمي ماخذها عن رغبة لكن عمي ماخذها عن ظروف والله العظيم
وانا جاي باخذ رسيل على سُنة الله ورسوله
بتقول لي الناس ؟
زواجهم مانتشر الا بين عائلتكم وانا ماخذها وبنعيش في دُبي على طول ان شاء الله
قاطعه ابو صقر ب عصبية من سلطان اللي مخطط ومفكر لكل حاجة وكأنه ضامن موافقته :
وانت وعمك تحسبون بنتي لعبة ؟ هذا يطلق يوم وهذا يتزوج يوم
كأنكم مسترخصين بنتي تراها تسوى عيوني
قاطع سلطان ب عجل من تفكير ابو صقر اللي شطح بعيد :
حشى والحشى عن الف يمين ، بنتك غالية وغلاتها من غالتك
وانا قلت لك اني كنت ابيها من زمان بس ربي ماكتب !
لا الله ولا رسوله حرموا زواج المُطلقة ولا زواج البنت من ولد اخ طليقها
لا نوقف نصيب ونقطع رزق عشان كلام الناس
ناظره ابو صقر ب تنهيدة هّم ، تجربة اميرة القاسية وطلاقها لمرتين وطلاق رسيل كلها كانت تجبره يركز ب قرارته اكثر
ضيع حياة بناته بما فيه الكفاية
ناظر سلطان ب تردد وهو متوجهه لـ المغاسل :
الله يكتب الخير سوا بقربك ولا ب بعدك ، اكذب عليك لو اقول بقدر اخاطر ب بناتي مرة ثانية بس يصير خير
/
\
/
\
{ في جناح خالد & ام صقر }
/
\
/
وقف قدام المرآيا بهدوء ظاهري وهو يثبت عقاله على شماغه الأحمر أتبعه ب رمي طرف شماغه ع كتفه الأيمن
وهو يغمض عيونه ب استشعار لـ أحداث الأسبوعيين او اليوم تحديدًا اللي كانت كفيلة ب أنها تنسيه كل ماحصل !
وفاة اهل اخوه ، خطف بنت اخته ولادته ، وطلاق بناته ، وخطبة بنته امس
واليوم زادت صدمته بـ
مُحادثة سارة وأم مساعد لهم وتبلغيهم ب مايحدث لـ صقر
كانت صدمة لـ أب شغف حُبا ب أبنه
يؤمن بقرارة نفسه ان صقر غلطان مليون ب المئة ويستاهل اكثر من اللي راح تسويه سارة
لكن فطرته كؤنه أب تغلبه كثير ب هالموقف
لف على أم صقر اللي كانت تناظره واقفة ب عبايتها وتناظره ب تردد وهو يقرأ وش يجول برأسها :
مابينا عشرة يوم او شهر او سنة ، اللي بينا 33 سنة درستك وحفظتك فيها
مسكينة اذا تحسبيني مادري عن وش يدور برأسك ؟ انك تغدرين ب وعدنا وتتصلين على صقر وتفركشين كل اتفاقياتنا مع سارة
ناظرته ب عين دامعة وهي تحرك يدينها يمين ويسارًا كـ تعبير عن مايجول بخاطرها :
انا امُ مارضاها على ولدي ياخالد ، مارضى ب حزن قلب ولدي
ناظرها بصدمة من عاطفتها المُبالغ فيها :
قسم بالله اللي تسويه فيكم سارة شوي ! يابنت الحلال احمدي ربك واشكريه ان الموضوع انتهى الى هنا
استغفر وهو يطلع مفاتيحه من الدرج مايبي يجرح صيامه ب كثرة الجدال وحديث الرسول يتردد ب باله :
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء " الجدال " وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحًا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه .
أشر لها ب معنى " يالله " و يطلع من الجناح وهو يصلِ على النبي .
/
\
/
{ في جناح صقر وسارة }
/
\
/
تحت سقف نفس المُنزل اللي يحمل ابطالي
كان صقر واقف ب استعجال وهو يعدل تيشيرته ويلبس ساعته لا يتأخر على دوامه
يمديه على الأقل يرجع على الفُطور
تباطئت حركته وهو يشوف سارة توقف ب جانب التسريحة وتناظره بهدوء وكأنه تنتظره ينتهي
لف عليها ب خوف وُلد عنده هالأيام من سارة وتصرفاتها واللي صار بينهم ، يحس اي خطوة منها مو طبيعية
حست فيه سارة وابتسمت ابتسامة هادئة تطمنه فيها :
أبي السواق اذا ممُكن ترسله لي
ب ابتسامتها وهدوءها بثت ب قلبه الراحة ، لف عليها وهو يقرب منها ويده تلامس خصل شعرها ب عفوية :
ماتلاحظين انك من ولدتي طلعاتك كاثرة ؟ مو سالفة احرمك بس اخاف يضرك
هزت رأسها ب النفي وهي تخفي ارتباكها من قُربه وانفاسه اللي تلفح وجهها .
هز رأسها ب ايجابية وهو ماوده يكسر ب خاطرها ، مستحي من نفسه يقول لها " لا " بعد فعلته فيها
رفع رأسه بسرعة وهو يتذكر وش كان انشغاله الصبح فيه ، فتح الدرج الأول وهو يطلع ظرف كبير ويمده له :
هذي جوازات عبدالوهاب وعبدالعزيز خلصتها الصبح مانتهيت منها الا الظهر " فتح الظرف وهو يطلع الإيصال " وهذي 70 ألف حولتها لك اليوم
قربت بهدوء وهي تبوس خده ب خفة : شُكرا ، الله يعطيك العافية
ماتدري ان بحركتها البسيطة هذي وش سوت ب كيان صقر اللي فقد سارة من زمان ، هذا لأول مرة يحس ب نفسه مع سارة اللي ودعها قبل حادثة أحمد
يكذب لو قال كل عرق فيه فز لأجلها وانحنى ، كل عرق ارتبك ب قُربها
عظيمة انتي ياصغيرة كيف لك تلعبين ب هيئة رجُل تغلبك كثير
رغُم سعادته كان يتبع دايما " قلبك دليلك "
قلبه يقول ضمها ماتضمن قُربها ، اسمعها ماتضمن وجودها ، احفظها اخاف تغيرها الأيام
قاطع كل هالتشاؤمات وكرنفال الفرح اللي انشئت في قلبه ب بُكاء واحد من ابناءه طلع من الغرفة وعيون سارة تتبعه بدون وعي لبكاء ولدها
مشت ب هدوء لـ دولابها وهي تفتحه ، ناظرت شنطها وشنط عيالها ودولابها الخالي من اي قطعة لها
خذت الأيباد وهي تشوف رسالة تأكيد الحجز وطلبهم لـ رقم الحساب ب تردد لـ خطوتها الاخيرة .
/
\
/
\
في مكتب المُحاماة اللي قد توجهت له سارة مُسبقًا ، كان جالس على كرسيه العملي ب أندماج
وأنامله تداعب الكيبورد ب طلاقة وهو يناظر الشاشة ب تركيز
فز واقفًا وهو يشوف ابو صقر يدخل ويلقي عليه السلام
رحب بهه بشاشة وهو عارفه من سارة اللي بلغته ب حضوره
ابتسم ابو صقر ب مُجاملة متعارف عليها :
معك ابو صقر آل .. ، اكيد لك خبر ب حضوري
هز المحامي رأسه وهو يضغط على زر الطباعة ب تأكيد
فتح درج المكتب وهو يطلع ظرف بُني متعارف عليه ب الجهات الرسمية
خذ الأوراق المطبوعة وهو يتأكد من الختم اللي عليها
ابتسم لـ ابو صقر وهو يدخلها ب الظرف ويكتب عليه اسم صقر :
بأذن الله بعد الفطور بيكون موعد الجلسة ، ماتبقى الا ساعتين
ممكن نستفيد منها ب أنّا نراجع التهمة
تسند على كرسيه وهو يشبك كفوفه ب بعض ويسترسل ب كلامه :
راح يكونون الاربع شهود انت وامه واحمد والمصور اللي راح يأخذ شخصيته " المستشار " الخاص بي
مع عرض الادلة والتهمة لين حين تثبت واعترافه ويصدر الحُكم بعدها
غمض ابو صقر عيونه وهو يهمس ب اطمئنان :
توكلنا على الله .

بلاي ياسعود حبيت خريجه سجونWhere stories live. Discover now