البارت 16

2K 77 16
                                    


سألتقيك الليلة ككل مساء ...
وسأغمرك بروحي عند الساعة الثانية عشر ...
فالوقت الذي سيلي هذه الساعة ...
هو العيد الذي حلمت به معك ...

كيم مينقيو



" صباح الخير ! "

" صباح الخير بنيّ ! أنت عدت ؟! "

" أجل " أجاب والدَه وأعاد نظره نحو والدته التي تحتسي قهوتها بهدوء ولم ترفع رأسها حتى لتنظر إليه .

" أمي .. ها أنا ذا عدت ، لمَ ما زلت غاضبة ؟! " تحدّث مينقيو بحزن بعدما جلس إلى جانب السيدة كيم وأمسك كلتا يديها ..

" أنتَ لم تكن لتعود إن لم أهددك ! كيم مينقيو "

"حسنا ، أنا آسف همم؟ " اعتذر وهو يضع رأسه على كتف والدته التي صفعت جبينه بخفة ، ليتأوه هو مدّعيا الألم .. ابتسم والده بخفة ثم أعاد بصره على الجريدة .

" أنا لن أسامحك ما لم تجعل ونوو ينزل الآن ويتناول الأفطار معنا " أنزلت رأسها بإحباط وأردفت بهمس " هو يفوّت وجباته منذ أيام و-- "

" هذا سهل ! " قاطعها ابنها وركض للأعلى .. إلى غرفة ونوو !

طرق الباب ثلاث مرات وكعادة لا ينساها هو فتحه دون أن يُؤذَن له بالدخول .

دلف إلى الغرفة -الجليدية- كما يطلِق عليها ، كون صاحبها لا ينام إلا إذا كانت درجة حرارتها منخفضة .... كثيراً !

هو لاحظ بوضوح عدم وجود أحد على السرير ، وبعض الضجة المنبعثة من الحمام .. فاستنتج أن ونوو يستحم .

جلس على الأريكة المقابلة للسرير ، ألقى نظرة على الكتاب الموضوع هناك -الجريمة والعقاب- .. ليبتسم جانبيّا على الذكرى التي راودته .

" هذا الطفل .. حقا مجنون بأجاثا كريستي .."
هو تمتم بخفوت .

بضع دقائق مرت .. حتى فتح باب الحمام معلنا عن نهاية استحمام الأصغر الذي لم يلاحظ جلوس شخص ما على أريكته ..
تقدم بضع خطوات قبل أن يقاطعه صوت متعجب صدح خلفه ..

" ألم تملّ بعد من هذا الكتاب ؟ أجزم أنك قرأته عشر مرات على الأقل ؟! "
مينقيو سأل دون أن يرفع رأسه من الكتاب ..

ونوو فتح عينيه على مصراعيها لهول الصدمة !


إذن ما حدث بالأمس لم يكن هلوسة ؟؟
العملاق الوسيم عاد حقا ؟
وهو بحق اللعنة هنا .. في غرفتي ..
بينما
أنا
عارٍ !!

الهدوء الصاخبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن