اللقاء..

2.2K 124 62
                                    

الساعة العاشرة صباحا ..
تمدد على سريره الضخم كدليل على استيقاظه ،
حشر يده بتململ تحد الوسادة وأخرج هاتفه ،
وكالعادة العديد من الرسائل التي لم يرد عليها ..
ليتصل برفيقه فرنن ..

فرنن :" يااا !! .." صرخ على الجهة الاخرى ليشعر مينقيو وكأن طبلة أذنه على وشك الانفجار ..
مينقيو :"ما بك ؟! أخفتني يا رجل !!"
فرنن :"أتعلم كم الساعة الان هنا أيها الأحمق !! إذا اتصلت بي مجددا بهذا الوقت، فأقسم أني لن أمررها على خير أيها الجرد !!..." وأقفل الخط..

مينقيو :"ياا..ياا !! اشش لقد أغلق ..هذا الفرنونااه متى سيخفف من حدة طباعه ؟ سيغزوا الشيب رأسه قبل أن يبلغ سن الثلاثين، واللعنة !.. "

اتجه بخطى متثاقلة إلى الحمام ، ليخرج بعد مرور دقائق عدة ..
وجد الخادمة تنتظره وفور رؤيتها له بذلك المنظر (كان يلف منشفته على خصره ويجفف بالأخرى شعره كالعادة ) ..حتى تحول وجهها للون الأحمر القاتم ..

الخادمة :"ص..صباح الخير ..س..سيدي فطورك جاهز "
ثم أردفت متمتمة لنفسها :"اللعنة علي قص هذا اللسان عاجلا أم آجلا  !"
ابتسم مينقيو ابتسامة جانبية عندما لاحظ ارتباكها ..
ليتقدم نحوها..
لم ترفع الخادمة رأسها من على الأرض إلا عندما رأت أقداما غير أقدامها ..
رفعته قليلا لتقابلها أعين مينقيو الذي همس في وجهها ليزيد احمرار هذا الأخير :"سأنزل بعد قليل .. يمكنك الرحيل الآن .."

خرجت الخادمة من الغرفة بسرعة خيالية ..
ليهمس مينقيو لنفسه :" هه لطيفة .."

اصطدمت بمدبرة المنزل العجوز لتتدمر هذه الأخيرة قائلة :" ميسو !! مالذي يحدث معك ؟ لم تجرين في الرواق هكذا ؟ وكأنك رأيت شبحا ما !!"
ميسو :" خالة فيكتوريا !! أفضل رؤية الشبح على رؤية ذلك المنظر من الصباح .. اففف"
فيكتوريا :"هوني عليك ..أي منظر تقصدينه ؟!"
أدركت ميسو مدى حماقة ما قالته لتضرب فمها بكفها كعادة غبية ..
ميسو :"اه..امم ..أقصد.. علي الذهاب .."

نزل لتناول الفطور بعدما ارتدى ملابسه ، ..
بدى وكأنه عازم على الخروج عندما دخل أحدهم المنزل..
مينقيو :" أپاا.." بنبرة متسائلة ومتفاجئة بآن واحد
السيد كيم :" ما هذا التعبير على وجهك بني ألم تشتق إلي ..؟"
مينقيو اتجه الى والده ليعانقه ، فرغم اختلافاتهم العديدة إلا أنه والد وابنه في النهاية ..
مينقيو :" بلا، اشتقت لك كثيرا "
كيم :" وأنا كذلك بني " ليعانقه هو الاخر ..
عندها لاحظ مينقيو ذلك الكيان الصغير الذي كان يختبئ خلف جسد والده دون قصد منه ، فالأخير كان هائل الحجم هو الآخر ..
ابتعد مينقيو قليلا ليسأل والده :" أبي؟ من يكون هذا الفتى .."

كيم :" اه.. لقد كدت أنسى وجوده لشدة هدوئه .. إنه..."
السيدة :" عزيزي ! وصلت أخيرا !.. " قاطعته الوالدة بصوتها الصاخب كالعادة ..
كيم :" أجل عزيزتي .. ".. قالها وهو يعانق زوجته التي بادلته العناق هي الأخرى ..
السيدة :" اه ..أهذا هو ؟! " سألته وهي تشير لذلك الكيان الذي لم يحرك ساكنا منذ وصوله ..
ليجيبها زوجها :" اوه.. دعوني أعرفكم ، هذا ونوو ، وسيعيش عندنا لبعض الوقت .. ونوو، هذه زوجتي مينجو وهذا ابني الوحيد مينقيو .. أتمنى أن تصبحا صديقين في الفترة التي ستقضيها عندنا.. " 
انحنى مينقيو قائلا :" مرحبا ، أدعى ونوو ..أرجو أن تهتموا بي.." ...

الهدوء الصاخبWhere stories live. Discover now