العودة..

4.2K 135 31
                                    

فتحت البوابة لتدخل سيارة سوداء المنزل الفخم..لتتقدم نحو البوابة الرئيسية حيث يستطف العشرات من الأشخاص، ومن زيّهم الموحّد يمكنك الاستنتاج أنهم خدم ذلك القصر ..

تتوقف السيارة ويخرج منها رجل يبدو في منتصف العمر ،يرتدي بدلة تشبه خاصة الخدم لكنها مختلفة بعض الشيء.. اتجه محنيا رأسه إلى الباب الخلفي ليفتحه ..

عندها خرج شاب في مقتبل العمر بقامته الممشوقة..  ذو شعر بني، بشرة سمراء داكنة، وعينين  سوداوتين.
مرتديا سترة صيفية باهتة.. قميصا أبيضا وبنطالا أسود، حاملاحقيبة حاسوبه المحمول..
انحنى له الجميع فمر من بينهم دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليهم أو حتى رد التحية بشكل لائق، ليصل حيث تقف والدته والتي على ما يبدو تشبهه إلى حد ما ..

سعيدة كانت السيدة برؤية طفلها المدلل كما تناديه والذي مر على غيابه سنوات عدة قضاها بالدراسة في الخارج .. فزياراته القليلة والقصيرة لم تكن تكفيها مطلقا ولم تشبع شوقها له..
هو الان عاد إليها بعد انهاء دراسته ، وعلى ما يبدو فهي لن تسمح له بالمغادرة ثانية.. أبدا ..!

انحنى مينقيو ليقبل كف والدته ثم أخذها في عناق لم يكن لينتهي لولا حمحمة الأخيرة ..
هذا ما يحدث كلما عاد إلى الوطن ..
فلا يخفى على أحد حب مينقيو الكبير لوالدته ..والتي ابتعد عنها مكرها انصياعا لأوامر والده الصارمة بالدراسة بفرنسا ..
مينقيو :" أوما ! اشتقت لك كثيرا ! جدا !"
السيدة :" وأنا أكثر عزيزي صدقني.. أنت عدت أخيرا ولن تسمح لك والدتك بالرحيل عنها بعد الان !".
مينقيو :" وكأنني أجرؤ على الابتعاد ثانية ..هه"
قالها وهو يحتضن أمه ثانية لتبعده قائلة
السيدة :"سأتصل بوالدك لأعلمه بعودتك .."
مينقيو :"مسافر كالعادة ؟ أليس كذلك ؟" راسما ابتسامة ساخرة على وجهه ..
السيدة :"تعلم عزيزي أن والدك مشغول طيلة السنة ..لا تلمه صغيري.."
مينقيو :"أنا لا أفعل أمي.. سأذهب لأرتاح ،اتصلي به الان .."
السيدة :" أمرتهم بتجهيز الحمام .استرح ريثما يجهز الغذاء "
أومأ لها مينقيو وغادر صاعدا إلى غرفته ..أو لنقل جناحه هه..

فور دخوله الغرفة وجد حقائبه موضوعة بالفعل ..
اتجه فورا لأخذ حمام لتجديد طاقته

بعد مرور عشرين دقيقة خرج مينقيو يلف منشفة بيضاء حول خاصرته ، ويحمل بيده منشفة أخرى يجفف بها شعره..
حمل هاتفه ليرى كما هائلا من المكالمات الفائتة والعشرات من الرسائل التي لم يكلف نفسه عناء الرد عليها ..
عدا مكالمة واحدة كانت من صديقه المقرب فرنن والذي بقي بفرنسا لغرض ما مع العلم أنه كان من المفروض أن يعود ومينقيو معا ..

مينقيو :"هل اشتقت لي بهذه السرعة فرنوني؟"
فرنن:"أيها الفاسق ! ألم أقل لك اتصل بي فور وصولك إلى كوريا !"
مينقيو :"يااا ! متى ستكف عن الصراخ كالعجائز يا صديقي .." قالها وهو لا يزال يجفف شعره ..
فرنن :"غبي ..متى وصلت ؟"
مينقيو :"للتو .."
فرنن :"حسنا إذا ، أبلغ سلامي للعائلة...وداعا "
مينقيو :"همم.."

رمى الهاتف على السرير واتجه الى الخزانة..
أخرج بعض الملابس المريحة، ارتداها وخرج متجها إلى غرفة المعيشة حيث كانت والدته تنتظره ..

السيدة :"الجو جميل اليوم ،لذا فضلت تناول الغذاء في الحديقة "
مينقيو :"همم" وأومأ متجها إلى الحديقة حيث كانت طاولة كبيرة تسع ما يعادل العشرة أشخاص ..
جلس هو ووالدته في هدوء ليتناولا الطعام ، مع شعور مرير بالفراغ ..
فرغم كبر المنزل ورغم عاطفة والدته والكمّ الهائل من الخدم .. إلا أن هنالك حلقة ناقصة..


الهدوء الصاخبWhere stories live. Discover now