٥٨..نقطة النهاية

4.1K 66 6
                                    


بقيت هزان واقفة في مكانها بعد خروج ياغيز..ظهرها لصق الحائط..أنفاسها متسارعة..وجنتاها ملتهبة..و قلبها يكاد ينفر من صدرها..مررت يدها على عنقها و أغمضت عينيها فعادت إلى ذاكرتها كل ثانية قضتها بين يديه..شفاهه تلتهم شفاهها..لسانها يراقص لسانها..فمه يلامس عنقها و كتفيها..و يده تعبث بأنوثتها..تنهدت هزان بقوة و أخذت تلوم نفسها على استسلامها له و عدم قدرتها على مقاومته..لكنها لم تستطع..عجزت عن ذلك..حبها الذي لم ينقص يوما غلبها..شوقها المميت إلى كل ما فيه هزمها..قلبها تسلط على عقلها و أخضعه إلى سلطته..تحركت باتجاه النافذة..رأته يركب سيارته و يغادر..تساءلت..ترى هل يقول الحقيقة؟ هل سيحارب من أجلها هذه المرة؟ هل سيكون قادرا على مواجهة الجميع من أجل حبهما؟ هل سيجتمعان أخيرا بعد طول فراق؟ و تولغا؟ ماذا سأفعل معه؟ أنا مخطوبة له و يجب أن أجد طريقة لكي أنفصل عنه دون افتعال المشاكل..جلست هزان على حافة السرير و هي تضع رأسها بين يديها..في القاعة الرياضية..تدرب فريق تولغا تحضيرا لمباراة الغد و دخل اعضاء الفريق إلى حجرات الملابس..في حين بقي تولغا يتدرب لوحده..سمع وقع خطوات بالقرب منه..التفت ليجد فتاة طويلة و شعرها اسود قصير تراقبه..اقتربت منه و قالت" عفوا..لم أقصد أن ازعجك..لكنني أردت أن أتعرف عليك" ثم مدت يدها نحوه تصافحه و تقول" أنا إيليف..قائدة فريق اسطنبول للفتيات" ابتسم و صافحها و هو يقول" و أنا تولغا..قائد الفريق الباريسي..سررت بمعرفتك" ابتسمت و قالت" ..و أنا أيضا..أنا كنت أتابعك منذ مدة..أنا من أشد المعجبين بك..و سررت كثيرا لأنني التقيت بك..و أتمنى أن نصبح صديقين" نظر إليها و قال" سيكون ذلك من دواعي سروري" اخذت منه الكرة و سددت مباشرة ناحية السلة فسجلت رمية ثلاثية..صفق لها و سأل" ما رأيك أن نبدأ صداقتنا بلقاء ودي؟" ضحكت و أجابت" موافقة" ..أخذا يجريان معا و يمرران الكرة احدهما إلى الآخر ثم تواجها و راحا يتنافسان على التسجيل..علت ضحكاتهما و وجدا نفسيهما يقتربان من بعضهما بسلاسة..و هو ما كانت إيليف تخطط له بالضبط..عاد ياغيز إلى المنزل..وجد جيمري جالسة على الكرسي الهزاز أمام النافذة..و ما ان انتبهت لدخوله حتى اقتربت منه و هي تقول" ياغيز..حبيبي..مارأيك أن نخرج معا لتناول العشاء؟ او هل تريد أن أعد لك شيئا بيدي؟ أجبني و سأفعل لك كل ما تريده" ابتعد عنها و قال" لا أريد منك شيئا" صمت قليلا ثم أضاف" جيمري..أنا مصر على الطلاق..لم أقل ذلك في لحظة غضب..أنا أعني ما قلته..أريدك أن تفكري بالأمر..و تتصرفي على هذا الأساس..علاقتي بك انتهت"

اقتربت جيمري من ياغيز و لفت ذراعيه حول عنقه و هي تحاول تقريبه منها..كانت تبكي و تقول" لا..لا تتركني..لا تتخلى عني..أنت لي أنا..لي وحدي..لا استطيع أن أعيش من دونك" ابعد ياغيز يديها عنه بشيء من العنف و هو يقول" جيمري..لو سمحت..لا تصعبي الأمر..لقد كنت واضحا و صريحا معك..لم أعد قادرا على الكذب عليك أكثر من ذلك..لسنا اول زوجين ينفصلان..لديك قيمة كبيرة لدي..تربينا و كبرنا معا ..لذلك لا أريد أن اؤذيك اكثر ..و أريد لهذا الزواج ان ينتهي في ظروف طبيعية..دون مشاكل أو فضائح" همت جيمري بالكلام لكن رنين هاتف ياغيز منعها..أجاب" الو نعم أمي..ماذا..ماذا تقولين..ماذا يعني لا يستطيع التنفس؟ هل اتصلت بالإسعاف؟ حسنا..أنا قادم" نظرت إليه جيمري باستفهام فقال بنبرة قلقة" بابا..انه في حالة سيئة..في طريقه إلى المشفى الآن..سأذهب إليه" قالت" و أنا أيضا سآتي معك..ليحمه الله" ..خرج ياغيز مسرعا و ركب سيارته صحبة جيمري ثم انطلق إلى المشفى..كانت يده ترتعد بشدة و هو يضعها على المقود ..قلبه ينقبض بشدة و وجهه شاحب..حاولت جيمري تهدأته و طمأنته لكنه كان متوترا جدا..وصل بعد دقائق إلى المستشفى..دخل مسرعا ثم توقف جامدا في مكانه و هو يرى أمه جاثية على الارض و تبكي بشدة..رأته فنهضت و تقدمت نحوه و هي تقول" ..لقد ذهب ابوك يا ولدي..تركنا و ذهب..أبوك مات يا صغيري" حملق ياغيز في سيفنش التي كانت واقفة أمامه..تنتحب بصوت مسموع و الدموع تسيل بغزارة على خديها..امتلأت عيناه بالدموع اللؤلؤية و جرى نحو غرفة الإسعاف..وجد أباه ممددا على السرير و قد توقف نبضه و شحب وجهه ..تقدم ياغيز منه و جثى على ركبتيه بجانب السرير..وضع يده على يد أبيه و قال بصوت مختنق" بابا..استيقظ..انهض..المكان هنا بارد جدا..هيا انهض ..لنذهب من هنا..لقد وعدتني بألا تتركني كما فعل جوكهان..و انت تعودت ان تفي بوعدك..بابا..أتوسل اليك..لا تتركني..ارجوك ..افتح عينيك ..انظر إلي..ارجوك بابا..لا تذهب و تتركني وحيدا في هذه الدنيا..دون سند ..أنت سندي يا أبي..هيا..ارجوك..انهض..لنذهب من هنا..هيا..انهض" تقدم منه باريش و أنهضه على قدميه و هو يقول" أخي..لا تفعل ذلك..هيا..كن قويا كما أعرفك..ليرحمه الله..هيا يا أخي..لنخرج من هنا" سحبه باريش إلى الخارج و احتضنه بشدة بين ذراعيه ..انفجر ياغيز باكيا بصوت مسموع و هو يشعر ان كل ما حوله ينهار و أن روحه تنسل من جسده و تغادره..

إمرأة كالجحيم जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें