٤٢..لا تذهبي

3.1K 81 3
                                    

ركبت هزان سيارتها و انطلقت مسرعة..عادت إلى المنزل..دخلت إلى غرفتها..احتضنت صورة أختها مطولا..ثم عاودت الخروج مرة أخرى..جالت بسيارتها لساعات..ثم وجدت نفسها تذهب إلى القاعة الرياضية..المكان الذي ابتدأ فيه كل شيء..و سينتهي فيه كل شيء..كانت القاعة فارغة..أخذت علبة دواء من جيبها..تناولت كل الأقراص دفعة واحدة..احتضنت كرة السلة و نامت على الارضية و الدموع تنهمر من عينيها..إلى هنا تنتمي..هنا أحبت..هنا حلمت..هنا عشقت..هنا عاشت..و هنا ستموت..

في غرفته في المستشفى..بقي ياغيز جالسا بجانب النافذة و الغضب يأخذ منه كل مأخذ..لكن لسبب لا يعلمه..شعر بالخوف من آخر كلمة سمعها من هزان قبل أن تخرج..حين قالت" سأختفي من حياتك إلى الأبد ..أنا أعدك" ..مجرد فكرة اختفاءها من حياته إلى الأبد بثت الرعب في نفسه..يعلم انه هو من طلب منها ذلك..لكن قلبه لا يقوى على تحمل غيابها..غاضب و مجروح منها..خيبت أمله و استخفت بمشاعره..لكن هذا لا ينهي حبه لها..و خوفه عليها..و رغبته الدائمة في رؤيتها أمامه رغم كل شيء..قد يكون في رؤيته لها و هما منفصلان عذاب و ألم..لكنه يرضى بذلك..خرج من الغرفة و وقف للحظات أمام غرفة العناية المشددة..نظر إلى والده النائم على السرير و المتصل بجهاز التنفس..لماذا حدث كل هذا؟ لماذا وقع في حبها كالمسحور..دون مقاومة او تعقل او منطق..لماذا انطلت عليه لعبتها و دمرت كل شيء..لماذا كان عليها ان تكون مستهترة و غير مسؤولة إلى هذه الدرجة؟ إلى الدرجة التي تؤذي معها شخصا أحبها بصدق و كان على اتم الإستعداد لخسارة كل شيء من أجلها..اسمه..ارثه..رضى والديه..و ربما سمعته المهنية أيضا..أخذ هاتفه و اتصل ببهار ليسألها عن هزان..لكنها اخبرته انها لم ترها منذ غادرت المستشفى..و انها تتصل بها لكن هاتفها كان مغلقا..استبد به القلق و أخذ يفكر..مالذي يمكن ان تفعله هزان لكي تخرج من حياته إلى الأبد؟ أيعقل أن ترتبط بباريش لكي تحرق روحه و تمنعه من الإقتراب منها؟ أيعقل أن تسافر و تختفي في بلد لا يعرفها؟ أيعقل أن تترك كل شيء خلفها و تذهب إلى حيث لا يتمكن من الوصول إليها؟ ..مرر ياغيز يده على عنقه..يكاد يختنق من الأفكار السوداء التي تتوالى على عقله..وقفت امه بجانبه..قال" أمي..لدي عمل مستعجل و يجب أن اذهب..ابقي بجانب ابي..و أخبريني إذا حدث أي تطور..اتفقنا" هزت سيفنش رأسها و أجابت" حسنا حبيبتي" ..ركب ياغيز سيارته و خرج مسرعا..اتصل بهزان لكن هاتفها مغلق..ترك لها رسالة صوتية يطلب منها فيها ان تتصل به بمجرد أن تسمع رسالته..وجد نفسه يذهب إلى منزل والديها و يسأل عنها لكنه لم يجدها هناك..تذكر أنه عندما يفتقدها..كان يجدها في القاعة الرياضية..اوقف سيارته بعد لحظات في مرآب القاعة و اندفع يجري إلى الداخل..و ما ان فتح الباب حتى رآها ملقاة على الأرض..ارتعد جسده بشدة و هو يراها على تلك الحال..اقترب منها و هو يقول" هزان..انهضي..هل جننت؟ لماذا تنامين على الارضية؟ هل تريدين ان تمرضي؟" لم تجبه فجثى على ركبتيه بجانبها و ادارها نحوه..انقبض قلبه و تسارعت انفاسه و هو يرى شحوب وجهها و انعدام تنفسها..هزها بين ذراعيه و هو يقول بصوت مرتعش" هزان..ما هذا؟ ماذا فعلت؟ هل جننت؟ افتحي عينيك لو سمحت..هيا حبيبتي..انظري الي..لا تستسلمي..لا تتخلي عن حياتك و عني..يالله..لا تسمح بأن يصيبها مكروه..لن أكون قادرا على تحمل ذلك" ..

إمرأة كالجحيم Where stories live. Discover now