٢٤..هذا ما يجب أن يحدث

3.4K 97 1
                                    


بعد نزول هزان..بقي ياغيز متوقفا بسيارته أمام منزلها..يتابعها بعيون كئيبة و حزينة..بنظرات تقول" هذا ما يجب أن يحدث" ..نعم..هذا ما كان عليه فعله..أن يسيطر على نفسه..على هذه الأحاسيس الغريبة التي يشعر بها..على هذا الإعجاب الذي يوشك أن يتحول إلى شيء آخر يقحمه في صراع هو في غنى عنه..سيجد نفسه وقتها أمام ضرورة مواجهة نفسه..و مواجهة أهله..و مواجهة خطيبته..سيحتقر نفسه لأنه تورط مع لاعبة في فريقه..و هذا سؤذي سمعته و سمعتها..و هو لا يرضى ذلك..لكنه متعب..مرهق..من هذه المقاومة التي تكلفه الكثير..من هذه الإرادة التي تجعل منه رجلا عاجزا..و منافقا..يفعل عكس ما يريده..لقد أراد حد الإحتراق أن يقبلها..أن يتذوق رحيق شفتيها..أن يلامس تلك الشفاه الشهية..أن تشتبك شفاهه مع شفاهها..و أن تختلط أنفاسه مع أنفاسها..أن يرقص لسانه مع لسانها..لكنه قاوم تلك الرغبة و بشدة..سيفعل الآن كل ما بوسعه لكي يتخلص من هذه المشاعر و أن يدفنها في قلبه قبل أن تتفاقم و تدفعه إلى الجنون و إلى فعل ما يناقض عقله و مبادئه و أخلاقه..تحرك ياغيز بسيارته عائدا إلى المنزل..في غرفتها..أخذت هزان الهاتف و اتصلت بصديقتها بهار..قالت" افرحي ..أنت ربحتي" سألت بهار بقلق" ماذا ربحت؟" أجابت" الرهان..لقد خسرت الرهان..الكوتش صدني و وضع لي حدا لا يجب أن أتجاوزه..أنت ربحت" صمتت بهار للحظات..لقد انتبهت إلى نبرة صوت صديقتها الحزينة و التي تحتوي على الكثير من خيبة الأمل..قالت" صديقتي العزيزة..انسي الأمر..لقد كانت لعبة سخيفة و انتهت..المهم أن نواصل التركيز على امتحاناتنا..ثم نتفرغ للتدريب و للبطولة الوطنية..هزان..عزيزتي..أنت أقوى مما تتوقعين..لا تتأثري بما حدث..و اعتبريه تجربة قصيرة..خذي منها العبر و اضحكي كعادتك..اتفقنا" ابتسمت هزان رغم الدموع التي لمعت في عيونها و قالت" معك حق..سنلتقي غدا..تصبحين على خير " و أنهت المكالمة..

إمرأة كالجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن