٥٢..أحتاجك

3.7K 77 3
                                    

دخلت هزان إلى غرفة صغيرة وسط حجرات الملابس بها مجموعة حمامات متلاصقة جعلت خصيصا للاعبات لكي يتحممن بعد المباريات او الحصص التدريبية..أغلقت الباب خلفها و فتحت حقيبتها ..علقت المنشفة و معطف الإستحمام على الباب ثم نزعت قميصها العلوي لتبقى في القميص الداخلي و الذي كان عبارة عن حمالة صدر و قميص قصير لا يغطي بطنها ..و قبل أن تنزع الشورت..فتح الباب و دخل ياغيز..جمدت هزان في مكانها تحملق فيه ثم سألت بعصبية" ياغيز..هل جننت؟ ماذا تفعل هنا؟" دون مقدمات اقترب منها فأخذت تتراجع إلى الخلف..نظراته كانت تلتهم جسدها..عيونه تكتسب لونا رماديا يعكس رغبته و حبه..ارتطم ظهر هزان بباب الحمام فأحاط كتفيها بيديه و قرب فمه من أذنها ثم همس" كيف استطعت فعل ذلك؟ أخبريني..من أين اتتك هذه القوة؟ كيف تنجحين في التعامل مع الجميع بثبات و ثقة و لامبالاة؟ اخبريني ارجوك..فأنا فشلت في ذلك..ها انت تسحبينني نحوك من جديد..دون أن تفعلي شيئا..دون أن تقتربي مني حتى..اللعنة هزان..لقد اشتقت إليك..اشتقت إليك حد الوجع و الإحتراق..و أنت..ألم تشتاقي إلي؟" وضعت هزان يدا على صدره و حاولت جعله يتراجع إلى الخلف لكنه لم يتزحزح..وضع يده على وجهها و أخذ يمرر أصابعه على وجنتيها ثم على شفتيها ..تنهد بعمق ثم عاود سؤالها مرة أخرى بصوت مبحوح" أجيبي..الم تشتاقي إلي؟" نظرت هزان إليه و قالت" ياغيز..توقف عن ذلك..أنت تعذب نفسك و تعذبني..أنا و أنت كنا نحب بعضنا قبل أن تفرقنا الظروف و الحياة..لا فائدة من هذا الكلام الآن..أنت متزوج و أنا مخطوبة..اتركني و اذهب..فريقك بحاجة إليك" قرب وجهه من وجهها حتى صارت تشعر بأنفاسه الحارة تلفح بشرتها و تمتم بنبرة ضعيفة" و أنا بحاجة إليك..أنا أحتاجك أنت"

ابتلعت هزان ريقها بصعوبة و هي تحاول جاهدة أن تسيطر على نفسها..تمتمت بصوت بالكاد يسمع" ياغيز..لو سمحت..اتركني..ما تفعله بلا معنى" قرب فمه من فمها حتى كاد يلامس شفاهها و قال" و أنا أعشق الأشياء التي بلا معنى..مثلا..أن أقبلك هنا..أن تحتوي شفاهي شفتيك..و أن تلامس يدي كل قطعة من جسدك ..أن تخبرني كل جارحة فيك بأنك اشتقت إلي و أنك مازلتي تحبينني ..ماذا ستفعلين وقتها؟ هل ستشتكينني إلى خطيبك؟ ها..أجيبي" اشتعل جسد هزان تحت تأثير اقترابه و كلماته..و أغمضت عينيها للحظة و ما ان شعرت أن شفاهه لامست شفاهها حتى دفعته عنها بكل ما أوتيت من قوة..وقف ياغيز في مكانه و هو يحملق فيها..تكلمت بعصبية" ياغيز..أوقف هذا الهراء الذي تقوله..لا تنسى أنك أنت من تخلى عني..انت من تزوج امرأة أخرى و تركني..أنت من استسلم منذ اول عقبة وضعت في طريقنا..لا ألومك..ربما تكون ظروفك قد أجبرتك على ذلك..لكن..لا تحاول أن تصلح خطأ بخطأ آخر أشنع منه..ماذا تنتظر مني ؟ أن أستسلم إليك متناسية أنك متزوج؟ أن أخون خطيبي معك؟ أن أخبرك انني اشتقت إليك و أنني مازلت أحبك؟ لا..مستحيل..هذا لن يحدث أبدا..أنا لم أكن أبدا امرأة خائنة و لن أكون..لك في قلبي احترام كبير..لا تجعلني أخسره و اخسر معه احترامي لنفسي..أرجوك ياغيز..اذهب و انظم إلى الفتيات..هن بحاجة ماسة إليك..أنا هنا لكي افوز بالبطولة..و ما ان أفوز بها حتى اعود إلى باريس و اواصل حياتي هناك" مرر ياغيز اصابعه خلال شعره و سأل" هل تحبينه؟" رفعت يدها في وجهه و قالت" أمر لا يعنيك..لن أجيبك..حكايتنا انتهت منذ ثلاث سنوات..منذ أن .." قاطعها" منذ أن سافرت دون كلمة وداع واحدة..منذ أن ذهبت و لم تلتفتي وراءك..و انت ايضا معك حق..لم تكوني لتتمسكي برجل ترك يدك منذ اول مشكلة..لكن هذا الرجل يحبك..اقسم أنني أحبك..أنا متزوج..لكنني لا أحبها..أتعايش معها من أجل والدي..لكي لا أحزنهما من جديد..أنا مجبر على ذلك..أنا.." قاطعته" أعلم ذلك..و تستطيع مواصلة تعايشك معها..دون أن تؤذيني و تتدخل في حياتي..ما حدث لنا امر لا ذنب لنا فيه..لكنه صار واقعنا..و نحن مجبران على التعايش معه..و الآن..اذهب لو سمحت" هم ياغيز بالخروج ثم عاد إليها..سحبها بقوة بين ذراعيه و عانقها بشدة حتى كاد يحطم اضلعها تحت ضغط يديه..سحب رائحتها إلى أعماقه..دفن رأسه في عنقها..شعرت بدمعة حارة تلامس بشرتها..ارتجفت بشدة و أبعدته عنها..امسكت يده مقبض الباب و قال" اعتبري هذا الحضن مباركة لك على الخطوبة و على الفوز" ثم فتح الباب و خرج..

إمرأة كالجحيم Where stories live. Discover now