١٧..أسئلة مؤرقة

3.6K 91 4
                                    

أنهى ياغيز حمامه و ارتداء ملابسه و خرج إلى سيارته فلمحها تتحرك بسيارتها قبل أن يصل..تابع ابتعادها بعيون عكست رغبة في استبقاءها لأكثر وقت ممكن..و شعورا غريبا في البقاء بقربها و سماع صوت ضحكاتها الممتع..عبست أساريره فجأة و قال يحدث نفسه" مالأمر  ياغيز؟ ماذا يحدث لك؟ هل جننت؟ انها تعتبر تلميذتك..و لاعبة في فريق انت مدربه..عد إلى وعيك....هذا ليس أنت..هذه أفكار تراود المراهقين و الصغار..لا تسمح لنفسك بالذهاب بعيدا في خيالك..لا تفعل ما يجعلك تنحط في عين نفسك قبل عيون الآخرين..لطالما كنت رجل الآستقامة و المبادئ و الأخلاق..و لا تسمح لهذا بأن يتغير ابدا..هزان فتاة جميلة و مميزة..و الإعجاب بها امر عادي..لكن احرص على ألا يتجاوز الأمر حدود الإعجاب..و الا ستجد نفسك داخل دوامة انت في غنى عنها" وضع ياغيز نظاراته السوداء على عيونه و ركب سيارته و انطلق عائدا إلى منزله..في غرفتها..أغمضت هزان عينيها فعادت إلى ذاكرتها تلك اللحظات الجميلة التي قضتها معه..نظراته اللامعة..ابتسامته الساحرة..صوت ضحكته العالي و الذي تسمعه للمرة الأولى..اقتراب جسمها منه..رائحة عطره المميزة..حركاته الرشيقة و مراوغاته السريعة..وجدت نفسها تبتسم بسعادة دون وعي منها..للمرة الأولى تجد نفسها قريبة منه إلى هذه الدرجة..و ما أجمل هذا القرب..دفء غمر قلبها و سعادة تسللت إلى أعماقها..عانقت وسادتها و نامت بعمق..في اليوم الموالي..استيقظت بحماس مغاير و بابتسامة لا تشبه سابقاتها..تناولت الفطور مع والديها ثم انظمت إلى المحاضرة الصباحية مع بهار في الجامعة..قبل أن تتناولا معا طعام الغداء في مطعم قريب..كانت تلعب بالشوكة في طبقها دون أن تأكل..نظرت إليها بهار و انفجرت ضاحكة..رمقتها هزان بنظرة متساءلة فقالت" مالذي يحدث لك؟ لماذا تلعبين بالأكل عوض أن تتناوليه؟" أجابت" لست جائعة..و لا اريد أن آكل كثيرا قبل الحصة التدريبية" ابتسمت بهار بخبث و قالت" الآن فهمت..كل هذا بسبب حماسك لرؤية الكوتش..انت فتاة مجنونة..صرت أخشى عليك من أن تقعي انت في شباكك قبل أن تتمكني من الإيقاع به" صمتت هزان فجأة ثم قالت" لا..لن يحدث ذلك..أنت تعلمين أنني لا أعترف بالحب..لست في حاجة إلى ألم أو معاناة..أنا أحب الحياة و أريد أن أعيشها بسعادة..الأمر مجرد لعبة و رهان لا غير..المهم أن أكسبه ..هذا ما يهمني فقط" ..أنهتا تناول طعامهما ثم توجهتا معا إلى القاعة الرياضية..

إمرأة كالجحيم Where stories live. Discover now