٣١..دموع مكبوتة

3.5K 84 2
                                    

وقف باريش و صافح ياغيز و جيمري و هو يقول" أووه..هذا رائع..يا لها من مفاجأة جيمري..متى أتيتي؟" أجابت" لقد وصلت منذ ساعة تقريبا" ثم شبكت يدها في ذراع ياغيز و قالت" كما تعلم..لم أستطع ترك حبيبي لوحده" ابتسم باريش و قال" جيد ما فعلته" ضغطت هزان بأظافرها في كفها في محاولة لإخفاء غيرتها التي تكاد تقضي عليها..مدت يدها لتصافح جيمري التي قالت" مرحبا هزان..كيف حال التدريب؟" أجابت" ..جيد..مرحبا آنسة جيمري " جلست جيمري و جلس ياغيز بجانبها قبالة هزان التي شحب وجهها و اختفت ابتسامتها..نظر إليها ياغيز بعجز و قلة حيلة..ليس هو من استدعاها إلى هنا بل هي من أتت لوحدها..لكنه لا يستطيع أن يمنع هزان من الغيرة منها و الإنزعاج من وجودها..طلب الجميع الأكل و أخذوا يتناولون طعام العشاء..أطعمت جيمري ياغيز بيدها ثم اقتربت منه و طبعت قبلة على شفتيه تحت أنظار هزان الملتهبة..صارت تجاهد لكي تمنع دموعها من السقوط..كان الجميع يتحدث ما عداها هي..كانت صامتة و هادئة..وضع باريش يده على ظهرها العاري و سأل" هزان..هل انت بخير؟ انك لا تأكلين و لا تتكلمين..مالذي أصابك؟ " هزت رأسها و قالت" انا..بخير..لكنني لست جائعة..و رأسي يؤلمني قليلا" قال" هل أحضر لك الدواء؟" أجابت" لا..لا داعي لذلك..سأخرج لكي أستنشق بعض الهواء" قال" سأرافقك" تعلقت عيون ياغيز بهما عندما وقفا معا و قالت هي" عن اذنكم..صحة و عافية" سأل ياغيز" مالأمر؟ ماذا حدث؟" قال باريش" سنخرج معا لنستنشق بعض الهواء..عن اذنكم" عبست ملامح ياغيز و مرر أصابعه في شعره بعصبية..في الخارج..مشت هزان بجانب باريش على حافة المسبح..سحبت الهواء الرطب إلى أعماقها و تنهدت بقوة..نظر إليها باريش و سأل" هزان..مالأمر؟ لا تبدين بخير" أجابت" كنت بحاجة لبعض الهواء ..شعرت للحظة أنني أختنق في الداخل" قال" هل رأسك بخير؟" قالت" أحسن..شكرا لك" سرت رعشة في جسد هزان ففركت ذراعيها بقوة..نزع باريش سترته و وضعها على كتفيها..حاولت الإعتراض لكنه أصر..واصلا المشي معا و الحديث ..في المطعم..توقف ياغيز عن الأكل و أخذ يجول ببصره بحثا عن هزان..لكنه لم يرها..أنهت جيمري طعامها و قالت" هل نواصل السهرة معا في مقصف الفندق؟" هز رأسه بالنفي و أجاب" كلا..لا أريد..سأخرج قليلا..هناك بعض الإتصالات التي يجب علي اجراءها..تستطيعين فعل ما تريدين..عن اذنك" ثم خرج مسرعا.
نظر ياغيز يمنة و يسرة..يبحث عنها..يريد أن يبعدها عن باريش..يكره أن يراها معه..حتى ولو لم يكن بينهما شيء..لا يستطيع السيطرة على غيرته..كان الأمر ليكون مختلفا لو لم تأتي جيمري..لكنها جاءت و تأزم الوضع ..يجب أن يراها..أن يحدثها..أن يحاول تهدأتها..لأنه متأكد أن الغيرة تأكلها..و معها حق..فهاهو يحس بذات الإحساس..رغم أن وضعها لا يشبه وضعه..تقدم باتجاه ملعب الغولف ثم المسبح..رآهما جالسين على مقاعد بجانب المسبح..اقترب منهما و جن جنونه بمجرد أن رأى سترة باريش على كتفيها..مرر أصابعه على رقبته و هو يحاول جاهدا ألا يتصرف بعصبية..قال" هزان..هل انت بخير؟ بحثت عنكما كثيرا ..اردت أن أطمئن عليك" أجابت دون أن تنظر إليه" لا تقلق..أنا بخير..شكرا كوتش" للمرة الأولى تزعجه هذه الكلمة منها..تمنى أن يسمع اسمه بصوتها..لكنها كانت منزعجة منه..قال باريش" لا تقلق..لاعبتك بخير" رن هاتف باريش فاستأذن منهما و ابتعد..جلس ياغيز امام هزان و قال" هزان..قولي شيئا..أرجوك..لا تصمتي هكذا" نظرت إليه بعيون جامدة و قالت بنبرة باردة" و ماذا تريدني أن أقول؟ هل أسألك مالذي أتى بخطيبتك إلى هنا؟ هل أطلب منك ألا تنام معها بنفس السرير و بنفس الغرفة؟ هل أمنعك من الحديث معها أو أجبرك على الإبتعاد عنها؟ هل أطلب منك أن تتركها و تختارني أنا؟ ..لا..لن أقول شيئا من هذا..هذا ليس من حقي..فمن أنا بالمقارنة بها؟ هي خطيبتك..هي من تملك شرعية أن تكون معك..أما أنا..فأنا لا أحد..لا أحد" مد ياغيز يده و وضعها على يدها فأبعدتها و وقفت..همس" هزان..أنت حبيبتي..انت كل شيء..أنت الوحيدة التي أريد أن أكون معها..هي.." قاطعته" هي التي ستنام بجانبك طوال بقاءك هنا..هي التي لا يحدث وجودها بجانبك مشاكلا و لا أحاديثا جانبية..هي لا تشكل تهديدا لمهنتك ..أما أنا فنعم..لذلك ابقى بعيدا عني..هذا افضل لي و لك..عن اذنك" همت بالإبتعاد عنه لكنه أمسك ذراعها و قربها منه و هو يهمس" هزان..لا تقولي هذا..كلامك يؤلمني..لا استطيع أن أبقى بعيدا عنك..هذا يفوق طاقتي..وجود جيمري مؤقت..و سيأتي ذلك اليوم الذي ستكونين انت فيه إلى جانبي..و ليست هي" نظرت إليه و قالت" لن يأتي ذلك اليوم..لا تخدعني و تخدع نفسك..أنت مدربي..و ستبقى كذلك..لن أوهم نفسي بعكس ذلك..و انت أيضا..افعل نفس الشيء" و ابعدت يدها عنه و قالت" ليلة سعيدة كوتش" مد يده و نزع عنها سترة باريش و هو يتمتم" انزعي هذه عنك أولا..و سنتحدث لاحقا..لم ينتهي الأمر بعد..ليلة سعيدة حبي"

إمرأة كالجحيم Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz