الفصل 9 ،10

Start from the beginning
                                    

الفصل العاشر

في مكان اخر لأول مره نقترب منه عالم من الوهلة الاولى تظنه كعالمنا ولكن عن قرب وبتمعن تجد انك بمكان اقل ما يقال عنه انه مخيف ومقزز
عالم يغلب عليه ألون الأصفر المقيت بيوت صغيره جدا كالجحور ... و تتوهم ان ما امامك بشر ولكنهم هجين
رأس انسان مخيفه على جسد حيوان .. وعيونهم تشبه عيون البشر ولكنها سوداء دون بياض وكل منهم ينحدر من نوع حيوان مختلف وتترتب درجاتهم في المجتمع على حسب نوع هذا الحيوان .. اذا كان جسد اسد فهو من العائلة الملكية واذا كان من النمور والفهود فهم الوزراء والساسة واذا كان من الأحصنة فهم قاده الجيش والعسكر
وبعد ذلك فهم من العامة ولكن ايضا بدرجات ... فأهلا بك في
« قبيله الهجين »
كان يجلس داخل قصر كبير ولكن سقفه منخفض يلمع كالذهب على كرسي كبير يلائم جسد كجسد الاسد .... الملك بوغوما ملك قبيله الهجين ويقف امامه تابعه كيلوغول وهو من فصيله الثعالب قائلا
- سيدى ومولاي الملك المعظم بوغوما انا اراقبه جيدا سيدى ولكن سيدى ياديكون لديه قدراته الخاصة في التخفي لا احد يجاريه .
ظل الملك ينظر الى معاونه الخبيث يعرفه جيدا ويعرف ايضا انه ذكى وماكر ابتسم الملك بخبث اكبر وهو يقول
- واعلم ايضا انك تهابه وتخاف منه وتتجنب الصدام معه قلت لك من قبل ان لم تكن قادرا على مراقبته اخبرني ولدى من يتحمل هذه المسؤولية دون خوف .
سجد ذلك المعاون امام سيده في خوف قائلا
- ارجوا السماح يا سيدى ولكنه ولى العهد ولا احد يستطيع الوقوف امامه واي مراقبه يكتشفها سريعا ويتهرب منها
زئر الملك بصوت عالي وهو يقول
- لابد ان اعرف كل تحركاته اخشى ان يتهور ويخرب لنا كل شيء هذه هي فرصتنا الوحيدة والا سننتظر مئة عام اخرى .
ظل ذلك التابع في مكانه ارضا ينظر الى الملك بخبث كبير
لينظر اليه الملك بتكبر وقال بغضب
- لديك يومان فقط تأتيني بأخباره واخبار صاحبه النبوءة والا فأنت تعرف غضبى جيدا .
انتفض ذلك التابع من مكانه وتحرك من امام الملك سريعا وخرج من القاعة الكبيرة .
..............
كانت رهف جالسه في مكانها عند بابا بيتها لا تتحرك عيناها ثابته على اشلاء لامعه و عيونها لا تتوقف عن زرف الدموع كانت تشعر ان هناك احد يتحرك في المكان كانت تستمع لصوت خطوات ولكنها ليست خطوات بشريه تشبه صوت خطوات لامعه ولكنها اقوى و فجاءه سمعت صوت زئير قوي وفى لمح البصر اشتعلت النار في كل المنزل وصوت الزئير يرتفع ويرتفع وضعت رهف يدها على اذنيها وهى تصرخ ان ينجدها احد و حاولت التحرك لكنها كأنها مقيده ذكرها ذلك الوضع بذلك الحلم ولكن الان هي ترى خيال يتحرك امامها عيون ناريه لامعه مخيفه وكأنها كتلتان من النار صغيرتان يتحركان في كل مكان والنار حولها تزداد وشعرت بشيء دافئ يغرق ذراعها الايسر ولكنها شعرت بحرق قوى في ذراعها الايمن وفجاءة شعرت وكأن جسدها كله يمزق جروح في كل مكان قدميها ووجهها ظلت تصرخ وتصرخ حتى شعرت انها تستطيع التحرك حبت على يديها وقدميها وخرجت خارج المنزل سريعا وحاولت الوقوف كادت ان تخرج من باب البيت وكأن شخص ما امسك بقدمها وتستمع لصوت الزئير يقترب حاولت اكثر من مره ان تخرج ان تصرخ ولكن لا احد يسمعها وكأنها فى عالم موازى لا احد يراها او يسمعها الجيران لم يخرج احد لنجدتها وذلك الحريق لا احد يشعر به تحررت قدماها فجاءه وصوت الزئير خلفها مباشره .
ظلت تحاول تحرير قدميها من ذلك القيد الوهمي صرخت بصوت عالي وكان في صراخها النجاة ... تحررت قدميها وركضت بكل ما تستطيع خارج البناية .
كانت تركض بكل قوتها الباقية .... والتي تساعدها عليها جروحها المنتشرة بكل جسدها ..... كانت تتلفت للخلف في خوف واضح وجروح وجهها تنزف بشده كانت تركض دون هدف واضح سوى الهرب .... و هي تتلفت الى الخلف لم ترى تلك الحجرة الكبيرة فسقطت ارضا واصطدمت راسها بالأرض وسال ذلك السائل الدافئ فوق عينها اليسرا .......واستمعت لصوت اقدام ثابته قويه حازمه تقترب برتم ثابت مخيف و تستمع لصوت قطرات ماء تتساقط ارضا لها صوت مسموع في ذلك الليل البهيم .... كانت تتراجع الى الخلف بيديها ونظرات عيونها مرعوبة تتوسل وفى لحظه خاطفه دون ان تعرف من اين او كيف تحرك ظل قوى وكبير واختطفها من جلستها تلك لم ترى شيء منه سوى عينيه الزرقاء تلمع بقوه في هذا الليل ولكنها دون ان تفهم شعرت بالأمان وحينها فقدت وعيها ولم تعد تشعر بأي شيء
........../
في صباح اليوم التالي كان فاروق يقف على باب المكتبة يتحدث الى لين سائلا
- هل هي اجازه اليوم ؟
رفعت لين كتفيها بعلامه لا اعلم وقالت
- لم تتصل بي ... في الحقيقة هذه هي المرة الاولى التي تتغيب فيها رهف دون سبب او اخطار .
ابتسم لها تلك الابتسامة الساحرة وحياها بأدب وغادر مباشره ظلت لين تنظر اليه بولهه
وعادت الى داخل المكتبة وهى تقول لنفسها
- يا لكِ من محظوظة رهف ... سوف احسدكِ بكل تأكيد .
يجلس ادولف في حديقة منزله ينظر الى السماء ولكن عقله سارح في كل ما حدث بالأمس حين قطع ذلك الصمت جلوس باز امامه قائلا بجديه
- ماذا سيحدث الان؟ ... انت تعلم ان وجودها خطر .
قطب ادولف بين حاجبيه في ترقب للاتي وقال
- وماذا على ان افعل برأيك ؟
قال ببرود وقسوة واضحه ومختلفة عن طبع باز الهادئ .
- موتها هو الحل .
ظل ادولف ينظر الى عمق عينيه في صمت حتى قطع باز ذلك الصمت وهو يقول بتوتر
- ادولف انت اكثر شخص يعرف حقيقه الوشم وقوته ... وتعلم ايضا ان الآتي صعب يصل لحد الهلاك ...
وقف على قدميه وهو يتحرك بجانب الطاولة الصغيرة ويأشر بيده في الهواء
- انا اشعر به ادولف ... اشعر بجحيمه الداخلي ... اشعر بالغضب الذى على وشك الانفجار .
ثم عاد بنظره الى ادولف الذى ينظر اليه بتركيز وهو يكمل
- الاتي صعب ادولف صعب جدا .
ظل ادولف على صمته دون اى. تعليق فتحرك باز ليعود الى غرفته وهو يقول
- عليك اخذ القرار ...... سريعا .
............
نائمه باستسلام تبدوا انها تنام براحه ولكنها كانت تسبح في ذكريات قديمة ... واحداث مؤلمه
في حديقة كبيره تجلس فتاه صغيره على الارض وهى تمسك كتاب ادبى تقرأه بتركيز شديد رفعت رأسها حين استمعت الى صوت والدتها تناديها من داخل المنزل
- رهف ... رهف
نظرت اليها باسمه وهى تقول
- نعم امى انا بالحديقة
خرجت اليها والدتها إمراه في الثلاثينيات جميله الوجه بعيون خضراء وشعر اسود طويل قصيره القامه ولديها شامه بجانب فمها
ابتسمت لها وهى تقترب لتجلس بجانبها قائله
- لا أستطيع تخيل ان فتأتى الصغيرة تستطيع استيعاب تلك الكتب .
اغلقت رهف الكتاب وهى تقول
- صحيح لدى عشر سنوات ... ولكن قراءه الكتب هي هوايتي المفضلة .
ربتت السيدة ليال على رأس ابنتها و في تلك اللحظة دخلت من الباب الكبير سيارة سوداء كبيره توقفت امام باب البيت مباشره ونزل منها السائق ليفتح الباب الخلفي ليترجل منها رجل شديد الوسامة بملامح رجولية صارخه
طويل القامه ورفيع ... شعره اسود قصير يرتدى نظاره شمسيه
نظر في اتجاه زوجته وابنته وناداها بحب قائلا
- حبيبتي .
ركضت رهف اليه والفت بنفسها بين ذراعيه في ساعده قائلا
- اشتقت اليك كثيرا .
ابتسم وهو يذيد من ضمها قائلا
- انا ايضا اشتقت اليك كثيرا حيبتي
اقتربت السيدة ليال قائله
- حمد لله على سلامتك فخر .
مد يده ليمسك بيد زوجته وقبلها في حب دون ان يخرج رهف من حضنه قائلا
- سلمك الله يا غاليتي ... اشتقت اليك كثيرا
تحركوا جميعا الى داخل البيت في ساعده حقيقيه.
..........::
في المساء كان يجلس بجوار ابنته يحكى لها قصه قبل نومها حين فاجأته رهف سائله
- ابى ما هذا الشيء الذى على كتفي انا اخاف منه كثيرا .
ظل السيد فخر صامت وهو ينظر الى ابنته ثم قال
- في يوم ما سوف اخبرك بكل شيء حبيبتي ... ولذلك اليوم لا اريد ان تتحدثي مع احد عن ذلك الامر وايضا لا تجعلي اى شخص يراه ... اتفقنا؟!
هزت رهف رأسها في طاعه قائله
- اتفقنا ابى .
خرج السيد فخر من غرفه ابنته وهو يفكر في كل ما عرفه عن ذلك الامر .... استمع لصوت الخادم من خلفه قائلا
- سيدى هناك شخص يطلب مقابلتك .
التفت اليه السيد فخر سائلا
- من؟
قال الخادم بأدب
- رفض ان يخبرني سيدى وقال انه امر شخصي جدا .
قطب السيد فخر حاجبه باندهاش وتحرك ليرى من ذلك الشخص
حين دخل الى غرفه الصالون وجد رجل في عقده الرابع تقريبا ذو هيبه ووقار واضح .
تقدم السيد فخر منه قائلا
- اهلا بك سيدى ... كيف اخدمك ؟
وقف الرجب على قدميه وهو يجيب السيد فخر قائلا
- اهلا بك سيد فخر العلى ... وانا هنا لكى اخبرك بشيء يهمك
اشار له السيد فخر حتى يجلس وجلس امامه قائلا
- اولا عرفني عن نفسك ايها السيد
ابتسم الرجل بوقار حقيقي جعل السيد فخر يشعر بإحساس من الألفة تجاه ذلك الرجل حين سمعه يقول
- انا ادعى دامس .

الوشم  بقلم ساره مجدى Where stories live. Discover now