الفصل 7، 8

5.4K 247 80
                                    

علشان بليل هكون غير متواجده قولت انزل الفصول دلوقتى

الفصل السابع

خرجت رهف من الحمام سريعا تتلفت حولها ... كيف يتحول تلك الوشم الغريب على كتفها من اللون الاسود الى الاحمر ... هل رأت بعض الدم يسيل منه؟ ... ماذا يحدث معها؟
كانت تحاول ارتداء ملابسها سريعا دون ان تنظر الى ذلك الوشم ... و بعد معاناه حثيثة مع الملابس وقفت امام المرآه تحاول لملمه شعرها حتى تخرج من المنزل سريعا كانت مخفضة رأسها وحين رفعتها صرخت بصوت عالي وهى ترى على الحائط نفس الجملة في حلمها مكتوبه بالدم .
«««« صاحبه الوشم .... النبوءة ..... صاحبه النبوءة ..... الوشم »»»»
التفتت سريعا لتنظر الى الحائط بتمعن ولكنها لم تجد شيء ...لا الكلمات ولا الدماء .... كانت تشعر بالجنون كل شيء حولها يجرها الى الجنون .
خرجت من المنزل وطوال طريقها كانت تتلفت خائفة بشده ومن شدة الخوف كاد قلبها ان يتوقف ...ف قدماها لا تحملاها وكادت ان تسقط اكثر من مره على السلم
تركض بسرعه و يزداد احساسها انها مراقبه تتلفت حولها برعب واضح حين اصطدمت بشخص أمامها فصرخت بصوت عالي ولكن ذلك الصوت وتلك الذراع التي تحاوطها جعلتها تشعر بالأمان ... رفعت عينيها لذلك الشخص لتفاجئ بأنه السيد .« فاروق »
شغرت بدوار قوى فترنحت في وقفتها ولولا ذراعيه لسقطت ارضا ربت على ظهرها وصوته يجعلها تهدئ وترتاح
- أهدئ أنستي ماذا حدث ؟
ظلت تنظر اليه في صمت ... وهو ينظر الى عينيها التي تبدو في ضوء النهار شفافة تماما في إعجاب واضح
صوت انفاسها عالية بدء يهدء شيء ف شيء ..ثم قالت بعد قليل من الوقت
- كنت اشعر ان احد يتتبعني ...وا. ..وا
ابتسم تلك الابتسامة الساحرة التي تخطف قلبها وتنسيها الدنيا ولكنها اكثر خبثا وهو يقول
- ولكن لا يوجد احد خلفك ... لابد انك مرهقه قليلا ...
حركت راسها بهستيريا قويه وهى تقول
- لالالا انت لا تفهم .. لا تفهم
عيناه تنظر لها بتركيز يدرس كل حركه ... يشعر انه يراها من الداخل يشعر بكل احاسيسها ..... يشعر بتأثرها بكل ما تراه وتشعر به وهذا امر جيد
ربت على يدها وهو يهديها تلك الابتسامة المهلكة ويقول
- حسنا أهدئى ... هل من الضروري ذهابك الى المكتبة اليوم؟ ... ما رأيك في اجازه صغيره؟
نظرت له في بلاها وهى تقول
- اجازه.
ابتسم و اكمل حديثه وهو يسير بها بعيدا عن طريق المكتبة
- نعم اليوم فقط ... ما رأيك ان تتصلى بصديقتك وتخبريها انك لن تذهبي الى المكتبة اليوم؟ ... و تخبريني عن ذلك الشخص الى يراقبك .... سيارتي بآخر الشارع .

قال كلماته وهو يسير بها في اتجاه سيارتة ... وكأنها مغيبة اخرجت الهاتف من الحقيبة وتحدثت الى لين واخبرتها عن عدم ذهابها اليوم للمكتبة
في نهاية ذلك الشارع الذى يسيرون فيه كانت هناك سيارة فارهه زرقاء اللون ببريق يخطف الانفاس .... بدون غطاء للسقف ... وقفت رهف امامها فاغره الفاه من شده جمالها ونظرت الى السيد فاروق سائله
- هل هذه سيارتك؟
ابتسم وهو يرفع حاجبه الأيسر وقال
- نعم أنستي ... هذه هي سيارتي المتواضعة .
كان هذا هو دورها في رفع حاجبها وهى تجلس بالكرسي الذى يجاور كرسي السائق و تقول باندهاش
- متواضعة !!
ضحك بصوت عالي وهو يأخذ موضعه خلف عجله القيادة
واجابها قائلا
- ليست متواضعة جدا ... ولكنني سعيد بتشريفك لها سيدتي
اعتدلت في جلستها وهى تنظر له بمرح جديد عليها تشعر به مع ذلك الفاروق فقط
- انا ما ذلت صغيره على كلمه سيدتي ... سيد فاروق
ضحك بصوت عالي وهو يقول بمرح
- لا اعتقد ان سيد وسيده كلمات مناسبه في نزهه مثل هذه
ضحكت هي الاخرى بصوت عالي جعله يترك تركيزه على الطريق وينظر لها و في نظرته شيء يشبه الانتصار
بعد رحله صغيره بالسيارة وصل الى المكان المنشود الذى لم يخبرها عنه ... قائلا
- مفاجأة.
نظرت بسعادة لتلك المفاجئة الرائعة وسألته بأندهاش
- كيف عرفت ؟
نظر لها باندهاش مصتنع وهو يقول
- انا لا اعرف شيء .. ولكنني احب البحر جدا .... و مؤكد أنتِ ايضا.... في الاساس من لا يحب البحر .
ابتسمت وهى تلقى كل شيء خلف ظهرها وتنسى كل شيء الدماء والوشم وتلك الاثار التي مازالت موجوده على يدها و كأنها تتجدد .. و تلك الانفاس والخطوات التي تستمع اليها واحساسها بانها مراقبه
لماذا الان وهى مع فاروق لا تشعر بكل ذلك؟ ... لما تنتهى كل مخاوفها وتختفى تماما؟ ....لما في كل مره تقابله ينتهى كل شيء وكأنه لم يحدث من الأساس؟
انتبهت من شرودها على صوت فاروق يسأل
- ارى انك سرحت فورا مع البحر وبدأت في سرد الحكايات
نظرت له بابتسامتها الهادئة وقالت
- صحيح .. انا دائما اتحدث الى البحر وأخبره بكل شيء .... انه مستمع جيد وبئر اسرار لا ينكشف
ضحك بصوت عالي وهو يقول
- وما هو ذلك السر الخطير ؟
هزت رأسها بلا معنى وهى تقول
- انه سر كيف اخبرك به ؟
اكمل وهو ينظر الى البحر ليظهر لها عدم الاهتمام
-هل تخبريه عن ذلك الشخص الذى تظنين انه يتتبعك؟
نظرت له لبعض الوقت ثم قالت بحده
-انا لا أتخيل ... ثم اننى لا اريد التحدث عن هذا الشيء .
خيم الصمت عليهم لبعض الوقت لكن ذلك الصمت جعل فاروق يتأمل رهف عن كثب ويحلل كل حركه ولفته هو يعرفها جيدا ولا يحتاج للمذيد لكن الان هو مستمتع حتى بتلك التنهيده التي تطلقها كل وقت واخر
قطع فاروق ذلك الصمت وهو يقف عل قدميه ويبسط يده امامها ظلت تنظرت اليه باستفهام
فقال بعد ان اهداها احدى ابتسامته التي تتلاعب بقلبها
- اشعر بالجوع .... ومؤكد انت ايضا... اليس كذلك؟
ابتسمت وهى تضع يدها في حضن يده وتقف امامه وهى تقول
- اعتقد انك دائما متأكد ولا اعلم من اين لك بهذا التأكيد لكن مع ذلك معك حق انا ايضا اشعر بالجوع لقد ظننت ان تلك الرحلة دون طعام .لنتعلم كيفيه التقشف .
ضحك بصوت عالي وهو يقول
- هل تتهميني بالبخل ؟
رفعت حاجبيها في تفكير ثم قالت
- مممم .. لا اعلم سيتضح ذلك الامر الان .
- لا اعتقد انك من عشاق الطعام ... جسدك النحيل يدل على ذلك فكيف ستقيمينني اذا ؟
وضعت اصبعها على ذقنها في علامه تفكير ثم فرقعتهم في الهواء وهى تقول
- اعتقد من نوعيه الطعام والمكان .. لا يهم الكميه الذى يهم حقا هو نوعيته واين سنأكل
وصل الى السيارة ركباها وتحركا من فورهم لم تسأله الى اين وهو ايضا لم يخبرها ظل يسير مسافه طويله نسبيا حتى توقف امام مطعم كبير يبدو شديد الترف
صحيح شخص مثله يركب سيارة غاليه مثل هذه بكل تأكيد يأكل في هكذا مطاعم .. لكن حين دلفوا الى داخل المطعم وقف احد العمال سريعا وقال بسعادة
- اهلا سيد فاروق ... تشرفنا بحضورك اليوم .. نفس الطاولة
اومئ له فاروق دون كلمه وتحرك خلف النادل ورهف خلفه تتجول بعيونها في المكان .سحب فاروق الكرسي لها فجلست في هدوء وعاد هو وجلس على الكرسي المواجه لها .ظلت تتلفت في كل الاتجاهات ثم نظرت اليه قائله
- ان هذا المطعم رائع حقا .. ولكن من الواضح انك معروف هنا
ابتسم تلك الابتسامة الساحرة وهو يتجاهل سؤالها و يقول
- هل اعجبك حقا ؟
نظرت الى جميع جوانب المكان وهى تقول
- بكل تأكيد انه اكثر من رائع
رفع حاجبيه في شقاوة وهو يسأل
- وما تقيمك الان ؟
لوت فمها كالأطفال وهى تقول
- اعتذر عما قلته لك سيد فاروق ... انت ربحت
ضحك بصوت عالي شاركته الضحك بتلك الضحكة الهادئة الخاصة بها حتى قال بلهجه غريبه جعلت جسدها ينتفض وعيناه تلمعان بشده .
- اسعد كثيرا حين ارى تلك النظرة في عينيك ... اريد دائما ان ابهرك واثير فضولك ... اسعد جدا حين ارى نظرات الانبهار والدهشة .... وانى دائما مميز في نظرك . واتمنى ان يظل ذلك الانبهار الى الأبد وانا كفيل بالباقي .

الوشم  بقلم ساره مجدى Where stories live. Discover now