وهمّ بالتحرك بعيدًا عنها لكنها علّقت ذراعيها حول رقبته لألا يتركها وقربته منها قائلة: لا تتركني أرجوك!

فلم يرد عليها بل حاول فك ذراعيها لكنها تتشبث به أكثر فقال بجمود: ماذا تريدين الآن؟

- لا تتركني! إني أحسب عمري منذ اليوم الأول لحبك، أرجوك اغفرلي خطائي و لنبدأ من جديد.

فرفع حاجبيه باستخفاف وتابع: هكذا بتلك البساطة!

- إذن ما الذي يرضيك؟!

- اتركيني للوقت، عليكِ أن تقدّري مقدار خوفي وغيرتي، هل تعلمي كيف صُدمت؟! هل تعلمي كم وقفت في ذهول لا أصدق لا أستوعب ولا أعلم كيف أتصرف؟! هل تعلمي كم المشاهد التي تخيلتها؟! لقد تخيلت جميع مشاهد الخيانة! ألم تنتبهي كيف وصّلتي تفكيري بك؟! هل تعتقدين أن كل ذلك يُمسح بكلمة اعتذار؟! آسف فكلما كبر الحب كلما ازداد الوجع.

- إذن لن تتركني!

- للأسف لا أقوى على هذا القرار.

فابتسمت براحة ثم جذبته نحوها وقبّلته فأبعد نفسه عنها مع دخول الطبيب فاضطرت روح لتركه، فاعتدل واقفًا يهندم هيئته ويشير إلى الطبيب بلياقة تنافي حالته منذ قليل: تفضل! لقد جئت في وقتك، فقد أصابها الدوار عندما نهضت واقفة.

فأجابه الطبيب: هذا وضع طبيعي لمن ينام طويلًا بمجرد أن ينهض ينتابه شعور بالدوار، خاصةً أمثالها.

فقال مراد بخوف وقلق: خيرًا! لقد أُخذ منها عينة دم بالأمس، ما نتيجة التحاليل؟ هل تعاني من أنيميا؟

فأومأ يجيبه: من جهة الأنيميا فلديها نسبة وستحتاج لمقوّيات كثيرة لكن ليس الآن، المهم الآن هو الإهتمام بالطعام الصحي وسوف أكتب لكم على أنواع بعينها يفضل أن تركز عليها ثم تدخل المقويات تدريجيًا أو كما يخبرك طبيبك الخاص.

فتدخلت روح: إن صحتي بخير ولا أعاني من أي مرض يتطلب طبيبًا خاصًّا.

فابتسم الطبيب قائلًا: لكن من الآن ستحتاجين لطبيبٍ خاص، وإن رغبتما يمكنني أن أرشح إليكما البعض ممن يتمتعون بالمهارة والثقة، يبدو أنكما لا تعلمان..... مبارك!

مطت روح شفتيها بعدم فهم وأهدرت: مبارك! لماذا؟!

وكان مراد قد فهم الطبيب فكم أخبرته مربيته بذلك لكن لم يقتنع فقال بسعادة واضحة : فعلًا يا دكتور! هل هو خبر مؤكد؟!

فأومأ الطبيب ببشاشة وأجاب: أجل! كنت أشك في البداية لكني قد تأكدت من التحاليل وقد أجريت لها اختبارًا رقميًا، زوجتك حاملًا في ستة أسابيع.

فاتسعت عيناها وأهدرت بفجأة: حامل!

فقال الطبيب: مبارك! سأكتب الروشتة وإذن الخروج ثم تتابعين مع طبيبٍ خاص، أستأذنكما.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now