كانت لا تتركه إلا وقت نزولها للمطبخ لإعداد الطعام أو مشروبًا دافئًا له وغالبًا ما يكون ذلك في وقت غفلته.

وبدأ مراد يتحسن ويسترد صحته لكنه قد أعجب بذلك الإهتمام فتمادى في تمارضه وهي صدقته وظلت جواره لا تتركه وكان حامد يعلم ذلك لكنه كان يساعده بمكوثه معهما والتأكيد على روح أن تهتم بمراد أكثر وأكثر وهي تصدق وتفعل ومراد يضحك من خلفها هو وحامد، لكن حامد يخشى أن تعرف روح الحقيقة و وقتها لن ترحمه سواء هو أو مراد.

وذات مساء بينما كان مراد نائمًا وقد أرهقها جسدها للغاية من تلك الأيام خاصة ولم تكن تنام مستلقية بجوار مراد بل كانت تنام جالسة ومهما حاول معها مراد لتنام بجواره كانت تتحجج بأنها لا تود التضييق عليه، لكنها تسللت في هدوء وأحضرت ملابسها ودخلت في الحمام الخاص بغرفة مراد وخلعت ملابسها وجلست في الماء الساخن لتريح جسدها بتلك التدليكات الأتوماتيكية، كم هذا مريح وممتع!

لكن تلك الراحة والإستجمام قد أسقطها في سباتٍ عميق، لقد نامت بالفعل في الماء الساخن وحمام البخار وبعد مدة ليست بالطويلة فتحت عينيها فجأة تنظر حولها تكاد لا ترى شيئًا، فكل ما حولها ضباب كثيف و تتعذر الرؤية حتى لكف يدها، لكنها صارت فجأة لا تقوى على التنفس ولا تقوى حتى أن تسعل.

لكن الدخان كثيف في كل مكان فلقد نسيت أن تفتح الشفاط فهبت مسرعة مفزوعة تحاول تحسس المكان حولها بأصابعها لتتمكن حتى من ارتداء ملابسها وتخرج بسرعة.

وقد بدأت بالفعل تشعر أنها ستفقد وعيها وتتحسس بيدها فوجدت شيئًا ما ربما الروب الخاص بمراد فأخذته وارتدته مسرعة أيًا كان هذا الشيء، فكانت تدخل يدها وتفتح باليد الأخرى.

كان مراد في ذلك الوقت قد بدأ يستيقظ فبحث عن روح حوله فلم يجدها فظن أنها نزلت المطبخ أو ربما ذهبت تفعل شيئًا ما في غرفتها.

لكن مهلًا! كأن هناك صوت قادم من الحمام وكان ذلك صوت تحرك روح واصطدامها في ضباب الدخان، فقام وتحرك نحو الحمام منصتًا لذلك الصوت لكن كان هناك صوت آخر كأنه شهقات وكان ذاك صوت روح وهي تحاول أن تسعل، فاقترب من الباب أكثر ودقات قلبه تتسارع دون أن يعرف السبب ثم طرق الباب وينادي على روح بقلق: روح! هل أنتِ بالداخل؟ روح! إن كنتِ بالداخل فردي عليّ! أجيبيني رجاءً!

وكان يتردد أن يدفع الباب لكنه شعر كأنما يتحرك مقبض الباب بضعف فلم يجد بدًا إلا أن يفتحه ولم يصدق كم الضباب الهائل لكنه لمح خيالها فمد يده وجذب بسرعة ذلك الخيال الذي يراه.

وفي تلك اللحظة فقدت وعيها فلحسن حظها أن الباب لم يكن موصدًا بالمفتاح، فحملها و وضعها في فراشه وضم عليها الروب ودثرها جيدًا ويحاول إفاقتها فخبط على وجهها قليلًا ورشَّ بعض من العطر في يده وقربه حول أنفها.

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now