فابتسمت روح دون أن تلتفت فضحكت الخادمتان والمربية ثم اقترب مراد وطبع قبلة سريعة على خدها: صباح الخير غاليتي.

وجمت روح قليلًا وتلون وجهها باللون الأحمر خجلًا ثم قالت بخفوت: صباح الخير.

خرج مراد من المطبخ وأقسمت المربية من داخلها أن هذا شخص آخر غير مراد الذي تعرفه طوال عمرها، وضعت الإفطار وتناوله مراد وروح.

كانت روح صامتة وبادٍ عليها التوتر حتى إنها لا تلتفت عن الطبق الذي أمامها وكان مراد يتابعها بابتسامة حتى انتهى من طعامه وفاجأها بمسك يدها ثم قبّل يدها تلك قائلًا: سلمت يداكِ، هل لكِ بعد انتهاءكِ من الإفطار إخبارهم بعمل فنجان من القهوة إلى غرفة المكتب.

وأشار ناحيته وكانت لا تزال واجمة ولم ترد بحرف بل اكتفت بهز رأسها أن نعم.

تركها مراد ودخل إلى غرفة مكتبه وهي لا تزال في مكانها تحاول استيعاب ما يحدث، قامت روح وهمّت بجمع الأطباق كما اعتادت فوجدت الخادمتين يسرعان بفعل ذلك فاتجهت هي للمطبخ لتصنع القهوة لمراد ثم صبتها واتجهت نحو غرفة المكتب فطرقت الباب ودخلت فهب مراد واقفًا وقال مبتسمًا: أتقدميها لي بنفسك؟!

فأجابت روح بهدوء: بل وصنعتها أيضًا.

فابتسم مراد وتابع: سلمت يداكِ، ليتك لا تتعبين نفسك.

- هذا ليس بتعبٍ هو مجرد فنجان قهوة.

- أقصد عمومًا فهناك أفراد مهمتهم خدمتك.

- لم أعتاد على ذلك.

- إذن فلتعتادي، وإن كان ضروريًا فيكفي صنع الأكل لكن هن من تنظفن وتقطعن كأنك في البرنامج، لا أحبك متعبة.

فأومأت روح أن نعم بتوتر قائلة: حسنًا! يبدو أني أعطلك عن عملك!

فتابع معترضًا: لا لا.

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تفرك أصابعها معًا ثم قالت: أستاذ مراد! هل تأذن لي بسؤال؟

رفع مراد حاجبيه ثم ابتسم وقال: هذه بداية غير لطيفة، أرأيتي زوجة تنادي زوجها بـ أستاذ، إلا إذا كانت تناطحه بحديثها فتصرخ فيه يا أستاذ!

فضحكت وضحك على ضحكتها، فقالت: حسنًا مراد، لماذا تزوجتني؟!

نظر نحوها فجأة ولم يرد وكأنه تألم من داخله ألتلك الدرجة لا ترى عشقه أو تشعر به، ثم قالت: أعتذر منك على طريقتي هذه لكن.......

فقهقه مراد فجأة قائلًا: طريقتك! أود أن أخبرك أن هذه هي أرق مرة تتحدثين بها معي منذ أن قابلتك.

فضحكت بحرج فأكمل: هل لكِ أن تنحّي إجابة هذا السؤال الآن؟ ولنعرف بعضنا أولًا وكل شيء سيجئ وحده ويحدث تباعًا.

فأومأت برأسها أن نعم ثم نظرت نحو ملف على سطح المكتب، فتسآلت على استحياء: هل هذا عملك؟

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن