نظر أيمن إليها لا يصدق سكوتها ولا هدوءها الفجائي، فتسآل: لماذا تسكتين هكذا ؟ قولي شيئًا! موافقة!

فهزت برأسها أن نعم ثم تركتهما وهما ينظران بعضهما لبعض بدهشة ودون فهم، كيف وافقت بهذه السهولة؟ هل ضغطوا عليها بذلك الكلام؟!

لا لا يبدو عليها أنها مجبورة، لكنها أيضًا ليست سعيدة سعادة العروس المعروفة، فأعادوا حديثهما معها تكراراً للتأكد من موافقتها وفي كل مرة تقر بذلك حتى هددتهما ذات مرة إن فاتحاها مجددًا سترفض ذلك العرض بل وتترك البرنامج ولن تظهر ثانيًا.

وبعدها أخبرا مراد الذي تفاجأ هو الآخر بموافقتها السريعة وشعر كأن هناك أمرًا ما.

لكنه لم ينسى أن تلك هي فرصته ليعرّفها ويثبت لها مقدار حبه، ثم حدد موعد عقد القران وقد تم بالفعل في بيت روح وكانت قد أعدت أشياءها وحقائبها، ذهبا متجهين لفيلا مراد لكن هيئتهما لا توحي بهيئة عروسين فطوال الطريق صمت تام وكل منهما تدور برأسه أفكار وأفكار، كأنما شعر فجأة بالتسرع في هذه الخطوة وأن ذلك الشعور لدى روح أكثر فطوال الطريق وهي لا تصدق أنها قد وافقت بتلك السهولة وكأنها كانت مسحورة لا تدري ماذا تفعل في تلك الزيجة الجديدة.

هبط مراد من سيارته وفتح لروح بابها فقد كانت شاردة وفجأة انتبهت لتلك اليد الممدودة فوضعت يدها في يده تتأبطها ببعض التثاقل ثم اقترب رجل كبير في العمر يبدو عليه أنه حارس الفيلا فحمل حقائب روح ودخل بها مسرعًا بعد إلقاء التحية وكلمات المباركة.

دخلت روح بصحبة مراد لداخل الفيلا فوجدت امرأة كبيرة في العمر أيضًا في انتظارهما فسلمت على مراد ثم عليها وباركت لهما.

فأشار مراد إليها مقدمًا: دادة عزيزة مربيتي منذ صغري وفي مقام والدتي رحمها الله.

فمدت روح يدها تصافحها بود وترتسم على وجهها إبتسامة متوترة: مرحبًا!

فرحبت بها دادة عزيزة مبتسمة: مرحبًا بك ابنتي، نورتي بيتك بارك لكما!

أومأت روح بامتنان: شكرًا.

فنظر إليها مراد وقال: هيا بنا.

فلم ترد عليه بل اكتفت بالسير معه لكنه يشعر برجفتها وارتعاشها، فلم يعلّق حتى صعدا الدرج ومرّا على صالة ثم حجرة بمفردها وبعدها غرفتين متجاورتين وقف مراد عند باب أحدهما وأشار لها بالدخول قائلًا: تفضلي! هذه غرفتك لتكوني على راحتك فيها، أنا في الغرفة المجاورة هذه إن أردتي أي شيء.

ثم ابتسم وقال: تصبحين على خير.
وقبل جبهتها برقة شديدة جعلتها كادت تفقد وعيها ثم تركها ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه.

وقفت روح واجمة قليلًا متسعة حدقتيها من الصدمة، تحاول استيعاب ما حدث وتنظم أنفاسها فلا تدري ما الذي حدث لها من قربه هذا، ثم دخلت تلك الحجرة وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست بعمق، فكم كانت تخشى مثل تلك اللحظة وهي غير مستعدة لها وقد أراحها من عناء المواجهة، لكن لازال بداخلها الكثير من الأسئلة.

تجولت روح بداخل الغرفة والتي كانت مريحة و واسعة ونظيفة وبها حمام خاص وقد أحبت الغرفة ففتحت حقائبها وبدأت تضع ملابسها بداخل خزانة الملابس حتى انتهت وبدلت ملابسها، ارتدت منامتها واستلقت في فراشها ولازالت تفكر فيما وضعت نفسها فيه، هل كان قرارها صحيحًا أم ورطة جديدة تضع نفسها فيها؟!
والغريب أنها لا تصدق مدى هدوءها هذا!

أما مراد فدخل حجرته وبدل ملابسه واستلقى في فراشه يفكر في كل شيء حتى وصل لهيئتها التي لا تبدو سعيدة كما خوفها الشديد الذي شعر به وهي تصعد معه منذ قليل فلماذا وافقت إذن؟

لا تنكر يا مراد أنها رغبتك وفرصتك أيضًا، يبدو أن الأمر ليس ممهدًا على الإطلاق، لكن على أية حال عليّ التفاؤل والثقة بأن الخير والسعادة قادمين.

زوجتي الجميلة ما أجمل وجودك في حياتي! كل قلبي وما فيه وعمري هو لك أنتِ، ولم لا وأنتِ يا روح روحي، أنتِ أجمل ما كُتب لي في عمري، أي مكان تكوني فيه هو أجمل من أجمل حديقة، فيا لحظ غرفتك بك وفراشك بك! أتمنى أن أخطو كل خطوة تقربني منك وما أجمل إسمك بجانب إسمي! سأظل انتظر حتى تجئ لحظة إعترافك بي وبقلبي،  وقتها أقول بقمة الثقة خذيني إلى جنتك و وافقي على دخولي لها، آه كم أحبك روح فؤادي!

........................................

NoonaAbdElWahed

(روح الفؤاد)  By: Noonazad  Where stories live. Discover now