الفصل ال 32

4.2K 148 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثاني والثلاثون
💜💜💜💜💜💜💜💜
سارت ليزا بجوار هيو الى داخل مقر الشرطة حيث اتى الاتصال اليابق بينما تحمل ليونا على ذاعها وكانت الطفلة لا تكف عن البكاء وكأنها شعرت انها قد فقدت والدها وتشارك والدتها البكاء ,توقفت عن السير عندما فعل هيو وقبل ان تتسائل عن سبب وقوفهم نظر لها وهو يقول بصوت خفيض

هيو: اجلسي هنا ليزا سوف ادلف الى الداخل لاعلم ما حدث ثم سأعود اليك
ليزا: ببكاء: حسناً ولكني اريد رؤيته
هيو: سأرى ما بأمكاني فعله ولكن اجلسي الان

حركت ليزا رأسها بالايجاب وهي تجلس على المقعد واحتضنت طفلتها اقرب الى صدرها وهي تبكي واخذت تتذكر مجىء طوني في الصباح ليطمئن عليها وعلى ليونا وكيف تعاملت معه بجفاف على الرغم من محاولاته الكثيرة لاصلاح ما حدث ولكنها كانت عنيدة للغاية لتسامحه اغمضت عيونها وهي ترجع رأسها للخلف بينما ارتجف جسدها ببكاء وهي تفكر انه قد قتل وهو يعتقد انها لم تسامحه ولكن الحقيقة هي انها قد قامت بمسامحته منذ اتى في المرة الاولى الى شقة هيو ولكن كبريائها منعها من اخباره بذلك ,انحنت للامام وهي تحتضن طفلتها اكثر وتبكي وتعالى صوت بكاءها وشعرت بمن يضع كفه على كتفها ويتسائل عن ما اتى بها الى هنا ؟ بصوت مألوف للغاية لها جعل كامل جسدها يتصلب ورفعت عينيها لتتلاقى مع عينيه فتنفست بأضطراب وهي ترى طوني امامها ينظر لها بقلق ويتحدث بكلمات لم تسمعها بسبب الفجوة السوداء التي سقطت بها
💜💜💜💜
حمل بيدرو إيفا وهو يشعر بالهلع فوجهها شحب بصورة مخيفة ,ركض بها الى الاسفل وهو يحاول السيطرة على ارتجاف جسده الذي يرتجف كأنه مصاب بحمى شديدة ,وضعها على الفراش الموجود في الغرفة الطبية التي قام كريس بترتيبها لها ثم اخذ يربت على كتفها وهو يهاتف كريس الذي لم تمر ثواني معدودة وكان بداخل الغرفة ,احتضن بيدرو كف ايفا بين كفيه وهو يرى ملامح الالم المرتسمة على وجهها بينما يقوم كريس بفحصها وشعر بعينيه تمتلىء بالدموع وهو يستمع بتمتمتها المتألمة وهي تبكي وتقول

إيفا: طفلي انا لا اريد ان يموت طفلي بيدرو ,لا تدعه يموت اتوسل اليك
بيدرو: وهو ينحي ليقبل جبهتها : لا تقلقي مون امور سيكون كل شيء بخير اعدك بذلك

كان بيدرو يحاول تهدئة إيفا التي كانت تبكي بشدة وما ان انتهى كريس من فحصها وقام بحقنها بحقنة مهدئة حتى غفت في نوم عميق بينما تهدىء شهقاتها حتى اختفت نهائياً فنظر لكريس وهو يقول بخوف شديد وصوت مرتجف

بيدرو: ماذا هناك كريس هل طفلي بخير؟ ما سبب تلك الدماء؟
كريس: بهدوء: لا داعي للقلق يبدوا ان إيفا كانت تقوم بأرهاق جسدها وبسبب سرعة نمو الجنين فتح عنق الرحم مبكراً عن موعده فأدى الى النزيف الذي حدث
بيدرو: وماذا سيحدث الان ؟
كريس: لا تقلق كل شيء بخير والطفل مازال حياً بداخلها وهذا امراً جيداً ولكن يجب ان لا تتحرك إيفا حتى موعد ولادتها فالمرة القادمة ستتعرض حياتها وحياة طفلها للخطر
بيدرو: حسناً سأبقيها على الفراش حتى وعد الولادة ولكن هل عملت متى سيكون ذلك؟
كريس: بحسب سرعة نمو الجنين اعتقد ان امامنا ثلاثة اسابيع او اقل قبل ان ينتابها المخاض ,ولكنها الان بخير

تنهد بيدرو براحة وانحنى ليقبل إيفا النائمة بهدوء ووضع كفه على انتفاخ بطنها وابتسم عندما شعر بركلات طفله فأنحنى يقبل موضع الركلات وهو يتنفس براحة
💜💜💜💜
في المساء
دلفت تالينا الى داخل منزل اشقائها وهي تسير ببطء فقد كانت تعلم انهم الان في غرفة المعيشة كما يفعلون دائماً في ذلك الموعد كل يوم قبل ذهابهم الى النوم وارادت مفاجأتهم بعودتها فقد تمكنت من اقناع لوكا ان يأتوا الى هنا قبل ان يذهبوا الى منزل عائلته ,ابتسمت بسعادة وهي تستمع لاصواتهم فعلمت انهم بالداخل كما توقعت ,نظرت للوكا الذي يتبعها بينما يبتسم على تصرفها الطفولي ووضعت اصبعها السبابة على شفتيها لتمنعه من اصدار اي صوت فحرك لوكا المبتسم رأسه بالايجاب وراقبها وهي تستعد للدخول اليهم ولكن ما لم يتوقعه ان تركض الى الداخل وتقفز حرفياً فوق جين الذي كان يجلس على المقعد القريب من باب الغرفة وهي تصرخ وتقول

تالينا: تالي الجميلة عادت للمنزل

ابتسم على حركتها الطفولية وراقب ليام الذي صرخ وقفز ليحتضنها بقوة بين ذراعيه بعد ان حملها من فوق جين الذي كان مازال يحاول تخطي الصدمة التي حدثت وما ان فعل حتى قفز هو الاخر ليحملها ويدور بها وهو يضحك بسعادة ,ابتسم لادوارد الذي تقدم منه ورفع صوته حتى يتمكن لوكا من سماعه بسبب صراخ الثلاثي الذي لم ينتهي بعد وقال

ادوارد: مرحباً بعودتكم سالمين
لوكا: شكراً لك لقد ارادت تالينا ان تأتي الى هنا اولاً حتى تقوم بمفاجأتكم
ادوارد: خيراً فعلتم ....نظر ادوارد للخلف واشار لفتاة تذكر لوكا انه قد رأها في حفل الزفاف وقال...هذه هي ميمي خطيبتي لقد رأيتها في حفل الزفاف اتتذكرها
لوكا:بأبتسامة وهو يصافحها: بالطبع افعل مبارك لكم الخطبة
ميمي:بأبتسامة: شكراً لك

كان ادوارد سيتحدث مرة اخرى ولكنه كاد ان يسقط على وجهه عندما قفزت تالينا فوق ظهره فتمالك نفسه واعتدل وهو يركض بها في انحاء المنزل بينما تتشبث تالينا بعنقه كفتاة صغيرة ,تقدم جين وليام وقاموا بتحية لوكا الذي كان يحاول ان يتغلب على شعور الغيرة الذي تملكه ونظر لميمي التي مازالت الابتسامة مرسومة على وجهها وما ان لاحظت نظراته حتى قالت بهدوء

ميمي: اعلم ان الامر صعباً ولكنها طفلته قبل اي شيء
لوكا: بأبتسامة: انت على حق

نظر لوكا مرة اخرى بأتجاه تالينا وادوارد وجدهم يقتربون منهم بينما يحتضن ادوارد تالينا من خاصرتها وما ان اقتربوا منه حتى احتضنت تالينا ميمي وقامت بتحيتها واتجهت اليه لتحتضنه بقوة فرفع ذراعه ليضعه حولها هو يضمها اكثر اليه وابتسم بحب وهو يفكر ان ميمي على حق تالينا هي طفلة ادوارد قبل اي شيء اخر
💜💜💜💜
فتحت ليزا عينيها بصعوبة فوجدت انها بداخل غرفتها في منزل هيو وترقد على فراشها ,اعتدلت مسرعة عندما تذكرت ما حدث فوقفت لتركض خارج الغرفة وتوقفت قدميها ما ان اصبحت بالخارج فقد كان طوني يجلس على الاريكة وليونا بين ذراعيه بينما هيو في المطبخ يقوم بأعداد الطعام ,تقدمت ببطء وهي تخشى ان يكون ما تراه امامها مجرد حلم ستستيقظ منه الان وما ان شعر طوني بخروجها من الغرفة حتى وضع ليونا بهدوء على الايكة ووقف ينظر لليزا التي لم تفكر مرتين وهي تركض بأتجاهه لتلقي بجسدها بين ذراعيه وهي تبكي فأحتضنها طوني بقوة وهو يربت على ظهرها ويقول

طوني:اهدئي حبيبتي ,انا هنا الان ,ارجوك كفي عن البكاء
ليزا: ببكاء:كيف؟ ,كيف؟ ,لقد قالوا انك .....
طوني: لم اكن انا ,توقفي عن البكاء وسأخبرك كل ما حدث حبيبتي ,فقط توقفي عن البكاء

حركت ليزا رأسها بالايجاب وحاولت الابتعاد عن طوني ولكنه ضمها اليه اكثر وجلس على المقعد واجلسها فوق ساقيه وهو يقول

طوني: لقد هاتفني صديقي الذي كلفته بالبحث عن زاك عندما كنت هنا في الصباح واخبرني انه قد وجد زاك ولذلك خرجت من هنا مسرعاً واتجهت الى العنوان وما ان وصلت الى هناك ودلفت الى داخل المنزل تم ضربي بقوة على رأسي فغبت عن الوعي وما ان عدت للوعي وجدت ان صديقي بجواري يخبرني انه قد وجدني ملقى ارضاً وفاقد للوعي وكنت على وشك العودة الى هنا عندما اتى اتصال على هاتف صديقي يخبره بأنني قد قتلت في حادث سيارة لاكتشف ان زاك قد قام بسرقة سيارتي وبسبب السرعة لقى حتفه في حادث
ليزا: ببكاء: لقد ظننت انك...,لقد ظننت ....
طوني: وهو يحتضن رأسها لصدره:انا هنا حبيبتي ولن ارحل ابداً فقد امنحيني فرصة لكي اقوم بتعويضك عن كل ما حدث انا.....

لم يكمل طوني حديثه بسبب ليزا التي قبلته بطريقة مفاجأة فأحتضنها اقرب اليه وهو يبتسم ولم يلاحظ اياً منهما ليونا التي استيقظت وهي تبكي ولا بهيو الذي حملها ودلف الى داخل غرفته بها واغلق الباب خلفه والابتسامة مرسومة على وجهه
💜💜💜
بعد مرور اسبوعين
جلس تشارلي مع بيدرو ولوكا في غرفة المكتب الخاص ببيدرو في الشركة وكان يتحدث معهم بشأن احدى الصفقات وما ان انتهوا من الحديث عن العمل حتى قال تشارلي

تشارلي: من الجيد انني احضرت والدي ووالدتي معي فقد كانت والدتي ترغب في رؤية إيفا وكانت تشعر بالقلق الشديد عليها عندما علمت بأمر حملها
لوكا: من الجيد انك اخبرتهم بما يحدث معها من ظروف خاصة بحالتها الجسمانية
تشارلي: كان لابد ان افعل ذلك حتى لا يصابون بالصدمة عندما يرونها وهي على وشك ان تضع طفلها ولكن هل اخبركم الطبيب بالتدابير الازم الاخذ بها عندما ينتابها المخاض
بيدرو:لا تقلق لقد قمت بجهيز كل شيء وستكون إيفا وطفلي بخير
لوكا: بيدرو على حق لا داعي للقلق ولكن المشكلة الحقيقية ستبدأ بالظهور عندما يكبر الطفل فسيلاحظ جميع من حوله انه ليس طبيعياً
بيدو: بغضب: لا تقل ذلك لوكا ابني طبيعياً مئة بالمئة وما به لا يعيبه بأي شيء
تشارلي: لوكا لا يقصد الاساءة بيدرو هو فقط يتحدث عن نظرة الجميع للطفل عندما يرون انه ليس كباقي الاطفال فكما كان سريع النمو في رحم امه لابد انه سيكون كذلك بالخارج
بيدرو: لقد تحدثت مع كريس في لك الامر ولقد اخبرني ان الطفل من الممكن ان يكون طبيعياً وليس بالضرورة ان يأخذ ما بداخل جسد امه وان نموه الغير طبيعي بسبب وجوده بداخل جسد إيفا ليس اكثر من ذلك
تشارلي : من الممكن ان يكون كريس محقاً وان الطفل سيولد طبيعياً ولكن اذا لم يكن كذلك ماذا ستفعل ؟
بيدرو: سأقعل اي شيء لحماية عائلتي حتى لو عني ذلك ان ابتعد بهم عن الجميع سأفعل ذلك دون تفكير

حرك تشارلي ولوكا رؤسهم بتفهم وهو يستمعون لنبرة بيدرو الحازمة وقاطع تفكيرهم رنين هاتف بيدرو الذي ما ان اجاب عليه حتى هب واقفاً وهو يقول بهلع

بيدرو: كان هذا كريس يجب ان اذهب حالاً لقد قرر الطفل ان يولد الان

ما ان انهى بيدرو حديثه حتى ركض الى خارج الغرفة يتبعه لوكا وتشارلي وهم يشعون بالقلق الشديد على إيفا وعلى الطفل
💜💜💜

من يسكن الروح؟..... كاملهWhere stories live. Discover now