الفصل الثالث

9.1K 246 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثالث
💜💜💜💜💜💜💜
تراجع بيدرو للخلف وهو لا يصدق ما تراه عينيه وما ان لاحظت ايفا تراجعه حتى تراجعت هي الاخرى بينما اختفت ابتسامتها ونظرت ارضاً ،ادرك بيدرو ما فعله فتقدم منها ببطء وهو يحاول ان يسيطر على رد فعله وما ان وقف امامها حتى قال بصوت خفيض

بيدرو: "سكوزا" (اسف) ،انا فقط لم اتوقع ما رأيت ،هل بأمكاني رؤية كفيكِ مرة اخرى

رفعت ايفا نظرها اليه ثم رفعت كفيها لتضعهم امام عينيها فرفع بيدرو كفه واخذ يمرر انامله على كفيها الخاليتين من اي جروح سوى اثر قديم لها وكأنها جرحت منذ زمن طويل وشفيت جروحها ،تنهد وهو ينظر لوجهها فوجدها تتأمله وتراقب كفيه فقال بصوت هادئ

بيدرو: كيف حدث هذا ؟ كيف شفي جرحك بتلك السرعة؟

حركت ايفا كتفيها دلالة على عدم معرفتها فتنفس بيدرو بعمق وهو يفكر ان تلك الفتاة لغزاً كبيراً ،حاول ان يستعيد ملامحه الهادئة وهو يقول

بيدرو: هيا بنا لنذهب لوالدتي فأنها تريد رؤيتك

نظرت له ايفا قليلا بصمت ثم حركت رأسها بالايجاب وسارت بجواره بينما كانت الافكار تعصف برأس بيدرو فكيف تمكنت من شفاء اصابتها بتلك السرعة ،توقف عن التفكير عندما وصل لغرفة والدته فقام بدق باب الغرفة ودلف معها للداخل وما ان رأى لوكا حتى قال
بيدرو : متى عدت من الخارج لوكا؟
لوكا: منذ قليل لقد اخبرتني امي بما حدث

نظر لوكا لأيفا وهو يتأملها وقبل ان يتحدث لاحظ تراجعها للخلف واختبائها خلف بيدرو فقال بصوت خفيض

لوكا: لا تخافي لن اقوم يإيذائك قط ،انا ادعى لوكا شقيق بيدرو الاصغر وهذه هي والدتي تدعى مارجريت
مارجريت: لا تخافي يا ابنتي انتِ هنا بأمان

شعر بيدرو بكفيها يجذبان معطفه من الخلف فنظر اليها وجدها تختبئ خلفه وتميل رأسها قليلاً لتنظر اليهم بفضول فأبتسم وهو يقول بهدوء

بيدرو: "كالماتي بيكلو" (اهدئي يا صغيرة) انهم عائلتي

حركت ايفا رأسها بالايجاب وتحركت لتخرج من خلفه ولكنها احتضنت ذراعيه بكفيها وهي تنظر لهم بترقب وبعد قليل من الوقت تمكنت مارجريت من بث الطمأنينة بداخل قلب ايفا حتى اقتربت منها وجلست على المقعد المجاور لها وكانت بين كل لحظة واخرى تنظر بأتجاه بيدرو وكأنها تتأكد انه مازال بجوارها واخذت تستمع لأحاديثهم حتى غفت على المقعد فحملها بيدرو واتجه بها لغرفتها وما ان وضعها على الفراش وقام بتدثيرها حتى هبط الى الاسفل ليقوم ببعض المكالمات الهاتفية الضرورية الخاصة بالعمل
💜💜💜💜
دلفت تالينا الى داخل منزلها لتستقبلها الرائحة الشهية المنبعثة من داخل المنزل فأبتسمت بحب وهي تقوم بخلع حذائها ذو الرقبة العالية واتجهت الى داخل المطبخ وانحنت لتحمل قطتها التي اقتربت منها لتقوم بالترحيب بها وما ان اصبحت بداخل المطبخ حتى اقتربت من الرجل الذي يقف امام الموقد وقامت بطبع قبلة على كتفه وهي تقول

تالينا: كيف حالك اليوم جين ؟
جين: بأبتسامة: انا بخير صغيرتي ،كيف حالك انتِ؟
تالينا: انا بأحسن حال ،اين ليام وادوارد؟
جين: لقد ذهبوا ليحضروا بعض الاغراض من البقالة ،اصعدي للأعلى وقومي تبديل ملابسك حتى انتهي من تحضير المائدة
تالينا: انا لا اريد تناول الطعام سوف احظى ببعض النوم
جين: لا لا نوم دون طعام ،يجب ان تتناولي طعامك حتى تتمكني من تناول الدواء فغداً يوماً هام بالنسبة لكِ
تالينا: حسنا كما تريد سأصعد للأعلى لتغيير ملابسي وسأعود في الحال
جين: حسنا صغيرتي سأكون بأنتظارك

ابتسمت له تالينا وانحنت لتضع قطتها ارضاً واتجهت للأعلى وما ان دلفت لداخل غرفتها حتى قفزت على فراشها وهي تتنهد بأرهاق ثم نظرت للاطار الموضوع على الطاولة القريبة من الفراش،ورفعته امام عينيها وهي تتامل الصورة التي تجمعها بجين وادوارد وليام وابتسمت بسعادة وهي تقوم بتقبيل صورهم
💜💜💜💜
تثائب بيدرو بأرهاق بعد ان انتهى من المكالمات الهاتفية الخاصة بالعمل ،لاحظ دخول لوكا الى الغرفة بينما مازال يرتدي ملابسه فقال بتسائل

بيدرو: لقد اعتقدت انك ذهبت الى غرفتك لتحظى ببعض الراحة
لوكا: كنت سأفعل ولكن ما اخبرتني به امي عن ما حدث لتلك الفتاة يشغل كامل تفكيري ،كيف بأمكان شقيق والدنا ان يفعل ذلك؟
بيدرو: انا الى الان لا اصدق ما رأيته ، لا استطيع تصور ما عانته تلك الطفلة ،انت لم ترى كيف كانت مرتعبة من كريس عندما علمت انه طبيب
لوكا: بتنهيدة وهو يجلس : حسناً ماذا سنفعل معها ،انت تعلم انها بالتأكيد لديها عائلة في مكان ما تبحث عنها ولا نستطيع ابقاءها هنا للأبد
بيدرو: لم افكر في هذا الامر بعد ،ما افكر به الان هو كيف يمكنني اقناعها بأن تدع كريس يقوم بفحصها في المشفى
لوكا: بتفكير: من ما رأيته فهي تشعر بالامان معك ما رأيك ان تخبرها انك ساتكون بجوارها طوال مدة الفحص انا اعتقد انها من الممكن ان توافق على ذلك ،كما اعتقد انها ليست بطفلة
بيدرو: بتسائل: كيف تعتقد ذلك ؟ انا اعتقد انها لم تتجاوز الخامسة عشر بعد
لوكا: من الممكن ان تكون هزيلة للغاية وقامتها قصيرة ولكن تلك الفتاة فتاة ناضجة ،انا اعلم عن ماذا اتحدث ،انظر جيداً لوجهها وتكوينها الجسماني هي فقط هزيلة وليست طفلة وبإمكان كريس تأكيد ذلك
بيدرو: بتنهيدة: انا مازالت اتلقى الصدمات واحدة تلو الاخرى فقد رأيت قبل ان آتي لغرفة امي ان جروح كفيها قد اختفوا
لوكا: بتسائل: عن اي جروح تقصد؟
بيدرو: لقد قامت بجرح كفيها وقدميها بأحدي المزهريات الموجودة في غرفتها وقبل ان احضرها لغرفة والدتنا وصدمت ان جروحها قد اختفت تماماً ولم يتبقى منها سوى اثرها فقط
لوكا: بذهول: ماذا؟ كيف حدث ذلك ؟
بيدرو: بحيرة: لا اعلم ،اعتقد ان ذلك نتيجة التجارب التي كان يتم اجراءها عليها
لوكا: حسنا هيا بنا لننال قدراً من الراحة فيجب ان نذهب للشركة في الصباح الباكر ،انت تعلم ان لدينا عدة مقابلات مهمة للغاية لا يمكننا تفويتها
بيدرو: حسنا ولكن ماذا سنفعل بإيفا فلا اظن انها ستبقى هنا بمفردها
لوكا: وماذا ستفعل يجب ان تذهب للشركة غداً
بيدرو: بتفكير: لا تقلق سأفكر في حل ما والان عمت مساءاً
لوكا: بأبتسامة: احلاماً سعيدة أسدي

ابتسم بيدرو للوكا الذي وقف وخرج من الغرفة فمنذ صغرهم ولوكا يلقبه بالاسد لانه كان دائماً ذو شخصية مسيطرة يهابه الجميع ،تنهد وهو يخرج من الغرفة ويتجه الى غرفته ولكن ما ان مر من امام باب الغرفة الخاصة بإيفا حتى اتجه اليها وفتح باب الغرفة لتتسع عينيه وهو يلاحظ ان الفراش خالي فدلف مسرعاً لداخل الغرفة وهو يبحث عنها ولكن بحثه لم يدم كثيراً فقد لاحظ جسدها المتكور بجوار المقعد المجاور للفراش فأقترب منها مسرعاً فوجدها ترتجف وتبكي بقوة فانحنى اليها واحتضنها بين ذراعيه وهو يقول

بيدرو:" بيكولا ،بيكولا " )صغيرتي ،طفلتي ) لا تبكي انا هنا ، اهدئي انتِ بخير صغيرتي " ستاي بيني "(انتِ بخير)

ضمت ايفا جسدها اكثر لبيدرو وهو تحاول ان توقف ارتجاف جسدها فقد انتابتها احدى الكوابيس التي تذكرها بما حدث معها في ذلك القبو اللعين ،شعرت ببيدرو الذي يتحدث بجوار اذنها ويحاول تهدئتها وهو يجلس بجوارها ارضاً وعلى الرغم ان هناك بعض الكلمات التي يقولها ولا تفهم معناها الا انها لا تعرف لماذا تشعر بالامان بجواره ،فتحت فمها واغلقته اكثر من مرة وهي تحاول ان تتحدث فقد مر وقت طويل دون ان يسمح لها بالحديث فقد كانوا دائماً يضعون في فمها كرة مطاطية حتى لا تستطيع التحدث ولكن تمكنهم في نفس الوقت من سماع صرخاتها المتألمة مما يفعلونه بها ،ارتجف جسدها اكثر فرفعت ذراعيها وجذبت ملابس بيدرو الامامية حتى اصبحت تجلس على ساقيه كالطفل الصغير وهو يجلس ارضاً يحتضنهغ بين ذراعيه

بيدرو: بقلق: ماذا حدث هل انتابتك احدى الكوابيس ام ماذا؟

حركت ايفا رأسها بالإيجاب وهي تدفن وجهها اكثر في ملابسه فتنهد بيدرو وهو يقول
بيدرو: حسنا ،الوقت متأخر للغاية ويجب ان احظى ببعض الراحة هل ستكونين بخير بمفردك؟

بكت إيفا اكثر وهي تتشبث به فهي لا تريده ان يتركها مهما حدث فأستمعت له وهو يقول

بيدرو: حسنا لا تبكي "بيكولا" (صغيرتي) ،سأبقى معك حتى تنامي لا تبكي

حركت ايفا رأسها بالإيجاب وسريعاً ما غفت مرة اخرى بسبب ارهاقها فوضعها بيدرو ببطء على الفراش حتى لا تستيقظ ثم تمدد بجوارها بكامل ملابسه فهو يخشى ان تستيقظ ولا تجده فتشعر بالرعب ،تنهد وهو يحاول التفكير في ما يفعله ولماذا اصبح يشعر بالمسؤولية تجاه تلك الفتاة الغامضة
💜💜💜💜
في اليوم التالي
هبطت تالينا من على دراجتها النارية وقامت بتعديل ملابسها بينما تستمع لصوت هاتفها المحمول فأخرجته مسرعة فهي قد خصصت تلك النغمة لجين وما ان وضعت الهاتف على اذنها حتى استمعت له وهو يقول

جين: تالينا اقسم لك سوف اقوم بقتلك ما ان اراكي
تالينا: بأبتسامة: لن تستطيع فعل ذلك فأنت تعشقني جين
جين: لن اقوم بتمرير ما فعلته بسهولة ،كيف تخرجين من المنزل دون ان تتناولي الطعام الا تعلمين ان الدواء الذي تتناولينه قوي للغاية وسوف تصابين بالدوار اذا تناولتيه دون طعام
تالينا: بأبتسامة: لا تقلق لن افعل ،والان تمنى لي الخير فسوف اقوم بمقابلة رئيسي في العمل للمرة الاولى
جين: بهدوء: حسنا اتمنى لك التوفيق ويوم اول سعيد في العمل

ابتسمت تالينا وهي ترسل له قبلة عبر الهاتف واغلقت هاتفها لتضعه في سترتها من الداخل واتجهت الى داخل الشركة وبعد عدة دقائق كانت تقف امام باب مكتب رئيس الشركة واخبرتها مساعدته الشخصية ان تنتظر قليلاً حتى تخبره بحضورها فتنهدت وجلست وهي تشعر بالتوتر فتلك المرة الاولى التي ستراه فيها فقد كانت مقابلتها مع رئيس القسم وليس رئيس الشركة او حتى نائبه
💜💜💜💜
تأفف بيدرو للمرة التي لا يعلم كم عددها فقد وضع المخدر في طعام ايفا حتى يستطيع المجيء الى الشركة وهو يشعر بالقلق الشديد من ان تستيقظ ولا تجده فتصاب بالفزع ولكن لم يكن امامه اي حل اخر ،رأي مساعدته الشخصية تدلف للداخل وما ان وقفت امامه حتى قالت

المساعدة الشخصية: سيد بيدرو لقد اتت الفتاة التي ستعمل لدى السيد لوكا وهي الان بالخارج
بيدرو: حسناً قومي بأدخالها

راقب بيدرو خروج مساعدته الشخصية ودخول تالينا الى داخل الغرفة وتأملها قليلاً فقد كانت ترتدي بذلة جلدية خاصة براكبي الدراجات النارية وفكر للحظات كيف ستعمل تلك الفتاة كمساعدة شخصية لشقيقه ،سمعها وهي تقول بأبتسامة

تالينا: تشرفت بلقائك سيد بيدرو ،انا تالينا
بيدرو: مرحباً بك تالينا ، تفضلي بالجلوس ،بالتأكيد انتِ تعرفين طبيعة عملك هنا اليس كذلك
ايفا:وهي تجلس: لقد اخبرني السيد ريكو انني سأعمل كمساعدة شخصية لنائب الرئيس ولكني لم اره الى الان
بيدرو: حسنا ،سوف تعملين لدى شقيقي الاصغر وهو سيقوم بأطلاعك على المعلومات الاضافية وجدول اعماله
تالينا: حسنا ،اين هو الان لاذهب اليه ؟
بيدرو: لا حاجة لذلك فهو سيأتي في غضون لحظات

وبالفعل ما ان انهى بيدرو حديثه حتى دلف لوكا الى الداخل لتتسع عينيه وهو يرى تالينا التي كانت تنظر اليه بهدوء وما ان اقترب منها حتى تحدث بيدرو قائلاً

بيدرو: لوكا هذه هي تالينا المساعدة الشخصية الخاصة بك منذ الان
لوكا: بأبتسامة: اهلاً تالينا ،لقد تشرفت بمعرفتها الامس
تالينا: اهلاً بك سيد لوكا ،يشرفني ان اعمل معك

ابتسم لوكا لتالينا فلم يكن يتخيل ان يراها مرة اخرى وفي شركته وستعمل تحت امرته ،اتسعت ابتسامته فيبدوا ان الملل الذي كان يشعر به سيتبدد الى الابد ،لاحظ بيدرو نظرات لوكا لتالينا فيبدوا انهم قد تقابلوا سابقاً وقبل ان يتسائل عن لقائهم السابق رن هاتفه المحول فوجد ان والدته هي التي تهاتفه وما ان وضع الهاتف على اذنه وتحدثت والدته حتى اتسعت عينيه فزعاً وهو يقف ويتجه مسرعاً الى خارج الغرفة
💜💜💜💜💜💜💜💜💜

من يسكن الروح؟..... كاملهWhere stories live. Discover now