أبهرت الغرفة ونوو ولم يتحمل عدم التقدم لالقاء نظرة على الكتب ..
تصفح العديد منها إلى أن وقعت عينه على كتاب بحث عنه منذ مدة لكنه لم يكن متوفرا في البلاد  «ثم لم يبقَ أحد » للرّوائية "أجاثا كريستي " ..
جلس ونوو على الفراش وشرع في القراءة ..
هذا حاله عند رؤيته للكتب ، ينسى كل ما حوله ولا يأبه بالمكان الذي يتواجد به ..

مرت ساعتين مذ أن بدأ ونوو المطالعة .. عندها فقط ، عاد مينقيو إلى المنزل .. ألقى السلام على والدته التي كانت تتحدث إلى أختها على الهاتف .. ليتجه مباشرة نحو غرفته .. غير ملابسه ، ثم توجه نحو مكتبته الخاصة ..
فتح باب غرفة المكتبة ليجد ونوو غارقا في القراءة ... مينقيو شخص مزاجي بطبعه ، ولا يسمح لأي كان بلمس أشيائه ، فلم يتمالك نفسه و صرخ بصوت صارم ..
مينقيو :" من سمح لك بالدخول إلى هنا يا هذا !!! "

ذعِر الأصغر من صوته ليقف تلقائيا ..

مينقيو :" أتظن نفسك أحد أفراد العائلة لمجرد أننا آويناك ريثما يعود والدك ؟! حثما لست كذلك يا صغير !"

تجمعت الدموع بمقلتي الأصغر وخرج صوته مرتجفا :" أنـ.. أنا آسف .. حقا أنا آسف " ..

أسقط الكتاب من يده وخرج مسرعا باتجاه غرفته .. دخلها وأغلق الباب بقوة وسقط باكيا على الأرض ..
آلمه حقا ما قاله مينقيو وأشعره بالإهانة ..وعندها فقط  لعن نفسه ووالده ألف مرة قبل أن ينام من التعب ..

حسنا.. مينقيو ليس بتلك القسوة حقا  ، هو فقط لا يحب أن يتطفل أحدهم على خصوصياته دون إذن ..
حمل هذا الأخير الكتاب الذي أسقطه ونوو ، ليبتسم نصف ابتسامة ' هه أهو أيضا يحب أجاثا كريستي ؟' ..
عاد إلى سريره وعبث قليلا بحاسوبه ، مر ما يقارب النصف ساعة ولم يفارق الأصغر باله .. أغلق حاسوبه واستلقى قليلا ..
قال محدثا نفسه :" أتراني قسوت عليه بحديثي ؟.. لكنه دخل غرفتي دون استئذان حتى ... يا إلهي...!"

واقف أما باب غرفة ونوو ، طرق الباب ثلاثا دون وفتحه دون انتظار الرد .. ليجد الأصغر  نائم وهو يضم رجيه ويحيطهما بذراعيه ، شعره مبعثر ، وعينيه منتفخة .. 'يبدو أنه بكى كثيرا ' فكر مينقيو واقترب ليوقظ النائم على الأرض كالأطفال .. هزه قليلا ليتمتم بكلمات ناعسة لم يستوعب الأكبر معناها ، فهزه مرة ثانية عندها استيقظ وقام بحك كلتا عينيه بيديه بلطافة أذابت قلب مينقيو ..

كان ونوو نصف نائم ، وعندما بدأ بالفعل يدرك هوية الجالس أمامه وقف بسرعة ليقف الأطول بعده ..
قال كلماته بسرعة :" أنا لم أقصد الدخول أقصد الخالة أخدتني إلى هناك أنا آسف سيدي !" لتبدأ دموعه بالانهمار ثانية ويقوم بمسحها بباطن كفه بخشونة..
أمسك مينقيو بيديه ليوقفه عن ذلك وهمس بألطف نبرة يمتلكها :" كف عن هذا ..ستؤذي عينيك ونوو !" كانت هذه أول مرة ينادي بها الأكبر ونوو باسمه ، رفع الأخير عينيه ليرى إلى أي حد كان جادا مينقيو في حديثه ، ليردف قائلا ..

مينقيو :" أنا أعتذر عما بدر مني قبل قليل .. أنا فقط لم أعتد على رؤية أحد في مكتبتي الخاصة .. أه ، وخذ .." ماداًّ إليه مجموعة كتب لأجاثا كريستي ".. هذه لتنسى ما حدث قبل قليل .. "

ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه ونوو لينسى كل ما بدر من الأكبر لأجل مجموعة الكتب تلك ' هو فقط كالطفل ! سهل الارضاء ..' هذا ما قاله مينقيو لنفسه عندما لاحظ ردة فعل الأصغر ..

ونوو :" سيدي، هذا كثير ..!"

مينقيو :" لا ، ليس كثيرا .. و كف عن مناداتي بسيدي ، هذا مزعج !"

أنزل ونوو رأسه واعتذر :" انا آسف .. "

مينقيو :" لا ... الهي ! هه نادني هيونغ فقط ، أهذا يناسبك ؟"

ابتسم ونوو وأمال رأسه قليلا وأجاب :" حسنا هيونغ .."

ابتلع مينقيو وأومأ دون رد .. خرج من غرفته واتكأ على الباب :" إلهي ! إنه لطيف حد اللعنة ! "

ونوو كان أنقى من أن يحمل حقدا أو ضغينة على أحد .. لذا هو فقط قبل اعتذار الأكبر وشعر بصدق مشاعره ..
أما مينقيو فاضطراب قلبه كان شعورا جديدا ، لم يجربه من قبل ..

••••••••••••


أنيوونغ 😍
ان شاء الله يكون أعجبكم البارت 💜
شاركوني برأيكم فالكومنتس وأعطوني أفكار جديدة يمكن تساعدني في البارتاات لي جاية 😭😭
همم وأي بارت أعجبكم أكثر ؟؟

الهدوء الصاخبUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum