~الفصل الرابع والعشرون~

1.1K 83 37
                                    

الحرمان___
من اعتاد الحرمان ليس كمن يذوقه لأول مرة، هناك فئتين، فئة تولد بالحرمان وربما تموت عليه إذا لم تقرر النهوض وتعمل لأجل محوه، وهم أنواع.. محرومون من الأهل أو الصحبة أو المال أو الصحة وأشياء أخرى كثيرة

الفئة الثانية من تعيش في نعيم مترف في كل شيء حتى يُختطف منها فجأة، من أحببت وصديقك وأهلك ومالك ومستقبلك وكل شيء خططت لأجله يومًا

هو عاش في كنف عائلة ذات مستوى ليس منخفض وثم علا به بنفسه، عاش في كنف أب وأم، عاش في كنف صديق يصونه، عاش في من أحبها ورحلت يوم علمت بحبه

حُرم من كل ما حصل عليه دفعة واحدة، من أحب قبل أن يحصل عليها، والده قبل أن يراه في ريعان شبابه، والدته بمجرد أن شُفيت لحقت بمن أحبها، صديقه عندما اختار لنفسه شخصية جديدة قرر بها الإبتعاد عن الجميع، وماله عندما خرت قواه وقرر الاستسلام

الحرمان لا يُفرض على جميعنا، بل هناك من يختارونه بمحض إرادتهم ليمنعوا كارثة بكارثة أخرى أقل منها ضررًا

وهي حرمت نفسها الحب عندما أتى لها لتمنع كارثة محتمة لن يستطيع أحد إنقاذها منها، حرمت نفسها استكمال حلمها ومستقبلها في مكان أرادته دومًا، لكن أحيانًا يكون للقدر تخطيط أخر

"ستيفان! ماذا تفعل هنا؟"
قالها آدم وهو يحاول النهوض ولكن قواه ذهبت

"أفيقك من غفلتك، أفيقك من استسلامك، أجعلك ترى ما صنعته وتدمره بيدك"
قالها ستيفان صارخًا به وهو يقف أمامه

"توقف عن الصراخ ستيفان، لم يعد هناك أحد أو شيء أنهض لأجله لقد انتهى كل شيء"
قالها آدم بهدوء وبنبرة باردة أثارت حنق ستيفان ليهرول إليه الأخير ويمسكه من مقدمة ملابسه ويستمر في الصراخ به..

"لم ينتهي شيء يا أحمق انهض آدم، هل نسيت تعبك سنوات لبناء شركتك ذات الاسم اللامع تلك، هل نسيت الوقت الذي لم تقضيه مع والدتك من أجل تشيدها"
قالها ستيفان وهو يلكمه على وجهه ليفيقه من هدوئه القاتل ذلك

"ولقد رحلت من كنت أقوم من أجلها بذلك، رحلت وقد حرمتها مني لأجل تلك الشركة، يا ليتني قضيت الوقت معها بدل أن انشغل بالشركة"
قالها آدم بادئًا في البكاء من جديد والصراخ

"نعم لقد رحلت آدم، ولكنها رحلت وهي فخورة بك ولكن أنا أشفق عليها حقًا في شعورها الأن وهي ترى ابنها يستسلم، لقد هدمت فخرها وثقتها بدلًا من أن تبنيه، إذا كانت هنا لكانت شعرت بالأسف حقًا، لقد حرمت نفسك منها لأجل تلك الشركة والأن تجعل كل هذا يذهب في مهب الريح، أنت حقًا مقيت"
قالها ستيفان وهو مازال يصرخ عليه ولكمه بكل ما أوتي من قوة في نهاية جملته

"ما الذي أتى بك ستيفان، هيا أخبرني"
قالها آدم بلا مبالاة وهو مازال بين يدي ستيفان الغاضب

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنWhere stories live. Discover now