~الفصل التاسع عشر~

1.2K 92 64
                                    

الاستسلام___
مرادف للهزيمة، أي عندما تتحمل وتنتظر حتى تصل إلى نقطة لم يعد في مقدورك سوى الاستسلام

عندما لا تملك خيار أخر سوى الاستسلام، هو الملاذ والملجأ الوحيد بعد كل الهزائم المتتالية أو حتى بعد كل الانتصارات المتلاحقة، لترفع رايتك البيضاء بانكسار

هو عندما تشعر أن أحدًا يجبرك عليه ولكنك تفعله بمحض إرادتك، هو الشعور المكره الحر

ربما اعتدت على الانتصارات ولم تعتد على الهزائم قط ليأتي هو يجعلك تنكسر له وتستقبل أول هزيمة برحب الصدر أو بنفس ضائقة، ذلك اختيارك الأوحد

لم تستسلم قط لقاتلي وطنها، لم تستسلم لمُريقي الدماء، لم تنكسر، لم تنحني، ليأتي هو ومع ثانية فيحنيها نصفين كقاب قوسين أو أدنى

لم يستسلم للصعاب، لم يستسلم للعقبات، لم يستسلم أمام أيًا كان، لتأتي هي لتذيقه مرارة الاستسلام وليجربها لأول مرة، هو الذي لم يعتد على الاستسلام اعتاد عليه لأجلها، هو الذي استصاغ مرارة استسلامه وتأقلم عليها كمرارة قهوته ليحولها من استسلام لمحاولة انتصار فاشلة تليها محاولات...

لم تفهم مغزى رسالته وبحثت عنه وسط المحيطين بها فلم تجده، تسلسلت من بينهم متجهة لغرفته لتدق بابه فلم يفتح، دقت مرات ومرات والحال كما هو عليه، قررت التوجه إلى ما أرسله ولكنها لمحت من تحت باب غرفتها ضوء طفيف يظهر وسط عتمة المنزل من الداخل

فتحت باب غرفتها المعتمة لتجدها مزينة بأنوار مضيئة هادئة تضفي على الغرفة جمالًا كجمال النجوم بين عتمة السماء

لمحت ما هو كائن على مكتب غرفتها لتلتقطه لتجدها باقة ورود رأت ألوانها بصعوبة وسط الإضائة الطفيفة، التقطت البطاقة التي كانت بجانب الورود لتقرأها 'أسود كما تحبين، أحمر كما أحبـ'

لاحظت عدم اكتمال كلمته الأخيرة ولم تفهم السبب، لأول مرة يترك بها أسئلة تحيرها كما كانت تفعل معه منذ البداية، ولكن ما بين إجابات وإجابات يختلف المقصد ويضيع

وجدت على سريرها صندوق كبير فتحته لتجده فستانًا رائعًا بلون زرقة السماء الخفيفة ومطرز عليه بعض الأشكال المتباعدة الصغيرة المطعمة ببعض فصوص حبات اللؤلؤ، تناولته بيدها لتتأمله وتنبهر به ونظرت في الصندوق مجددًا لتجد حجاب بنفس لونه وكأنه مصمم له

ارتدت الفستان والحجاب لتبدو رائعة، سماء متحركة على الأرض يتخللها نجوم مضيئة في نهارها في وسط عتمة الليل المحيطة بها، والتقطت باقة الورود وتوجهت للخارج بدون أن يلمحها أحد

دارت حول المنزل قاصدة الغابة لتتجمد مكانها عندما رأت الأشجار الوردية مزينة بأضواء تنيرها بهدوء لتظل عتمة المكان طاغية وليكون المشهد كجنة على الأرض

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنWhere stories live. Discover now