~الفصل الثالث~

2K 131 44
                                    

المواجهة___
لربما تكون في باديء الأمر متشوق، تشعر بالحماس المفرط لتتخطى تلك المرحلة التي تسمى مواجهة سواء كانت صعبة أم سهلة سواء أحببتها أم كرهتها

لتدخل بعد ذلك في خضم المواجهة لتدرك فيما بعد أنها أصعب مما تظن، منتصف المواجهة نقطة الصفر التي لا يمكنك العودة بعدها سوى بإنهائها، لربما قبلها كان في وسعك الاختيار أما الأن فأنت مرغم على إنهائها

فهي نقطة اللاتراجع ولا استسلام...

الثالثة عصرًا، لم يعد ميعاد إنهائها دوامها الجامعي فقط ثم توجهها إلى عملها في المشفى بل أيضًا نقطة تغير حياتها التي ربما تقودها إلى الهاوية

تدخل ترنيم إلى المشفى وأنظار الجميع تصوب تجاهها، فمنذ الأمس انتشر الخبر، فأمر يتوقف عليه إغلاق المشفى ليس بالأمر الهين ليُخفى لكن التفاصيل ليست بأمر يخصهم ليُحكى

لكل ناجح حاقدين وكارهين وهي إحداهم، بدأ من يكرهونها بتشويه صورتها عن أنها كانت تمثل أمامهم صورة المسلمة المتمسكة بدينها ومبادئها وكانت تنصحهم وما إلى ذلك والأن تذهب لتعيش ببيت أكبر رجل أعمال في كندا بتلك السهولة وتضع كل مبادئها جانباً وتضرب بدينها عرض الحائط

لكن ليس كل ما يُقال يُصدق فليس الجميع ملائكة لئلا يكذبوا وليس الأخرون أيضًا شياطين ليكون كلام الناس عليهم بحق، لذا هي لم تهتم بكل ما سمعته رغم أنه أثر بها ولكن علاقتها بربها أقوى من أن يؤثر بها كلام بشر، يكفي أنها تثق بأن ما تفعله ليس بخطأ وإلا إن كان تخللها أي تردد لم تكن لتقدم على فعل شيء

بدأت تودع الجميع أطباء ومرضى حتى المرضى أحبوها ليخبرونها أنهم سيشتاقون لها...

"سنفتقد نصائحك ترنيم"

"يمكنكم في أي وقت الإتصال بي وسأساعدكم، أنا موجودة من أجلكم دائمًا تواصلوا معي إن احتجتم شيء"

"ستزورينا صحيح؟ أنتِ أيضًا ستفتقدينا"

"بالطبع سأفتقدكم، لكن لا أظن أن هذا ممكن، فبالكاد سأذهب للجامعة لن يكون هناك وقت على الأرجح، أعتذر"

"لا بأس نحن نعرف جيدًا كُنّة ما أنتِ مقبلة عليه"

لملمت أشيائها من المشفى وقبلها من منزل سكنها الخاص بالطالبات وكانت تتوجه للخارج

"ترنيم، ألم أخبركِ أني أتٍ معكِ، لما لم تنتظري؟"
قالها مايكل يلهث وهو يهرول ناحيتها

"لم أرد إتعابك حقًا، يكفي ما كنت تفعله من أجلي دائمًا"
قالتها ترنيم مستديرة بعد أن ناداها

"لا أريد سماع كلمة أخرى سخيفة، هيا اسرعي قبل أن يملأ رأسنا بتذمره صاحب الأنف المتعالي"
قالها مايكل ساخرًا

"وصفك مضحك ودقيق حقًا لديك حق هيا"
قالتها تقهقه من وصفه ثم أخذ منها مايكل حقيبتها ليحملها عنها بعد صراع من رفضها

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنWhere stories live. Discover now