~الفصل التاسع~

1.5K 118 80
                                    

إيهام___
أن توهم شخصًا بأمر هذا شيء، أما أن يقتنع هو بكل ما في السذاجة من معني فتلك حماقة أخرى وربما..غباء

وهو أوهمها بعدم اقتناعه بكلامها وهي غبية صدقته بل حمقاء، لكن لحسن حظها أو ربما لسوء حظه ستنقلب حماقتها هي عليه هو عكس المألوف أو المتوقع، لم تحاول هي إقناعه لأنه ليس حقها من الأساس وهي لم تسعى لخرق حرمة دين وربما..قلب!

وهو من سعى لطريق الأشواك ذا الزجاج المكسور المنثور لتتجرح قدماه، وترك طريق الإسفنج الناعم الحريري السهل

هو سعى لها كحشرة تنجذب إلى زهرة جميلة..بقدر قبح الحشرة وفتنة الزهرة انطبق الفخ عليه! واكتشفت الحشرة أن الزهرة أكلة وليست زينة، لكن أيمكن أن تبكي الزهرة رحيقًا من دمه؟ تلوم نفسها على خلقة ليست بيدها، لم تخلق نفسها أكلة، لم ترغب يومًا أن تجذبه، ولم تمتلك حق تحذيره، لكن الوضع يختلف إن كان الفخ لكليهما وليس له فقط!

لماذا نحن البشر بطبيعتنا حمقى مثيرون للشفقة مدعون، لماذا نخطيء بمليء إرادتنا ونبكي، لماذا دومًا نريد أن نلقي بأخطائنا على أحدٍ أخر، أهي فطرة؟ أم حماقة مكتسبة؟ لماذا يسمى الإنسان بهذا، لماذا لم يسمى بحماقة لربما كان وصفًا أدق، أحمق هو الإنسان أحمق بكل ما في الكلمة من معنى، أحمق هو وحمقاء هي

لماذا دومًا نمسك بكأس اللبن بملئ إرادتنا ونسكبه ثم نسقط أرضًا نبكي على اللبن المسكوب! ألم أقل أن الإنسان أحمق!

مر الكثير من أيام الشهر الكريم وربما يوميًا ينتزع منها نقاشًا ليجرها فيما بعد لحديث يطول إلى فطورها، أصبحت عادته بتناول عشاؤه مع سحورها، أصبحت عاداته أشياء كثيرة لا يعلم هو نفسه كُنّها

"توقعت وجودك، وها أنت"
قالتها ترنيم تضحك على وصوله الذي أصبح دقيقًا بالثانية يوميًا

"لنا نقاش!"
قالها آدم يرفع كتفيه

"لا، اليوم لوالدتك يكفي نقاشاتنا التي كنت أهملها لأجلها"

'لا' وكم حنق لتلك الكلمة كثيرًا من المرات فيما مضى، غضب وثار، لم يكن هو من يقال له لا، لكن لا شيء يظل على سجيته، جميعنا قابلين للتغير حتى بدون أن نشعر وبدون سابق إنذار و...فجأة بطرفة عين، معقد هو الإنسان؟ أجل

لم يحنق، لم يثر، لم يغضب، بل لم يهتم، هل سمعها من الأساس أم هي من الأشياء التي أصبح يتغاضى عنها منذ مدة ليست بالطويلة

"أستقف هكذا تحدق؟ ما رأيك أن تساعدني هنا، هيا"
قالتها ترنيم له بعد أن شرد هو لدرجة أنه اكتشف أنها ذهبت إلى والدته ووضعتها على مقعدها المتحرك وأحضرتها إلى حافة الدرج

كان سينادي على أحد من الخدم لينزلها، لكن استوقفته هي..
"لا، أريد مساعدتك لنا لهذا اليوم"
قالتها ترنيم بابتسامة، للمرة الثانية تقولها يظن سيعتادها، سيعتادها لكن حد التألم
'مساعدتك لنا' لما تضخم الأمور لتلك الدرجة لما لا تقول 'مساعدتك لي' لما الحوائط والحواجز

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن