~الفصل الثاني عشر~

1.3K 120 119
                                    

المعاتبة___
تعتمد على الشخص المعاتب ودرجة تقربه منك ومن قلبك وليس قرابته منك ومن دمك؛ عندما يعاتبك شخص يختلف اهتمامك على حسب الشخص

عندما يعاتبك والداك هذا يعني عقاب يليه، عندما يعاتبك أصدقائك يعني أنه مجرد حزن وسيعود كل شيء لنصابه، عندما يعاتبك من تحب يعني الأمر والطاعة بوضع عصابة على العين وتنفيذ ما يريد

لكن عندما يعاتبك من يحبك -تختلف- فهذا يعني ربما عدم إهتمامك أو الحزن لأجله لأنه أقرب الجميع إليك فقط، ربما تشعر أنك قصرت تجاهه لكن ستتعجب لما يفعل كل هذا! ليس من حقه من الأساس

ربما تظن أن له فضل عليك في إطاعته

ولكن ربما يحبك فلا يجب عليك الإطاعة ولكن سيجعلك تكترث لإطاعته لأجل نفسك، هو يعاتبك لأجلك، يأمرك لأجلك، يصرخ بك لأجلك، كل ما يفعله لأجلك وفقط

هو المتضرر من كل هذا وأنت الوحيد المستفيد، فقط بعض التذمر منك ولكن له الأمر أكثر من ذلك

ولكن ماذا عندما يكون الشخص الواقع عليه المعاتبة لا يبادل المعاتب نفس الشعور، لنجعلها أسهل ماذا إذا أحبك شخص وعاتبك لأجلك وأنت لا تبادله الشعور ولا تعلم حتى، بل ماذا إذا لم تحبه؟!

غادر هو غرفتها بخطوات غاضبة عندما رأها على وشك البكاء هو لن يتحمل كل هذا وإلا سيثور في وجهها في لحظة ولن يعلم بما سيقول وهو يخشى ما سيقوله وعقله غائب في موجة غضب

بعد أن رحل من غرفتها سمحت لدموعها بالسقوط بهدوء وبطئ حتى لاحظت والدته فسحبتها في عناق فعلا شهيق ترنيم ووالدته تربت على ظهرها

"ماذا حدث؟"
قالتها ترنيم وهي تجفف دموعها

"أظن عليكِ أن تسأليه بنفسك هو سيقص عليكِ أفضل مني وأظن أنه بحاجة لبعض الحديث لأنه يحبس الكثير"
قالتها والدته بتعقل وهدوء تنصحها

"معكِ حق، سأتحدث معه والأن عليكِ العودة لغرفتكِ أمي لتتناولي عشائك وتنامي"
قالتها ترنيم تحاول النهوض

"لا، سأذهب بمفردي حتى لا تحملي الهم وأنا بجانبك ولكن لن تأتي معي.. والسوائل يمكنكِ أن توصليها بيدي عندما تنهضي"
قالتها والدته بنبرة حازمة وأنهت حديثها وترنيم تراقبها تسير عبر الغرفة بخطوات صغيرة كالأطفال تستند على كل ما حولها

يعود الإنسان طفل مرة أخرى عندما يكبر، يبدأ طفل وينتهي طفل، في تصرفاته وربما أفكاره.. لهذا تذكرت ترنيم دومًا قول والدتها 'اللهم لا تردني إلى أرذل العمر'

استلقت ترنيم قليلًا تحاول أن تدرس فهي لم تدرس اليوم، حتى أتى موعد سحورها فقررت النزول وتعلم ما ينتظرها

توجهت في البداية إلى غرفة والدته لتوصل لها السوائل وثم قررت التوجه لأسفل

هبطت ترنيم الدرج وهي ترى نظراته تتعقبها إلى أن وصلت إلى كرسيها وجلست عليه بسرعة لأنها لم تتحمل الوقوف

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنWhere stories live. Discover now