~الفصل الثالث والعشرون~

1.1K 81 38
                                    

السقوط___
قال جبران خليل جبران ذات مرة في أحد كتاباته <ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية>

وكان محقًا فلو يعلم كم من الخيبات جعلتنا نسقط وثم أتي المطر ليغسل جميع خيباتنا لعلم كم كانت مقولته ذات معنى

نسقط جميعًا ولكن ليس الجميع يعاود النهوض فهناك من يستسلم وهناك من يجد من يساعده على النهوض وهناك من ينهض وحده

هناك سقوط يتبعه سقوط يتبعه أخر حتى تخر جميع قوانا فجأة ليس استسلامًا ولكن لأننا أرهقنا أنفسنا بجميع الحيل الممكنة التي كانت بيدنا حتى نفذت

ليس جميع الساقطين مستسلمين ولكن هناك من أرهقت روحهم من كثرة السقوط والنهوض بينما أنت ترى أنه بعد نهوضك من سقطتك الأولى معجزة وتراه هو استسلم ولا تعلم أنه استسلم بعد أن فقد عد نهوضه من سقطات لا تحصى

ليس جميعنا نعلم ما يعيث بداخل الأخر فسادًا لذلك إما أن نساعدهم على النهوض في صمت أو نصمت، فلنتوقف عن أخذ دور الحكام

عندما تسقط ستدرك هل طوال فترة نهوضك صنعت من يساعدونك على النهوض مرة أخرى أم خذلانك، والأفضل هل صنعت شيء -وليس شخص- يجعلك قادر على التمسك بقوة ومعاودة النهوض وحدك

ستدرك هل كنت تستحق السقوط حقًا؟ وهل بعد سقوطك تستحق النهوض من جديد؟

بكت ترنيم كما لم تبكي على أحدٍ من قبل، لقد كانت تعني لها الكثير حقًا لقد اتخذتها أمًا في الغربة وها هي رحلت تاركة إياها كما الجميع

هل هذا رد لها على تركها آدم وحده يعاني؟ ولكن ما امتص من روحها حقًا هو أنها حتى لم تودعها، كيف رحلت بدون أن تودعها، ماذا؟ هل ظنت أنها ستعود مجددًا؟ كم هي ساذجة!

كم من الأشخاص أغضبناهم منّا أو تركناهم على أمل في لقاء أخر ولم نودعهم، كيف لنا أن نثق تلك الثقة العمياء أننا سنراهم مرة أخرى، كيف لنا أن نتحمل ذلك الندم الذي يأكل روحنا من الداخل

اخبروا من تحبوهم بأنكم تحبونهم، أصلحوا الأمور بين من تشاجرتم معهم، اعتذروا لمن أسئتم لهم، أخبروا والديكم وعائلتكم وأصدقائكم بكم تعشقونهم وكم من أفضال لهم عليكم ولا تقفوا عند مشكلات سواء كانت صغيرة أم كبيرة، لا تنتظروا الغد لتخبروهم فربما غدًا أنتم راحلون أو هم..لا تجعلوا الندم يتأكل بداخلكم والحزن يحرق روحكم

عيشوا كل لحظة بلحظتها لا تتركوا شيئًا للغد، افعلوا كل ما أردتم فعله اليوم، عيشوا اليوم وكأنكم تموتون غدًا ولا تنسوا أن تصنعوا لأخرتكم قبل دنيتكم، لأن إحداهما فانية والأخرى باقية

تذكرت ترنيم وهي بين حطامها على وفاة والدة آدم، إذا كانت هي كذلك فكيف هو، هي بجانبها من يحمل عنها أعبائها ويخفف عنها حزنها فكيف هو الذي لم يتبقى له أحد، شعرت بغصة تعتصر قلبها عليه تتألم لأجله ليس شفقة عليه بل حزنًا لأجله لأنها خذلته ولكن لم يكن في وسعها سوى ذلك

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن