~الفصل السادس عشر~

1.2K 90 51
                                    

الحرية___
تطلق على العديد من الأشياء، حرية في الرأي، التصرفات، التفكير، وغيرها الكثير مما سببت مشاكل عظمى ومازالت تتفاقم حتى لم نستطع وقفها ولا حتى الحد منها، لقد لوثنا مسمى الحرية كما فعلنا مع مسمى الحب

هل البشر يأتون بمنفعة؟ أم هم مجودون فقط لتدنيس المسميات الطاهرة؟

هل يقومون بشيء لا يعود عليهم بنفع لأنه جيد؟ أم كالعادة لا يقومون بشيء دون مقابل؟

الجنس البشري؛ دائمًا خائن وسيظل.. طبيعتهم لا لوم عليهم! منذ بدأ الخليقة..

لكن لما لا يصلحها أحد؟ سؤال بدون جواب.

لنتحدث عن نوعين أخرين من الحرية وهما أفضلهما رغم مساوئهما، فهما أفضل الأسوء أو بلغة أخرى الأقل سوءًا وسط كل سيء

حرية الوطن؛ التي نقاتل من أجلها كل يوم دفاعًا عنه ومحافظة عليه وأخرين يقاتلون ويموتون كل يوم فقط لأجل حلم استرداده الذي طال بالعقود

حرية القلب؛ الذي نسجنه بإرادتنا ونستطيع تحريره بإرادتنا، لكن ماذا إذا فَرَضَ الحب نفسه علينا بكل مستحيلاته ولم نتمرد حتى، ماذا إذا استسلمنا؟ ماذا إذا لم نرد التحرر قط من عبودية هذا القلب الذي احتلنا يومًا؟ ماذا إذا وجدنا في عبوديته لنا، حرية أخرى نعيشها..

صمت، لم يتكلم ولم يُرِد أن تفعل هي فصمتت كذلك، حتى وصل كلاهما أخيرًا لمجمع تجاري كبير

دلف كلاهما للداخل وشاهدا الكثير من الأشياء المختلفة ودخلا الكثير من المحلات وأخذ كلاهما رأي الأخر فيما أعجبه وتحول الجو المتوتر إلى ألفة

سارا طويلًا حتى أنهيا تقريبًا الكثير من المحلات وكان الجميع ينظر لهما منذ دخولهما، يرمقونهما، يتهامسون بشأنهما، لكن كلاهما حاولا أن لا يعطيانهم أدنى اهتمام لأنهما يعلمان أن الأمور ستئول للأسوء حتمًا

"سأذهب هناك انتظرني فقط وسأتي سريعًا"
قالتها ترنيم لآدم، ظنًا منه أنها تطلب بعض الخصوصية تركها تذهب

"وأنا سأدخل هنا، لا تتأخري حتى لا يضيع كلانا عن الأخر حسنًا؟"
قالها وأومأت هي ليذهب كل منهما في طريقه

بعد أن أنهى آدم ما يفعله وقف خارجًا منتظرًا ترنيم عند مكان افتراقهما، لكنها لم تأتي، انتظر كثيرًا حتى شعر بالقلق فأخرج هاتفه وهاتفها لترد عليه..

"أنا ورائك"
قالتها مبتسمة وهي تأتي تجاهه

"ماذا كنتِ تفعلين هناك؟ ظننت أنكِ ذهبتي للجانب الأخر!"
قالها مستنكرًا

"كان على أن أقوم بشيء"
قالتها ولم توضح له ولكنه صمت

"حسنًا، دعينا نتناول العشاء لأني سأسقط من شدة الجوع حقًا"
قالها متألمًا وهو يمسك معدته لتقهقه هي، ثم أشار لشخص أن يأتي كان يرتدي بذلة سوداء ونظارة سوداء وأخذ الحقائب منهما

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن