~الفصل الثامن~

1.5K 112 89
                                    

الاطمئنان___
ربما يكون مرادفًا لمعنى الأمان، أن تمتلك شخصًا في حياتك يكفيك اطمئنان، أن تحاط بجميع من تحب اطمئنان، أن لا تشعر بالخطر وتنام في سلام اطمئنان، أن يُنزع منك الاطمئنان بعد أن تحصل عليه..هذا ما تهابه

نتمسك دائمًا بكل معاني الاطمئنان الزائلة ونجلس بعدها نندب فقدانها، لكن هناك نوع من الاطمئنان يلمس القلب، يحركه، يؤثر به، يجعلك تحتاجه دائمًا، لكنه غير زائل، فما أجمل التمسك به

طرق باب غرفتها فضولًا، لينتظر قليلًا لتفتح له بعد ثواني
"أردت أن اسألكِ، هل ضايقكِ السائق أم لا حتى أبدله لكِ؟"
قالها آدم متوترًا لترنيم التي وقفت تنظر له تنتظر أن يخبرها ماذا يريد، لترفع هي حاجبها متعجبة

"حقًا! جئت تسألني إن أعجبتني خدمة السائق! أنت!، أعجبتني نعم وشكرًا لتخصيصك سائقًا لي"
قالتها ترنيم وهي في قمة اندهاشها، هل هذا من صرخ بها البارحة، أم هذا من تشاجرت معه صباحًا! لم تعد تعرفه

همّ آدم بالرحيل وهي بإغلاق الباب، حتى هرول ناحيتها مرة أخرة يمنعها من إغلاقه...
"في الحقيقة لم أطرق الباب لهذا، كنت أريد أن اسأل عن شيء أخر، أثناء مروري من هنا سمعتكِ تتحدثين ببعض الكلمات التي لم أفهمهما وساورني الفضول لمعرفتها لأنها أعجبتني، أنا لم أكن اتجسس صدقيني لقد سمعت بالخطأ"
قالها آدم وهو يحك مؤخرة رأسه متوترًا وهو يبرر

"أنه كتابنا المقدس الخاص بديننا كنت اقرأ منه، كالتوارة والإنجيل"
قالتها ترنيم موضحة باختصار سريع

"هل..هل يمكن أن نجلس بالأسفل وتحدثيني عنه قليلًا، لقد انتابني الفضول؟"
قالها آدم غير ناظرًا لها

"أوافيك بالأسفل آدم"
قالتها مبتسمة وهو مازال واقفًا غير كامل الاستيعاب لكلامها وكانت قد أغلقت الباب، هل هو من لم يفهمها..أم أصبحت هي الغامضة، تسائل بداخله

جلس بالأسفل ينتظرها وثم لمحها وهي تهبط السلم، ربما لأول مرة يلاحظها بدقة..جمالها الطبيعي، حشمتها، أدبها، بشاشتها، كل تلك الأشياء المعنوية التي تجسدت بها لتكون مادية وذات جمال خلاق، كيف لم يلاحظ كل هذا بها من قبل..عاتب نفسه

جلست على مقعد أخر قريبًا منه..
"إذًا هل يمكنكِ إخباري ما سمعته؟"
قالها عندما لاحظ صمتها فقرر هو كسره

"كنت اقرأ أية من القرآن تقول {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}"
قالتها ترنيم بلغتها الأم ثم ترجمتها له بمعانٍ ربما دخلت إلى قلبه..كلمة ساذجة، لأنها اخترقته اختراقًا، كما يخترق السيف البدن

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin