33 : محظوظ

92.5K 4K 569
                                    

لحقها على المطبخ وجلس على المقعد وهو ينظر لها ثم قال :

- اتعلمين أنني كل يوم اكره ان آتي لهذا المنزل ولكن اليوم ركضت أليه لأن هناك سبب وهو وجودك .

ابتسمت له ثم قالت :

- كلامك جميل جداً ... وانا لا اعرف كيف أرد على الكلام الجميل للاسف .

نهض مبتسماً نحوها وعرض عليها مساعدته ولكنها رفضت قائلة :

- اذهب وارتدي ملابس دافئة وأرح قدميك من البرد بسبب الثلوج .

قبل يدها ثم خرج يدفئ جسده من الثلوج .

شعرت بألم في قلبها هل كان طوال هذه السنوات يتناول فقط الوجبات السريعة ..

بقت تحاول الأكثار من أصناف الطعام ووضع أي شيء تراه صحياً ... كانت تقطع الخضراوات بانسجام وهي تفكر كيف تحل أمور الأعمال التي تراكمت عليها بكثرة ... شعرت بيدين تعانقان خصرها من الوراء ورأسه عند رقبتها توقفت تلقائياً وأدارت جسدها لتصبح مقابله ..

- ماذا تفعل ؟

- انتهز فرصة وجودك .

وضعت شريحة الخبار في فمه وقالت مطوقة رقبته بيديها :

- ولكنك ستمل كثيراً بعد ان نعيش في نفس المنزل .

- أتوق شوقاً لذلك اليوم الذي أشاركك فيه بيتي و كل شيء ... ولكن بالطبع سأمل تخيلي حياتي مملة معك لأنني اصبحت عجوزاً ولا تطعميني الخيار .

قهقهت عليه قائلة :

- حسنا سيد عجوز ضع الصحون على الطاولة وانا سأنهي السلطة سريعاً .

اخذ يشتم رائحة الطعام ويقول :

- لو أعلم ان طبخك ستكون رائحته هكذا كنت خطفتك منذ الولادة .

ضحكت فهو سعيد جداً اليوم وهذا واضح عليه وأجمل ما في كل هذا أنها هي السبب ... ربما كان خائف من أن يظهر لها كم يحبها حين لم تعترف له .

لم يكن مخطئاً .

القاعدة ( ) : لا تظهر لأحد كل حبك واهتمامك به كله ... حتى حين يكسرك لا يكون قد أفتخر بألمك ويتكبر عليك .

كانت تتناول معه الطعام بانسجام قال مقاطعاً انسجامها :

- من هي تلك الطفلة التي كنتِ تسألين عنها صباحاً ؟

- أي طفلة ؟

- عندما استيقظتي طلبتي مني ان اعطيكِ إياها .

شهقت ثم قالت :

- هل طلبتها فعلاً ؟ أمير عندما قالت امي انني مجنونة لم تكذب !

- لماذا ؟

- لقد كان حلماً ... اسفة ولكن ستتحمل سخافاتي وحالات عقلي الغريبة هذه .

المتملك و القوية Where stories live. Discover now