المتملك و القوية

19 : عائلة أمير

نظر الجميع للجدة متفاجئ فهي منذ دخوله لم تتكلم فقط تنظر له ... سألها زوجها بغضب :

- ولما الآن تعارضين زوجك وابنتك من أجل هذا ؟

نظرت الجدة إلى أمير وقالت :
- لأنني أعلم كثيراً أن الرجولة بالأخلاق الحسنة ..... و أمير رجلٌ تستحقه نور .

نهضت هناء وقالت :
- عائلة متخلفة .

قالت نور بسخرية :
- تركنا التخلف لكي .

صرخت جدتها :
- لا يعني أنني في صفك يعني ان تقللي أدبك ... هذه عمتك .

ردت نور بغضب :
- لم يسألني أحد منكم ماذا أريد ... حتى انتَ يا والدي صمت أمامهم ... اعتقد لو ان امير لم يخطبني كنت ستزوجني لتحسين .

وتوجهت لغرفتها بغضب كبير ... نهض رأفت يلحقها بينما جميلة قالت بحرج :

- هل تشربون شيئاً ؟

اتفق الجميع على قهوة ثم قالت الجدة وهي تقرب أمير منها متكلمة على انفراد .

- لقد رأيت الكثير ممن يثبت قوته بالضرب والغضب والشتم وابسط مثال الأعداء عندما يحتلون الأرض يثبتون قوتهم بالسلاح و العنف والاغتصاب ووو

لكن من هو قوي ... قوي بأخلاقه ... من يحترمه الجميع هو القوي ليس من يخافون منه ... على الاقل عندما يخافون منك يخافون لأنك على صواب لا لأنك على خطأ وتقتل على الهفوة وعدم الهفوة .

- لكن ...

قاطعته قائلة :
- انا صديقتي مالكة الميتم ... رأيتك تقدم للأطفال الألعاب وساعدت طفلاً اسمه وليد حتى اصبح يناديك بأبي ... لقد كنت اتسائل عن سبب منحك هذا الحب والاهتمام للايتام فاخبرتني صديقتي بكل حياتك فنحن كبار السن لا يوجد لنا عمل سوى التكلم ... حفظت ملامحك يومها لذلك عندما رأيتك اليوم فرحت كثيراً وصعقت في البداية ... لم أقل أمامهم لأنني أعلم انك لا تحب ان ينتشر هذا .

( ان عملت خير لا تشهره )

ثم اكملت وهي تمسك بيده :

- من قدم العون لأطفال غرباء بدون مقابل استطيع ان أؤمن على حفيدتي نور بين يديه .

ابتسم على كلامها ولطفها ثم قبل يدها احترماً لها وأعلن نيته عن المغادرة متعباً ...

في صباح اليوم التالي ...

كان في شركته يجلس على مقعده بشرود ... اصيب بالعدوى من حبيبته ... كان يدور بالمقعد ببطء شديد يعكس الدوامة بداخله ...

كتب ذلك الرقم على الهاتف ثم اتصل به .

رد عمه ...

- من معي ؟

- انا أمير ابن جلال اخاك ... اتصلت بك لأدعوك انت واعمامي وعماتي وجدي وجدتي لحفلة خطوبتي السبت المقبل ... أبلغهم سلامي ... وسأرسل لك العنوان وكل شيء تحتاجونه .