كان تلفون الصاله يدق ومحد شله...رد يدق ويدق..طول في دقه..وانفتح باب الحجره وطلع احمد منه بسرعه وسلامه وراه..وقفوا عند التلفون ورد عليه احمد اللي انعفست ملامحه على طول..
احمد عاقد حياته: انت متأكد؟..شو اسمها؟؟ ياخي يمكن مغلط...زين شو اسم ابوها..
سلامه كانت مستغربه اكيد حد صار عليه شي..قلبها يدق بسرعه..ما حست الا بالشرر يتطاير من عيون احمد ويطالعها بكل حقد..وناولها السماعه..
سلامه بخوف: منو؟
احمد مغطي على السماعه ومبتسم بسخريه:هه ما تعرفين منو؟
سلامه استغربت: اشدراني منو؟
احمد: ارمسي وبتعرفين..
اول ما تكلمت سلامه ياها الصوت البارد اللي برد ضلوعها ...جدد ماضي هي بحاجه انها تنساه..وقرب احمد منها واشر لها تكون عاديه وفج سبيكر عشان يسمع كل شي...
بس سلامه تمت مبهته حتى الحرف مب راضي يطلع من ثمها..يعني محسوده حتى على السعاده اللي نالتها بالحلال...يعني شمعنى انا من بد الناس اتعذب وينكسر خاطري وما شوف يوم حلو..
عبدالرحمن: ليش ساكته؟ هذا ريلج؟
سلامه ما حست الا بدموعها بحر غزير..وهي تشوف الماضي يتجدد..والجرح اللي اندمل مسرع ما انفتح ومسرع ما اسودت الايام في عيونها..يالله يالدنيا..قبل فتره ابوي يرضى علي واليوم يرد لي هذا...يعني بالله شو يبغي مني عقب هالايام اللي طافت كلها..
احمد سحب السماعه وصكر في ويه عبدالرحمن وتم يطالعها بأسف وهو شوي ويكفخها..
احمد يهز راسه بأسف: للحين مب متصور انه كان ممكن يكون لج ماضي..ليش يا سلامه ليش..؟
بس دموع سلامه كانت كفيله انها تخليها تم ساكته بدون رد..وين تروم ترمس عقب اللي سمعه ريلها وعرفه..
سلامه بصوت مخنوق: احمد والله ما رمسته ولا اعرفه..
احم مغمض عيونه بقهر: بس بس قطعيها الرمسه..الحين بس عرفت ابوج ليش غصب علي اخذج قبل تكملين الثانويه..الحين بس حس احمد الغبي بألاعيبج..
دفنت سلامه ويهها بكفوفها وانفجرت تصيح..ليش يا ربي ليش؟؟ ما انفجرت تصيح الا وحست حد يلوي عليها ويهديها عقب اللي استوى لها..بس من اللي ممكن يحن عليها بعد اللي صار...شو تبغي من محبة الناس اذا خسرت احمد..احمد حبيبها وعمرها..احمد اللي عرفت الحب وياه..تخســره..!! هذا اللي ابد ما حسبت حسابه...احمد بالذات..
لفت ويهها وهي تتنفس بسرعه وتشوف حد لاوي عليها بقوه..ريحة العطر مميزه وتعرفها عدل..والحنان المتدفق فاهمتنه زين...
احمد بكل حب: شو فيج حياتي؟ شو مستوي بج؟
سلامه فجت عيونها رغم التعب...
احمد عاقد حياته: شكلج كنتي تحلمين..تعوذي بالله من الشيطان..
سلامه اللي ارتاحت بس قلبها تم يدق بسرعه..ياااه كان كابوس فضيع..غمضت عيونها ودفنت ويهها في حضنه...الحمدلله كان حلم الحمدلله يا ربي..
احمد: شو شفتي في حلمج.؟
سلامه: ماشي خلاص انسى..والله كابوس موتني من الرعب..
احمد: كنتي تهاذين..
سلامه خافت: شو كنت اقول؟
احمد: امم مادري بس شكلج كنتي حزينه وخايفه..
ونش من مكانه وسار يبطل ثلاجتهم وياب لها كوب ماي تشربه وتسترخي..
سلامه: كم الساعه الحين...؟
احمد: الساعه 9:30 الصبح..بتنشين ولا نرد نرقد..؟
سلامه: لا انا وايد تعبانه..ارجوك احمد ابغي اسير العياده..
احمد: اكيد حبيبتي..دقايق انتي خلج هني وانا بييب لج عباتج وشيلتج..
ابتسمت سلامه: لا لا شو تباني اسير جي وانا معيفه من الرقاد خلني اتسبح شوي واغير وبييك الحين..
احمد يضحك: فديتج يا عمري والله انتي اصلا ورده عبيرها ما يخلص..
سلامه بطرف عينها: ايوه اعترف منو ورده اللي بحياتك يالله قول..
احمد: وايدات يالله قومي..
سلامه تنش بصعوبه: اوكي خلاص..
دخلت سلامه الحمام واحمد طلع الحمام الثاني برا وردت تلبس وتسفر وشافها يالسه تسحي شعرها وتلبس جلابيتها الهاديه العاديه وايد..حليلها سلامي..
احمد يمسك ايدها بدلع: يالله حبيبي بسرعه يمكن تكونين حامل..
سلامه ماتدري ليش زعلت من كلامه وما ردت عليه..يعني هو يترياني احمل..مافيه صبر..عنبو ما كملنا خمس شهور..وين احمل من الحين..بصراحه ان شاء الله ما كون حامل..مافيه حد ياخذ من وقت احمد شوي على حسابي...
ما ردت عليه وخلصت لبسها وطلعت وياه برا..
احمد يفتح لها باب السياره: بشو تفكرين؟
سلامه انتبهت: ولاشي..
طلعوا على طول وساروا العياده العامه القريبه من المستشفى المركزي..دخلت على الممرضه واحمد يلس يترياها برا..شوي طولت...وهو تم يتريا برا يقرا الملصقات اللي ملصقه على اليدار..وانفتح باب الحجره وسلامه ما كانت متغشيه...بس شاف شي في عيونها صدمه وزلزله...تصيح ..!! ليش تصيح...؟؟ الا الحرمه انفجرت صياح..!!!
احمد: سلامي شو فيج؟
سلامه تصيح وبعدت عنه شوي وهي مضايجه..وطلعت الممرضه وهي عاقده حياتها..وتطالعهم باستغراب..قلب احمد كان يرجف وما كان يبغي يحط أي احتمالات لدموع سلامه..ويشوف بعيون الممرضه دهشه غلبت على استفساره..
احمد مسك ايدها: سلامي شو فيج؟
سلامه: لا تكلمني ارجوك ..بس خلاص يكفيني اللي فيني..
احمد مصعوق: دكتوره شو فيها؟
الممرضه بضيج: معندهاش مخ؟
احمد استغرب شوي ويكفخها: افا ...!! كيف حرمتي ما فيها مخ؟
ضحكت سلامه رغم صياحها...احمد ما يووز عن خباله..
الممرضه: في حد بيزعل من نعمة ربنا...ياباش مهندس الف مبروك..الست هانم بتتدلع ..الناس بتزغرد من الفرح وحضرة جنابها بتعيط...قال ايه..مش عاوز اخلف دلوأتي..
احمد للحين ما ستوعب شي ما يمع من هذربة الممرضه المصريه اللي عطته كاش بالويه..ياخي هالحرمه ما تراعي مشاعري..ودقات قلبي..ياااااه وينه قلبي..!! شكله طار وما بيرد..
احمد وهو يغمض عيونه ويفجها مصدوم: ممكن تعيدين شوي؟ مب جنج قلتي حامل..ولا انا سامع غلط..؟
الممرضه: يا نهار اسود منيل...مالكم النهارده..في حد يزعل من نعمة ربنا؟
احمد هني فصخ الحيا وودره عنه..ونسى انه في العياده..وربع صوب سلامه يلوي عليها..وهي مفتشله..مسود الويه شو يسوي...الممرضه ماتت عليه من الضحك..
احمد: حياتي انتي..فديتج والله احبج احبج احبج..ياالله يا سلامي الحين تصيحين عشان بيكون عندنا كيوت بيبي شراتج...افا ما تبين نييب عيال..
سلامه بطرف عينها: انت شعليك استانس..محد بيشله الا انا ومحد بيتعب الا انا..واخر شي محد بينسونها الا انا...
احمد بحب كبير: يااااه يا سلامه ما تتخيلين شو ممكن اسويبج لو قلتي مره ثانيه ما تبين عيال..والله لو ايييب عشرين ولد واربعين بنت..ما يتغير غلاج...لو اغدي شيبه بلا ضروس ويفروني عيالي دار المسنين بتمي احبج احبج..
سلامه: قصورهم بعد يفرونك هناك..
احمد يمسك ايدها ويمشون مع بعض طالعين من العياده: ترا بسحبج فطرفي وبنعيش حتى في الدار لرواحنا..
سلامه تمسح دموعها: الحين انت صدق مستانس.؟
احمد متشقق: والله لو في صدري فتحه جان طار قلبي وما رد خير شر..هذا ان ما سوا ثقب ثاني في الغلاف الجوي..
سلامه تبتسم وتحط ايدها على بطنها: مسود الويه يبغي يشاركني في اول سنه لي مع ريلي...
احمد يفتح باب السياره ويرفع عباتها مبزنها على الاخر..وركب جدام وبدا يسوق بهدوء فضيع..
سلامه: ايييه شو فيك...؟ على جي ما بنوصل قبل سنه البيت..
احمد: اووص ولا كلمه...لازم ام سعيد تتدلع اخر دلع...
سلامه: لا والله شو سعيد مب عايبني..انا ابغيه راشد..ليش يعني بأسم ابوك...ماريد..
احمد: اسكتي لا تنفعلين يمكن يطلع الولد عصبي..بسميه سعيد غصبا عنج..
سلامه برطمت: والله مازقره غير راشد...
احمد: بتعقدين الولد وما بيدري شو اسمه...بعدين لا تزعلين ان شاء الله يكونون توم راشد وسعيد..
سلامه خزته بنظره مسكته: الله يخليك اسكت..اثنين..انا يالله يالله متحمله فكرت واحد تبغيهم اثنين حشا لا ما بغيتني اعيش انا..
احمد يبتسم: بيكون سعود العيناوي..فديته وبوديه معاي يشجع العين يالله يا سعيد متى تكبر..
عصبت سلامه: والله بيطلع وحداوي ان شاء الله..كيفك هو تطلع ولدي عيناوي..
احمد: اذا بنت بتكون وحداويه وان كان ولد بيكون عيناوي..
سلامه: والله هو ولدي وانا حملت فيه وكيفي شو مابغي بسوي به..
احمد انفجر ضحك عليها...وهي طالعته وضحكت..توهم حسوا بغباءهم يالسين يتضاربون على الولد وهم ما يدرون انه للحين في علم الغيب...وشوي وان احمد واقف حذال باتشي..
سلامه: وين وين؟
احمد: افا يا ام سعيد...ما تبينا نحتفل الليله؟
سلامه: رد حبيبي ماله داعي..خل عنك حركات نص كم..
احمد: مب مشكله ما عيبج نص كم بنفصل كم طويل..
سلامه: يا ثقالة دمك ..احمد ماله داعي..
بس احمد طنشها ونزل وياب لهم صينية باتشي..وردوا البيت وفتح لها الباب ومشاها لين الصاله...
احمد: اشلج؟
سلامه : لا شكرا الحمدلله عندي القدره امشي..
احمد مسكها بيشلها بس صرخت وفجها: عوذ بالله من هالحس..
سلامه: لا تشلني اخاف اطيح واموت انا والبيبي...
احمد: حياتي انتي يعل يومي قبل يومج انتي وهو...فديته سعيد..فديت عيونه وقلبه..
سلامه: حليلها وان طلعت بنت شو بنسميها؟
احمد: اممم اكيد سلامه..
سلامه تبطل باب الحجره وتعق عباتها وشيلتها: يا سلام عشان تحب سلامه وتتفداها وانا اقول منو وانت تقص علي وتقول انتي وانت اصلا تعني بنتك..
احمد يعق سفرته وعقاله ويحط الصينيه على الطاوله: تخسي الا هي تاخذ ذره من حبي لج..
سلامه متشققه بس تتدلع: زين بعد..
احمد: شو تبين تتريقين حياتي؟
سلامه: مفروض انا اسألك..ليش تسألني؟
احمد بطرف عينه: من اليوم ورايح ماشي مطبخ ماشي غسيل ماشي شغل بيت..من باجر بقدم لاقرب مكتب على شغاله...وبتصل في خليفه وبوافق على عرضه...اممم نحن كبرنا وبنصير عقب تسع شهور خمسه..لا لا شو خمسه..بنستوي سته..
سلامه: ليش منو السادس؟
احمد يتبسم: الخدامه الحلوه..
فرته سلامه بالمخده: خلاص روح عند البشكاره خلها تنفعك...
احمد نقع عليها من الضحك..ما قدر يمسك عمره وعفد عندها يتفداها..وهي بالمثل ما حست بعمرها الا تبتسم له....
سلامه: بنييب خدامه هنديه خسفه وسودا ما تشاهد وريحتها دهن عشان ما تلفت نظرك..
احمد يطالعها: افا وتشككين في ريلج لهالدرجه؟
سلامه تنش: احتياط محد يضمن عمره..كل شي معقول..
احمد برطم..
سلامه: لا تسويلي فيها شيخه بنت سيف كل محد رمسها برطمت ومدت البوز شبرين..
احمد تذكر شيخه..افا يا احمد كيف نسيتها: شيخه فديتها من متى ما يبناها..
سلامه تغير ثوبها: حق شو تييبها حرام عليكم خلوها عند عمتي ما بقى لها الا هالبنت..ما تمنت شي وصار يا احمد يوم ليلى بتعرس انت تيمل وخذ شيخه في شهر عسلها..الحين عاد عمتي حزينه ربيعتها من صوب وظروفها من صوب..لا تاخذون شيخه اذا تبغي تشوفها روح بيت اهلي وزورها..
احمد ما عرف شو يرد على سلامه..بس شكله اقتنع بوجهة نظرها..وطلب منها تطلع تبشر امه واخته بهالخبر السعيد وتخليه شوي بيتصل بخليفه يبلغه بموافقته انه يشتغل مسائي وياهم في الشركه...عسب يحسن ظروفه ومعيشتهم...
......................

سحابة صيفWhere stories live. Discover now