جزء 6

486 6 0
                                    


الساعه 12:30 كانت ليلى في حجرتها يالسه وعقب سارت حجرة عايشه اختها ويلست فيها...حست بكبت بتعب وضيج..حست محد في العالم كله فاهمنها..."ليش ابويه مات..!! وليش اختي عايشه عرست وراحت..ليش انا في البيت وحيده..وليش خويه سيف توفى وبنته شو ذنبها تعيش يتيمه العمر كله..انا مب معترضه يا ربي على قدرتك واللي كاتبنه في اقدارنا...بس سؤال في نفسي اللي ضعفت وعمري اللي بدا يمشي بدون هدف..ليش ما عرست للحين...ليش كل الاقدار ماشيه ضدي..باقي 4 سنين وكم شهر واوصل الثلاثين..."
نزلت دموعها بصمت وحراره..ما قدرت تتكلم...ودها تكلم حصه بس تدري به بيتهم ممزور ضيوف..دفنت ويهها في المخده....
"اختي عايشه ولهت عليج"...
حست ليلى عمرها تبى تصيح تطلع الكبت اللي يحرق حياتها..وحدتها تسبب لها تعب نفسي..تحس بعمرها ضايعه ما تلقى نفسها الا في عيون ناصر...ناصر اللي ربت وياه وشافت كل ايام الطفوله معاه..كان ناصر حياتها من يوم انولدت وشافت الدنيا، ناصر هو عيونها اللي تشوف بها..تذكرت يوم صغيره وتلعب معاه ويوم كبرت وصارت مراهقه وهي تموت عليه..ويوم تخرجت وبعدها تعشق الدنيا لان ناصر فيها..لين ما وصلت هالعمر وهي بعدها ما عرست للحين..وتذكرت اثنين خطبوها بس رفضتهم عشان ناصر..ناصر اللي تقنع عمرها انه لها لو شو ما صار..
اكثر شي يعذبها انها تدري انها حبه الاول والاخير تدري ان ناصر يموت فيها....بس ناصر عاقل ويدري ان ليلى بالنسبه له مثل خيوط الشمس تنور له حياته بس ما يروم ييودها ..ليلى بالنسبه له نجمه يناجيها لين الفير بس عمره ما يوصل لها...
تعبت ليلى وهي على هالحال تفكر فيه وتدري انه سراب ..بس عواطفها قامت تسيرها وحست عمرها ما تقدر توقف تفكير فيه..وصار هالشي من يوميات حياتها..وكيف ما تحبه وهالحب ربى في قلبها من الطفوله وتأكدت منه ونضج في قلبها من 12 سنه..
يلست تناجي نفسها بصمت...
"ناصر وينك..!! ليش الدنيا رخيصه..شو اللي اغلى من البني ادم..الحين صار الميراث وسوالف الفلوس هي اللي تفرق بين الناس...الله يرحمك يا بويه..لو تدري ان عمتي اللي هي اختك ما طبت بيتنا من يوم غاب حسك عن هالبيت..ليت الموت بالاختيار جان رجيت الله ياخذ روحي وانت تتم...بس بعد ما تهون عليه احرق لك قلبك...يكفي كيف حالتك ومرضك اللي مرضته عقب وفاة سوافي الله يرحمه.."
يلست ولوت على المخده وتربعت على الشبريه...وتنهدت بحراره تذوب لها اقسى القلوب...وبدون شعور كانن دموعها مفر لها من قسوة الايام..ويمكن شافت فيها تبريد لروحها المتعبه المثخنه بالجراح....
"ناصر لو ان ابويه وافق يوم خطبتني اول مره شو كان بيستوي حتى لو ما عرسنا ذاك الوقت...الله يسامحك يا بويه قلت اني صغيره...ما تدري ان الدنيا بتتغير وانك يوم بتموت بيفترقون هلك عشان ميراثك..وبيروح اللي حبه القلب وعشقته الروح...ليش يا بويه ما حسبت ان هالبنت اللي كانت صغيره بتكبر..ما ادري يا بويه اذا رمستيه تعذبك بس من اشكي له..ربي اصبر علي والهمني الصبر ما عاد في باقي العمر روح..."
نشت من مكانها ويلست تطالع المنظره...ورفعت ايدها لشعرها وفتحته...وطاح من فوق لين اخر ظهرها...ويابته شوي جدام ويلست تطالعه...وابتسمت بألم...وجدام المنظره..
" باجر يختلط سوادك بالبياض.."
ردت لفته وبندت الليت ومشت دموعها وطلعت من الحجره..كان الممر مظلم بقدر ظلمة الحياة في نظرها...سارت بخطوات ثقيله لحجرتها تجر معاها هم ووجع السنين...ويلست على الكرسي وسحبت الدفتر والقلم وسجلت على صدر الزمن صرخة الم...
" آآآآآآآهٌ من غربة الروح ومن هيجان أوجاعي"
ووقفت وردت شخبطت على الجمله وقطعت الورقه...وكتبت من اول ويديد..

سحابة صيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن