جزء 46

377 4 0
                                    


خلص دوامه وطلع من المكتب ومر على حمدان..وشافه يالس للحين في مكتبه وشكله مطول ما بيسير..وفكر يروح عنه لكنه تراجع وقرر يشوف ولده ويتخبره جان بيطول ولا على طول بيظهر..ولا شو سالفته بالضبط...
راشد: حمدان..!!
انتبه حمدان اللي كان منكب على اوراقه يعابلهن: يا عونك..
راشد: عانك الله...ما بتطلع؟
حمدان: لا والله باقي لي كم شغله ابغي اخلصهن..تامرني بشي؟
راشد: لا ابدا..بس بغيت اتخبرك متى بتظهر..
حمدان: انت ساير البيت..
راشد: مصدع وراسي يعورني بسير ارقد مب قادر ايلس اكثر من جي..
حمدان: ما تشوف شر ابويه..تبغيني اوصلك؟
راشد ابتسم: لا مب مشكله اقدر اسوق للبيت..
حمدان: الله وياك..
وطلع راشد..وركب سيارته وفي الدرب وهو راد البيت اللي ما كان بعيد وايد عن الشركه...كان صدق مصدع ومب قادر يشوف شي حواليه..يسوق بلا حاسيه..عيونه يحس بذبذبه فيها..وضباب جدامه..وكم مره مال بالسياره وهو يسوق...خلاص يحس ما يقدر يمشي بالسياره اكثر من جي..وكل اللي يقدر عليه ان يوقف الحين على ينب..
خذ نفس عميق وتنهد..وحس احساس كل انسان يوم تثقل المشاكل والهموم عاتقه..مرت على باله الذكريات..ويت الصوره اللي مب راضيه تخوز عن تفكيره..مرت سنينها وعمرها ولحظات حياتها بسرعه خاطفه جدام عيونه..اللحظه الحين تفرض نفسها فرض على راشد..غمض عيونه مستسلم وهو يتذكرها بحذافيرها..
بو راشد: طلعهم يا راشد طلعهم..ابغيك بكلمتين..
راشد: ان شاء الله ابويه..
طلع راشد كل الناس اللي متيمعين في ميلس ابوه وهم قرايبه اللي قراب منه عمومتهم وبيت بو خليفه وريل عمته وعيالها وخواله واهلهم الباجين..هالوقت كان بو راشد يحس بالموت ويحس ان روحه بتسلم نفسها لباريها...طلب من ولد الكبير راشد يطلع الناس يبغي يوصيه على اهله واللي له واللي عليه...طلعو من الميلس وربع راشد بسرعه ييلس حذال ابوه اللي ممدد على طرف في الميلس والناس يايه تخفف عنه وتشوف حاله...
بو راشد بصوت متقطع:ما وصيك على امك وخواتك يا راشد..عليك بالسنع والمريله..
راشد بحزن: لا تقول هالكلام يا بويه الله بيطول بعمرك ان شاء الله وما عليك من حد..
بو راشد بألم: ما وصيك على امك وليلى تراهن بذمتك ليوم الدين..ما وصيك يا راشد..امك وليلى، امك وليلى..
راشد قهرته دمعه وطلعت من مكانها: لا يا بويه استهدي بالله وخل ثقتك فيه كبيره والله بيقومك بالسلامه..
بو راشد وصوته يختنق اكثر: بنت سيف تراها بذمتكم انت ومبارك...يتيمه يا راشد..يتيمه خافوا الله فيها..وقسم ابوها حولوا بيزاته لحسابها في البنك...
راشد مخنوق ويتنهد بحراره ويشد على ايد ابوه اللي رسم عليها الزمن خريطة عمر مضى وراح..وسلم بو راشد الروح وولد يالس حذاله..ما قدر يسوي شي الا انه ينكب على صدره يصيحه..يصيح سنده والعون..يصيح ابوه اللي رباه وكبره..وخلى له اسم يضج هيبه من يطرونه..
انتبه راشد انه في سيارته وشكلها غفوه صغيره خذته وعوره قلبه على نفسه..للحين تمر مواقف في حياتنا مهما كبرنا وحاولنا ننسى تظل فينا طفوله دفينه ما تقدر أي قوه في الزمن تنال منها..تظل فينا طفوله وحنين للماضي وشوق للاهل وللي غابوا..أي مشاغل واي حياه سريعه ما تقدر تنسينا اياها...
حس بالصداع يزيد وايقن انه في حاجه للراحه وقرر يرد البيت ويخلي ليلى تسوي له العشا او خلود ومن عقبها يرقد لين باجر ويرتاح...
في الدرب ما يدري ليش وبقدرة قادر خطرت على باله هالانسانه..رغم انه نادر ما يفكر فيها ونادر ما تيي على باله..بس حن لها..ما ينكر انه للحين يحبها..اصلا عمره ما كرهها..واللي كرهه فيها هو تصرفها..اسلوبها..وتربيتها اللي ضاعت في لحظات طيش ما فكرت شو عواقبها...صح اهملها وما وهبها اللي مفروض تعيشه من حب..ودورت للحب في مكان قذر..بس مب معناة هالشي انها ما تميز الصح من الغلط..انقهر وهو يتذكر تفاصيل اخر مكالمه كانت بينهم على التلفون...
سلامه من داخل الحجره: انزين شو فيها الا هو دور ثاني عادي تقدر تنجح...مب نهاية العالم..
سلامه: انزين اقولك عندي فكره شو رايك تمر بيتنا وانا بحط لك الكتب في الزراعه وخذهن ادرس منهن....
وتسكت بس ترد تكمل: لا عادي بشوف لك يوم محد يكون في البيت او احسن شي في الليل يوم الكل يرقدون بنزلهن لك..
حس بضيج راشد وهو يتذكر اشياء يحاول يطردها من خياله بس مب قادر ابدا انه يبعدها..يحس بكآبه وتعب نفسي..تذكر انه للحين من يوم عرست بنته بحياته ما مر على ام احمد يسلم عليها...هذي في الاول ام حرمة اخوي ومن واجبي اسير عليها بين فتره وفتره..وثاني شي ولدها نسيبي مفروض اني على الاقل اطمن عليها واشوف بنتي من خلالها كيف عايشه..
ابتسم وهو يمسك تلفونه وقرر يتصل بأحمد...
احمد: مرحبا مليوون هلا عمي ..
راشد: المرحب باجي..شحالك يا بو شهاب ان شاء الله مرتاح؟
احمد: الله يسلمك يا عمي ما نشكي باس..شحالك انت؟
راشد: بخير الله يسلمك هاه شو سويت في عرض خليفه؟
احمد: والله للحين بشوف وبشاور الاهل وان شاء الله لنا راي ثاني..
راشد: الله يوفقك يا ولدي ان شاء الله..امم في البيت انت؟
احمد مبتسم: هيه والله..ماشي شغله يالسين نطالع مباريات الدوري..
ضحك راشد: متابع ما شاء الله..
احمد مبتسم: عاد يا عمي لا تتخبرني أي نادي اشجع..بصراحه ماحب النقاشات الحاده..وانا اعرفك قبل اخطب من عندكم واعرف انكم متعصبين فخلنا حلوين بدون اسئله..
مات راشد من الضحك على نسيبه اللي زاغ من مشادته بالرمسه: زين يوم انك تعرف اني متعصب انا والقوم عندي..ان شاء الله ما تختلف مع بنتي بس..
احمد: لا تخبر يا عمي..حرب حرب طاحنه..بس غاسلين لها مخها..
ضحك راشد:اسكت عنها خلها تشجع اللي تبغي..
احمد مبتسم: ما قلت لها شي مخلنها على هواها..الا وين انت الحين؟
راشد: هني الا صوبكم ..والله اتصلت قلت بخطف اسلم على الوالده..
احمد: فيك الخير والله..هي بعد تنشدني عنكم..
راشد: ادري مقصر في حقها بس والله الضغط مب مخلنا نشتغل على راحتنا..
احمد: خلاص يا عمي اترياك في الميلس ان شاء الله..
راشد ابتسم: خلاص انا عندكم الحين..انزل فج الباب...
احمد: ان شاء الله..
بند احمد عن راشد وسار يشوف الميلس اذا مرتب ولا لاء...واول ما دخل فج الدرايش وشم ريحة البخور وشاف كل شي مرتب مكانه..امم فديتها سلامي مرتبه الدنيا..حياتي ما تنسى شي..وهو يرمس عمره سمع هرن سيارة عمه برا وربع صوب الباب بيفتحه..لكن عمه كان اسرع منه ونزل من موتره قبل يفج احمد الباب كله عشان تدخل سيارته البيت...وايهه وقربه ميلس الرياييل..ويلس وياه شوي يسولفون لين ما طلب منه راشد يزقر امه...
راشد: سير ابويه ازقر امك بسلم عليها..
احمد متردد: عمي انت مب غريب..ادخل البيت هي ما تقدر تيي لين هني..
راشد: سولي درب زين..
احمد: لا عادي ميلس الحريم بابه على برا لا تحاتي..
ونش راشد ويا احمد ويلسه في ميلس الحريم لين ما يزقرون ام احمد..اللي دخل عليها احمد وهي تطالع التلفزيون بروحها في الصاله..
احمد: فديت اللي قاعدين لرواحهم..شو تسوين يالغلا؟
ام احمد: ماشي الا اطالع هالتلفزيون..
احمد مبتسم: يالله الغاليه عدلي وقايتج بحدرج ميلس الحريم بو حمدان يبغي يسلم عليج..
ابتسمت ام احمد: ويه فديت هالطاري انا..من متى ما يانا ولد ناصر..حيبه حيبه وين الفواله والقهوه ما تأمر على حرمتك ولا اختك يسونها..
احمد: الحين بوصلج الميلس وساير لهن البقر هاييل وين منخشات..؟
ام احمد: ما شفتهن والله من يوم اذن المغرب..
احمد: اوكي انا بسير وياج الحين وعقب بيي لهن..
دخل احمد امه ميلس الحريم عند راشد عشان يسلم على ام احمد وييلس وياها شوي..ويلس وياهم احمد وتموا يسولفون...
راشد: اسمحيلنا يا ام احمد مقصرين في حقكم..
ام احمد: معذور يا ولدي والله حاسه بكم كل حد لاهي بشغله..
راشد: شحالكم وشحالها سلامه؟
ام احمد: والله بخير الحمدلله نعم ما ربيت يا راشد..
راشد اللي ارتاح: الحمدلله على كل حال..
ام احمد: الا بنتك مادري شفيها ضايجه صار لها فتره بغينا نوديها الدختر مب طايعه..رمسها خافها تطيع لك..
راشد عوره قلبه: ليش شو فيها؟
احمد: مادري يا عمي وسبق وقلت لك في عرس حمد وبنت مبارك ان سلامه شي بلاها بس مب راضيه ترمس..
ام احمد: والله اني خايفه عليها..
راشد حس بنغزه في ينبه وتذكر الموقف الاخير وياها بس ما حب يطول الموضوع فالتزم الصمت احسن حل..
احمد: هي تدري ان ابوها هني؟
ام احمد: نش جدمني داخل بسير ازقرها ..
راشد ما طلب منهم ييبونها..ليش يبون يحرجونه ويخلونه يرمسها..هو ما يبغي ليش الاحراج..الحين من طلب منكم تزقرونها..لا اله الا الله انا روحي مصدع ماريد اتعب عمري زود..احس بعمري ظالمها وظالم نفسي..وما تهون علي..بس شو بسوي لها الحين..

سحابة صيفWhere stories live. Discover now