جزء 22

394 5 0
                                    

  ضرب راس عفرا على الارضيه بقوه وشهقت ام خليفه ونش ذياب بسرعه وشل بنت اخوه وحطها على ريوله والبشكاره راحت المطبخ ركض تييب ماي..وحمده دخلت الصاله تصيح وهي تشوف البيت انجلب مناحه والكل يصيح...
ذياب: شو اسوي بها كيف بتنش..؟
حمده تصيح: اختي شو صار بها؟
ونشت ام خليفه لهم ويحاولون يوعونها بس ما نشت عفرا وسارت حمده هي ووحده من البشاكير ركض بيت خليفه وخبرنه وهو ما صدقهن وسار البيت بسرعه يشوف بنته اللي ما طاعت تنش..وركبها على طول السياره ووصلها المستشفى اللي فيه بدريه الله يرحمها..
واول ما دخلوها على الدكتوره تمت تحاول فيها لين ما تبطلن عيونها بصعوبه...ودمع خليفه وهو يشوف بنته تنهار جدامه...
خليفه يمسح على شعرها:عفرا فديتج الحمدلله على السلامه..
عفرا وعيونها منترسه دموع: ابويه انت ما تجذب..صدق عمتي ماتت؟
خليفه:بنتي انتبهي لصحتج وان شاء الله خير..
عفرا: بدريه شي يعورها..وايد تعورت؟
خليفه ودموعه تطيح:والله انها مرتاحه راحه ما بعدها راحه..ادعيلها يا عفرا..
حطت عفرا كفوفها على ويهها وتمت تصيح..وفي قلبها...
"معقوله عمتي تموت..؟معقوله.!! صدق يعني ما بشوفها بعد اليوم.؟ يعني خلاص ابدياًًًً"
خليفه: عفرا لا تعذبين روحج كلنا ذايقين الموت..
عفرا تحاول تيلس: ابويه ابغي منك شي..
خليفه: تامرين امر يالغاليه..
عفرا وويهها خرسان دموع:خلني اشوفها ارجوك ارجوك لا تردني..
انتفض قلب خليفه..مستحيل ييب لبنته الهم ويخليها تشوفها..لو شو ما سوت..مستحيل لو شو ما صار يخليها تشوف عمتها اللي تحبها وهي ميته...يدري ببنته حساسه وفوق الاحساس عادي تموت لو شافتها وعادي تنجلط...
بس عفرا ما خلته في حاله لين ما خذها غرفة بدريه..وهناك شاف شي مستحيل يتصوره تفكيره وخانته في هالموقف رجولته وانصدم بعمره وهو يصيح من قلبه..وهو يشوف ولد عمه حمد حاط راسه على الشبريه وطايح على ركبه في الارض ويصيح مثل الياهل...وبو خليفه يالس على كرسي قريب منه...واول ما سمع حمد حس حد في الحجره رفع راسه..وشافهم ورد يعدل يلسته...وبو خليفه انصدم يوم شاف عفرا..وطالع خليفه بس خليفه اشر له ان ما عليه...
خليفه مد ايده لولد عمه بيشد على كتفه ويهون عليه مصيبته:عظم الله اجرك يا حمد..
حمد ويهه معتفس وهم الكون فيه: اجرنا واجركم..
بو خليفه: خبرت اللي في البيت...؟
خليفه: كلهم يدرون...
وبو خليفه صد يطالع عفرا اللي واقفه ماتسوي شي بس تطالعها وهي ممده على الشبريه ومغطينها بشرشف ابيض..ما عندها جرأه ترفعه ابداً..ونش لها خليفه ووقف حذالها..
خليفه: يالله نروح حبيبتي..
عفرا بصوت مخنوق: ابا اشوفها..
خليفه زاغ: لا ما يستوي بتخافين والله..
عفرا ودموعها تطيح:لا ما بخاف...ارجوك نظره اخيره..
وزقر خليفه حمد يشل عن اخته الشرشف وهو بيسير شوي بعيد لين ما تشوف عفرا عمتها..
حمد بحزن: بتخافين مب لازم..
عفرا تصيح: ارجوك ارفع بسرعه...
حمد رفع عنها الشرشف ودمعت عيونه ولف يطالع عمه وهو يمسح دموعه في غترته..وخليفه دمع وبو خليفه قلبه محترق على ولده يوم بيدري..
عفرا اول ما شافتها تمت صاخه دقيقه تطالع ويهها...ويت بتحط كفها على خدها بس ما قدرت..ورفعت ايد بدريه وحبتها وحطتها على ويهها...وبصوت مرتفع..
عفرا من بين العبرات والدموع: ليش تروحين.؟ ليش انتي تروحين ليش؟ اشمعنى انتي يعني..؟
ولفت تطالع حمد بحقد ونظرات اتهام خلته يتنتفض مكانه...
خليفه زاغ على بنته وقرب منها يسحبها: يالله يا عفرا استغفري ربج..قولي استغفر الله..مب زينه هالرمسه اللي تقولينها..
طالعته عفرا بنظره بارده ولفت تطالع ويه حمد وويه يدها..وتشوف كل شي دبل..تحس عيونها ما تشوف وضباب جدامها..ما حست بعمرها من بين ايدين ابوها وانسابت بسهوله غشيانه مره ثانيه...
بو خليفه حرج على خليفه ليش يايبنها المستشفى ما يدري شو سالفتها هي الثانيه ولا هم ناقصين هم ثاني..ووصلها للمرضات يشوفن شو فيها ويتابعنها....
..................
في الدرب لين بوظبي كان عبدالله يرتجف من الخوف بس مول ما حط في باله انها تموت يعني تخيلها وهي متعوره والجبس مغطي ايدينها...ودق على رقمها وهو مسرع يسابق نفسه والزمن..بس لقاه مغلق واتصل على حمد ولقاه مغلق بعد..وقرر يتصل بأبوه...بس بو خليفه يوم شاف رقمه ما رد عليه...
كان متوتر ويحس بشي غريب في نفسه...ويتمنى كل شي يعدي على خير...واول ما وصل المستشفى اتصل بأبوه...ورد بو خليفه..
عبدالله: ابويه الله يهداك حرقت قلبي وينك من الصبح ادق وما ترد..
بو خليفه احترق قلبه اكثر: انت وين الحين؟
عبدالله: تحت انت وينكم كم رقم حجرة بدريه ان شاء الله الاصابات مب خطيره..
بو خليفه خلاص يحس عمره يموت كلما رمس عبدالله: لا خير ان شاء الله الحين اخوك يايينك..
ونزل خليفه وحمد نزل وياه تحت عسب يوصلون عبدالله الحجره...عبدالله اول ماشاف حمد ارتاح وهدت نفسه ولوى عليه وحبه..
عبدالله: ما تشوف شر ولد عمي خطاك السو..طهور ان شاء الله...
حمد منزل راسه: الشر ماييك...
خليفه: لا ماعليك منه حمد ان شاء الله بخير..
عبدالله بلهفه: يالله يا ويلك جان استوى في بدريه شي بذبحك..يا ويلك ان شوهتها هي روحها ما تشاهد بعد تشوها انا بدور لي حرمه ثانيه...
كان عبدالله يستهبل يبى ينسي عمره ان شي جايد مستوي...
حمد سكت وما رد عليه وقلبه يتنافض..
خليفه بارتباك: اطلع فوق ويانا...
وطلعوا كلهم فوق ودخلوا الحجره وكان بو خليفه واقف عند الباب متسند بعصاه..ويوم شاف ولده عوره قلبه..وعبدالله تم يطالع يمين ويسار وينها وين بتكون...ولف يشوف ويه خليفه وحمد اللي كانوا يطالعون الارض...
بو خليفه وايه ولده وحط ايده على كتفه وشد عليها بقوه وبحنان فضيع:العمر لك يا بو حميد...
ابتسم عبدالله ببلاده ونزل ايد ابوه من علىكتفه..وسار للسرير وغمض عيونه..وتمنى للمره المليون تكون راقده وما نشت من تأثير البنج...رفع الشرشف وبعده مغمض ويوم بطل عيونه بشوي شوي..شهق..وضرب بكفه بقوه على يبهته....
عبدالله بصوت عالي: لاء..لاء...
حط ايده على ويهها وشل الشرشف كامل لين تحت صدرها..وشاف كل شي من التشوهات لمكان حدايد السياره والشارع كيف انغرست في صدرها..وشاف ويهها الصادق الحنون ومسحة الحب كلها فيه...بطل عيونه على الاخير وحط صبوعه على عيونها يبى يبطلهن...
صاح عبدالله: بدريه..ارجوج....
مسح على شعرها..وهو يصيح بحرقه مثل الياهل...
خليفه بخوف: استهدي بالله اخوي..
بو خليفه: خاف الله في نفسك يا ولدي..
لف لهم عبدالله بعصبيه وطالعهم بنظره حاقده...استغربوا منها كلهم ..كان ينقل نظراته بينهم من ابوه مرورا بحمد لين خليفه...
عبدالله بعصبيه وهو يصيح: برا..طلعوا برا..ماريد اشوفكم طلعوا برا...
طلعوا كلهم من عنده ومحد ممكن يلومه...اللي فقده مب شويه...
عبدالله مب مستوعب شي: شو يا بدريه..قولي والله خليتيني..حلفي بس...قولي كلمه وحده..انطقي..صدق ما بتردين..؟؟
ورد يصيح: الحين صدق ما بشوفج ابد...ما بتكونين وياي..حرام عليج والله حرام...(وتم يهز راسه بأسى)شو قلتي لي امس ونحن سايرين بوظبي...؟ مب قلتي لي والله ما اخليك العمر كله..افا يا بدريه تروحين واهون عليج اتم بروحي..
حبها على يبهتها وما رفع راسه وتم يصيح ودموعه بللت ويهها...ونزل راسه وبكى على صدرها لين ما بغت روحه تطلع..
تم يصيح وحس بشي في ويهه ويوم رفعه وتحسس بإيديه شاف شوية دم من صدرها على ويهه..وشهق وتم يصيح وما قدر ييود عمره وهو خلاص يحس بعمره منتهي...
عبدالله بهدوء: بدريه زين جي..كل يوم بتم بروحي...خلاص محد يحبني ومحد بيهتم فيني..خلاص يعني قررتي ما تردين..رحتي هناك ما تبين شي مني..هنت عليج تخليني بروحي..صدق الحين كل يوم برقد لروحي وانش لروحي..محد بيحن علي يبغي يسير بوظبي..صدق يا بدريه..خلاص افقد الامل..
كان يتكلم بهدوء فضيع ودموعه مخيسه ويهه وقلبه خلاص انكوى واحترق عليها...ودخل عليه الدكتور ويلس يهدي فيه..وقالهم متى وقت غسل الحرمه..وانه اكرم للميت دفنه عشان ترتاح نفسه..نش عبدالله وحبها على يبهتها ولوى عليها بقوه ويرها صوب صدره وهو قابضنها بقوه ويصيح وتخسيت كندورته شوي من الدم اللي فيها.. وعقبها نش وغطاها بالشرشف الابيض..ووقف يرمس الدكتور ويخبره عن باقي اجراءات المستشفى لين ما يي وقت الدفن..وطلب من الدكتور انه يتم عندها لين صلاة العصر وانه محتاج يقضي معاها اخر اللحظات قبل ما يودعها ابدياً....بس الدكتور طلب منه ما يطول بس يتم شوي ويظهر لانه مب زين وممنوع بعد..وتقبل عبدالله الامر..
.
.
كانت الساعه 1:30 طلع عبدالله وابوه وخليفه وولد عمه حمد وساروا بيت بو خليفه كلهم على اساس ان الدفن يكون الساعه 4:00 عقب صلاة العصر...
واول ماظهروا كانت عفرا وخليفه وبو خليفه في سياره وحمد في سيارته وعبدالله في سيارته سايرين البيت العود بيت بو خليفه...
يوم وصلوا كان الكل متيمعين في الصاله سمر وحصه وذياب وام خليفه وساره وحمده والبشاكير وكل حد...يوم دخلوا نشت ام خليفه تشوفهم وساره ركضت صوب بنتها اللي تمت تطالع الكل بحقد وكراهيه ونظره تعبانه اكثر...
ام خليفه تدور بعيونها على ولدها على عبدالله اللي طالعهم وطالع في ويووهم كلهم..وهو يقول في خاطره ليتكم كلكم متوا ولا راحت بدريه..كان كاره الكل هاللحظه وما يبى حد يعزيه ولا حد يشفق عليه..شافهم ووزع نظراته بينهم...كانوا زايغين عليه يوم شافوا كندورته مخيسه بالدم...
ام خليفه تصيح: عبدالله..
عبدالله بعصبيه وير كندورته يراويهم ويصيح: هاه شوفوا...هذا دمها..دمها...صدق ماتت..ماتت..مب دمي هذا يا ليته دمي ولا دمها..يا ليتني انا اللي رحت وهي اللي تمت...يا ليت..
ام خليفه تصيح بحرقه: عبدالله...
بس ما رد وسار الحجره اللي تحت دوم كان يوم يي يرقد فيها هو وبدريه...صك الباب بقوه..وقفله بالمفتاح..وعق غترته وعقاله..وغمض عيونه وتخيل لو يبطلهن ويشوفها يالسه ترتب ثيابهم وتحطها في الشنطه عشان يردون دبي...ودمعن عيونه وانسدح على الشبريه وتم يصيح بصمت بينه وبين نفسه..
"ردي والله ما أأذيج..خلاص ما بعق ثيابي يوم ارد من الدوام على الارض..خلاص والله كل ما تبين تسيرين بوظبي بوديج وعادي خل ابويه يقبضني شغله مب مشكله عشان تستانسين هني..(يبتسم بمراره)..ردي والله ما اسرع وانا اسوق وما بشوح بالسياره ولا بلعوزج ...خلاص والله يوم تطبخين ما بزيغج في المطبخ على غفله..انتي بس ردي ولج مني كلمة ريال اتغير واعقل وماعاد اضايقج مول..بس لا تخليني اتم لروحي وحيد.."
مسح دموعه وتنهد واستغفر ربه..وسار الحمام يتمسح ويلس يصلي وتم يصيح في صلاته..ويوم خلص يلس على السجاده..
"اغفر لها يارب..ارحمها برحمتك..ولا تعذبها يا ربي..كانت طيبه وما جرحت حد..وما شفت منها الا كل خير..يا رب والله اني راضي عليها دنيا واخره..ورجيتك يا رب لا تعذبني وقرب يوم لقاي فيها..يا رب"
ومسح بكفوفه على ويهه ورد ينسدح على الشبريه...
.................
الساعه 1:50 طلع ناصر من مكتبه ولا يدري شو صار في الدنيا الشركه فاضيه مافيها حد..مر على المكاتب اللي في الدور الثاني وشاف مكتب البنات مشرع على الاخر والكمبيوترات مفتوحه بس محد فيها...دخل مكتبهن وشاف مكان ليلى فاضي وحصه مكانها فاضي بعد...تم يطالع ويتلفت بعشوائيه وشاف ورقة دفتر على طاولة ليلى وشلها وشاف اول شي مكتوب فيها...
" خذ راحتك صبري على بعدك كبير...لا تنزعج مني ابد دنياك عاشرها وسير...لا تتعب افكارك معاي وانا مجرد ذكريات........"
ما كمل الباقي بس عوره قلبه وحط الورقه في الفايل اللي وياه وطلع...وهو نازل الاستقبال تحت...شاف الموظفين طالعين...
حبيب: بابا ناصر..
ناصر وهو ينزل الدري اللي جدام الباب الرئيسي:نعم..
حبيب:بابا حمد سوي حادث..
انفجع ناصر واستغرب من اللي سمعه وتنشد حبيب عن كل شي وخبره وعلى طول اتصل بحمد بس لقى تلفونه مغلق...ودق على شقته بس ما لقاه...وحاول يهدي عمره وان الموضوع كله سوء فهم او التباس على الهندي اللي ما يفهم شي وقرر يرد البيت والعصر ان شاء الله يمر على ناصر الشقه او البيت...ويتطمن علىالخبر اللي سمعه....
.
.
ردت ليلى البيت ويا دريول قوم حصه..ودخلت الصاله وشافت امها يالسه تشوف التلفزيون على قناة السعوديه وحاطين فتاوى وهي يالسه تتسمع وشيخه طايحه عندها تلعب في عرايسها...اول ما دخلت ليلى سلمت وويهها معتفس ونطت شيخه ..
شيخه تتعلق في ريولها: امي...
شلتها ليلى ويلست على الارض مجابل امها: شحالج امايه.؟
ام راشد: بخير فديتج بلاه ويهج جي؟
ليلى تبلع ريجها: امايه..بخبرج شي..
ام راشد خافت: شو؟
ليلى: عبدالله ولد عمتي عايشه..
ام راشد: شو بلاه؟
ليلى: حرمته توفت اليوم بحادث..
شهقت ام راشد: لا اله الا الله..انا لله وانا اليه راجعون..يا حرة فوادج يا ام خليفه..ولا ريلها واعليه عليه...
وصاحت ام راشد وليلى يلست تهدي فيها...
ام راشد: فديتها والله بنت ناس وعرب طيبه واهلها من خيرة خلق الله ...
ليلى بحزن: يالله يمه عاد هاللي صار ومحد بيرد قضاء الله...
ام راشد: عيل انا بسير لهم العصر...
ليلى: مب جنه وقت يمه بعدهم للحين ما دفنوها..
ام راشد تصيح:انا ما بسير الدفن وين تبين انتي انا قلت بسير عند ام خليفه واعليه عليها...
ليلى تنش: يا فرحه ما تمت..ما فرحت بطلعة ولدها ماتت حرمة الثاني..
شيخه تطالع يدتها: امي ليث ددوه تثيح..؟
ليلى: اسنانها تعورها..
وشلتها ليلى فوق وما تغدت طبعا اللي فيها مكفيها...ومسكت تلفونها واتصلت بعايشه...
عايشه: يا هلا والله بالقاطعين...
ليلى: اهلين شحالج عويش.؟
عايشه: بخير الحمدلله شحالج انتي...شو بلاه حسج.؟
ليلى: بخير مافينا شي...بس اقولج بغيت اخبرج ان حرمة عبدالله ولد عموه عايشه توفت ...يا ليت تضغطين على ريلج شوي وتردين بوظبي..
عايشه شهقت: لا حول ولا قوة الا بالله..
ليلى: عزا عاد ما يصير ما تكونين هني...خبريه لازم تردين بوظبي..
عايشه: هيه اكيد ما يبالها هذي لازم ارد...
ويلست ترمسها شوي وعقب استأذنت منها ليلى وخلتها بتحاول تحط راسها شوي وبترقد...
.
.
تحت في الصاله تمت ام راشد ضايجه وتصيح من قلبها على الحرمه المسكينه اللي توفت...ودخل راشد عليها وانصعق يوم شافها تصيح..وعقب ما خبرته انصدم ونش من مكانه يتصل بأخوه مبارك يخبره يرد بوظبي ضروري عسب العزا في بيت عمتهم عايشه....وطبعا راشد طلع من البيت هالحزه وسار للقصابين عسب الذبايح واتصل في بو خليفه اللي كان في همه وخبره ان العشا عليه في اول ليله من ليالي العزا.....
....................
في حجرة الضيوف صوب الميلس كان حمد منسدح ويصيح مثل الياهل ومبند على روحه الباب...وجسمه يرتعش من الضعف والالم...وخليفه وذياب كل شوي ييون عنده يحاولون فيه بس مب طايع يفج الباب...ولا راضي ياكل لقمه ولا يشرب شي...ورغم الهم اللي فيهم سارت له ام خليفه بكبرها..ودقت الباب بس ما بطله ويوم سمع حسها هي وعمه وياها بطل لهم الباب..وهو منزل راسه وعيونه وارمه صياح...
دخل بو خليفه وحرمته ويلسوا عنده..
ام خليفه وعيونها منترسه دموع: خاف الله في نفسك يا ولدي...
بو خليفه: عيب عليك انت ريال والرياييل ما تسوي جي..
ام خليفه: يا ولدي احتسبها لله...
بو خليفه:الدنيا ما تدوم لحد...
كان حمد منزل راسه وعيونه شبه مفتوحه ما يدري شو يسمع من اعمامه..والدنيا دايره فيه ترفعه وتشله...راسه بينفجر من الصداع وقلبه بينفطر من الهم..وماسك عمره بالقو عسب ما يصيح جدامهم ولا يبين ضعفه ابد...
ام خليفه: نش يا ولدي فديتك..وتمسح وصلي ركعتين..ان شاء الله تهدا نفسك..
بو خليفه: خبري البشاكير يحطن له شي ياكله..
ام خليفه: لا انا بنش اسوي له شي ياكله وما اظني بيردني...
حمد منزل راسه وما رد..مب وقت اكل ولا وقت شرب ولا حياه..ما اصعب عليه يتنفس الحين عاد ياكل هذي مستحيله...
بو خليفه يشد على ايد حمد: نش وانا ابوك خفف على عمرك وادعي الله يغفر لها...شوف ولد عمك ما يندرى شو بيصير به عقب حرمته..
حمد رفع راسه وتوه يتذكر عبدالله:وين عبدالله؟
بو خليفه بحزن: ما شفته صاك على عمره الباب ما يندرى شو مستوي به..
ام خليفه تصيح: واعليه على ولدي اخاف يستوي به شي..ثيابه مخيسه بدم حرمته وقلبه محترق عليها..
تذكر حمد شكل الحادث ودم بدريه ويوم الشرطه والاسعاف تسحبهم من داخل وعقبها ما يذكر شي مول..غير ممرضه تحاول تربط جروحه...يتخيل شكل بدريه وهي تعض على شفايفها تباه يسكت وهو يرمس حصه...تذكر حصه واشتعل قلبه حقد...وطالع عمه بنظره غريبه...عقبها بو خليفه وحرمته نشوا لانه اللي ظهر لهم ان حمد خلاص عقله بيروح على اخته وحالته حاله...
.
.
الساعه 3:00 الظهر بطل عيونه وحس بصداع قوي براسه...ناسي ان شي مستوي..ويلس على الشبريه وتنهد...ولف على يمينه...بيسأل بدريه اذا الصلاه قامت ولا بس اللي يسمعه آذان... اصلا ما اذن بس هو يتهيأله انه يسمع اذان... وزقر بصوت واطي "بدريه"......وتذكر اللي صار ونزل راسه بين كفوفه وتم يصيح....وما نش ويلس على الشبريه...بعد شوي بيطلع غصبا عنه وبيودعها الوادع الاخير وحتى عمره عقب اليوم ما بيشوفها وهي ميته...غمض عيونه وسحب مخدتها اللي ترقد عليها وقربها من ويهه وشم ريحتها وانقبض قلبه...الحين لازم ينش عسب ييبونها البيت يغسلونها الحريم وعقبها يشلونها يصلون عليها ويودعها الوداع اللي ما عقبه شوفه...
عيونه مغمضه واستجمع قوته يتذكر شي....
عبدالله: وين نرقد الحجر ممزوره عرب...
بدريه: لا في حجر فاضيه شو قالوا لك ساكنين خرابه فيها حجرتين..يالله تعال بنرقد..
عبدالله: وين..؟
بدريه وهي تأشر على اخر حجره في الصاله: هناك...
عبدالله: فاضيه..؟
بدريه: هيه يالله وفرشت وكل شي خلاص..
عبدالله: اكيد على الارض..؟
بدريه: ارجوك يا ولي العهد اللي متعود على ريش النعام..
عبدالله: ظهري يعورني ما روم ارقد على الارض وانتي تدرين بهالشي..
بدريه: وكيف انسى ؟ وليش كم عندي عبادي انا ..
عبدالله: عشان جي تبين ترقديني على الارض وتفتكين مني...
بدريه: امنت لك اللي تبى وفرشت لك فراش طبي كان عمي مبارك يرقد عليه... احسن عن ا لشبريه مليون مره..
عبدالله: بعد عمري والله ..كل حريم الارض ما يسونج يا بدريه...
بدريه: كل هاه عشان فراش..يالله يالله نسير..
عبدالله: يالله نسير..
دمعت عيون عبدالله وهو يتذكر الوحيده اللي كانت تراعيه وتحبه وتوفر له كل شي..بكى من قلبه وهو عارف ان هالدقايق مهما طالت مصير بدريه تنحط تحت التراب وما عاد بيشوفها للابد...بدريه انتهت من الدنيا ومستحيل ترد لعبدالله لو شو ما سوا...حس بشي في جسمه وبقوه مب طبيعيه تذكر بدريه وحبها القوي ومشاعرها الفيّاضه..بدريه كانت طول عمرها تموت فيه لين اخر لحظه وهي تنطق بإسمه...ماتت وهي تزقره...عبدالله فقدها للابد..فقد ابتسامتها وضحكاتها وحسها الغاوي وعيونها العذبه ونظرتها الحنونه وكفوفها الغاليه وحضنها الدافي وكلامها الحلو..فقد كل شي لكنه ما خسر محبة بدريه...انخلقت وهي تحبه وماتت وهي تحبه...حرمته الدنيا والاقدار من كل حياته وحبه الوحيد لكنها ما تقدر تحرمه من ذكرياتها من حبها...
حب بدريه بيتم طاقه كبيره داخل عبدالله اللي طول عمره ما بينساها...
ابتسم من بين دموعه وهو يتخيل بدريه تيره من ايده ...
بدريه: يالله عاد متى بتنش تصلي ...؟
عبدالله بكسل: صلي انتي عني..
بدريه: استغفر ربك مسود الويه يالله نش وصلي...
ونش عبدالله وعرف ان الله ما يحاسب على الاحلام ولا الخيال..حب بدريه اقوى من انه يخلي عبدالله يضعف واكيد انه بيتماسك دام الانسانه اللي حبته ماتت من الدنيا وفي عيون الناس ولكن بعدها عايشه في قلبه...دخل يتمسح عسب يظهر يصلون جماعه مع صلاة العصر مع صلاة الجنازه في المسيد على روح الغاليه...صح انه صاحها وهو يصلي الظهر ويسجد بس بعد احتسبها عند رب العالمين...وعرف ان هذا قضاء الله وقدره....
يوم خلص لبس كندورته وسفرته...وطالع ويهه بالمنظره وشاف جفونه ورامه بس استغفر ربه ودعاه ان يلهمه الصبر والسلوان جدام الناس على الاقل...
طلع من الحجره وشاف امه وذياب وساره وحصه في الصاله...ونشت امه يوم شافته..ولوت عليه وتمت تصيح وحصه نشت له..وذياب...وعزوه في حرمته وهو ساكت متماسك جدامهم بس منزل راسه ومبين الحزن فيه...
ام خليفه تمش دموعها: الله يصبرك يا ولدي ويخفف عليك...
حصه ودموعها تنزل: احتسبها لله يا عبدالله...
ذياب: عظم الله اجرك اخوي..
عبدالله انتبه ان ذياب موجود وابتسم له بحنان ولوى عليه: الحمدلله على السلامه..
هني انفجرت حصه صياح ومارامت تيود عمرها...وهم واقفين انفتح باب الصاله ودخل بو خليفه..
بو خليفه يلوي على ولده: الله يصبرك يا ولدي...
عبدالله: اجمعين ان شاء الله..
بو خليفه: يالله اظهروا اخوك في الموتر يالله يا ذياب...
وطلعوا الرياييل بيسيرون ييبون بدريه من المستشفى عسب يغسلنها الحريم ويكفنوها..
وفي نفس الوقت اللي طلع فيه عبدالله كانن ثلاث سيايير داخلات البيت سيارة سلمى وريلها ونوره وهل بيتها وسيارة قوم ليلى...
وعلى طول البشاكير كانن مجهزات الصاله وغرف الضيافه عسب من يوصلون الحريم والمعزين يكون كل شي زاهب لخلق الله...
طبعا الميالس كانت زاهبه..وحمد ظهر ويا الرياييل عقب ما تيدد ولبس وسار ويا عبدالله في سيارته..
وما مرت شوي من الوقت الا والبيت انمزر من اوله لين اخره بالناس من كل بقعه ووصلت ام بدريه اللي ما كان حزنها اقل من حزن غيرها...وعلى كبر الصاله اللي فيها الضيوف والمعزين قسموا الحريم قسمين..البنات في صوب والحريم الكبار في صوب ثاني...
طلعت ليلى فوق عند حصه اللي كانت تموت وتنتهي وقلبها متقطع من الحزن...تحاول تهدي فيها وتذكرها بربها...ليلى صدق كانت حزينه من خاطرها وهالمشهد شافته وتكرر قبل سنتين يوم توفى ابوها الله يرحمه...فكانت حاسه بإحساس حصه واهلها كلهم....وفي حجرة حصه...
ليلى تشد على كفوفها: حصه الله يخليج روفي بحالج..
حصه تصيح: ما اقدر والله ما اقدر...
ليلى: والله بتتعبين والله..شوفي ويهج كيف غادي..
حصه:عادي خلني اموت احسن افتك ارتاح..
ليلى تشهق: بسم الله عليج عن الخبال..قومي صلي والله ماشي يهدي النفس شرات الصلاه...
حصه: ماروم اسوي شي ماروم اتحرك كل اللي احسبه اني ابى اموت الحين وافتك من كل شي حواليه...
ليلى بحزن: يا عمري يا حصه خافي الله في نفسج...ترا الصياح ما بيرد ميت ولا جان كل انسان صاح اللي يحب العمر كله..
حصه تصيح: انتي ما تعرفين شو في بالي ما تعرفين اني دقيت لها وهي في الدرب ويا حمد وكنت لو ما اتصلت جان.....
تقطاعها ليلى بعصبيه: أي انتي شو تخرفين شو تقولين..انتي وحده مافي قلبج ذرة ايمان ولا عندج ثقه في قضاء الله وقدره...شقايل ترمسين عن عمرج جي..انتي ناسيه ان الله موجود وهو اللي كاتب في كتابها هالشي..انتي تعرفين انج يالسه تعترضين على القدر وثاني شي انج يالسه تقولين بشكل غير مباشر انج السبب ويعني هذا ان الله ما كان بيموت بدريه لولاج...شو من منطق تفكرين به...حصه اعقلي وخلي ثقتج بالله كبيره..قومي جابلي امج ولا ولد عمج ولا اخوج شوفي بيتكم ممزور عرب انزلي تحت وقفي ويا اهلج في محنتهم...
حصه تصيح اكثر: ليلى والله ما اقدر اسوي شي تعبانه والله والله...
ليلى تقرب منها: يا حصه الله يهديج قومي صلي وانا بصلي وياج ركعتين للراحه بعد شوي بيوصلون اهلج وبييبون حرمة اخوج تسلمون عليها قبل يدفنونها....
حصه زاغت اول مره تعرف هالشي: بشوف بدريه مره ثانيه.؟
ليلى: هيه لازم بعد...
حصه تصيح: اه يا قلبي عليك يا خويه ما شفتي كيف ويهه يوم شافها...عاد اخوها حمد شو بيسوي وكيف بيعيش...
حرجت ليلى: انتي ما عندج كبرياء ولا كرامه كل اللي سمعج اياه وتفكرين فيه..يا حصه اثقلي هذا افه على المجتمع وجوده مثل السم في الدم..
حصه رفعت راسها بحزن: بس هذي اخته ومن حقه اللي قاله كان منهار..
ليلى بعصبيه: بس بعد ما يحق له شو يتحرا عمره...يقولج انه يكرهج وما ادري شو ويا ليتج بدالها ويباج تموتين..شو تبين به خايس ودريه عنج...
حصه تصيح: ما تعرفين ولد عمي يحب اخته فوق ما تتصورين والله ما تعرفين حزنه اكيد بيموته علي..
ليلى: ما تعرفين تفكرين مول ما يكفي ان هو السبب باللي صار...متهور والله يعلم شو كان يسوي بالموتر لين ما انجلبت بهم السياره..
حصه بثقه: ليلى توج تقولين ان ما عندي ايمان ولا ثقه في قضاء ربي..كيف تتهمين حمد بموت بدريه..صدقيني يا ليلى لولا انج اقرب الناس لي بعد حمد كنت ما فكرت اني اتم وياج ثانيه وحده بعد اليوم...
ليلى بضيج: هو السبب من اهماله وطيشه..
حصه: مب هو السبب مثل ما قلتي كل شي كان قضاء وقدر وان كان لاي انسان دخل في موتها فهو انا...بس كل شي كان بيد رب العالمين...
ليلى مسكت ايدها: يالله نشي بننزل تحت نشوف الحريم وامهاتنا جان يبن شي نساعدهن فيه....
.
.
الساعه 3:30 دخلت السيايير البيت ووصل عبدالله وحمد في سياره وحده ووياهم بدريه...وسيارة بو خليفه وخليفه ونزل عبدالله وحمد...وبطلوا حجره قريبه من صالة البيت بس بابها على خاري..وين خالاتها وحريم اخوالها يغسلونها قبل يأذن العصر ويشلونها المسيد عسب يصلون عليها ويتممون اجراءات الدفن..
طبعا اول ما دخلوها الحجره اللي قريبه من الصاله كان المكان هادي ومأساوي بس ام خليفه شوي كانت تصيح وما رامت تيود عمرها..وساره وياهم وسلمى.....ودخلت نوره على الحريم في الحجره وقربن يغسلنها بالسدر ويحطون عليها الحنوط اللي متكون من دهن الورد ودهن العود والكافور والياس والصندل ...وانترست الحجره من هالريحه الطيبه مختلطه بعبرات وحزن الناس واخر شي دخنوا الكفن بالعود ..ام راشد كانت واقفه هي وام خليفه على ينب تتذكر في هالموته ريلها بو راشد يوم توفى..ويوم خلصن غسيلها سلمت ام خليفه عليها قبل يكفنونها هي وام راشد وعايشه اخت ليلى وحرمة خليفه ساره..مع سلمى و نوره بس حصه ما طاعت تنزل ابدا وخافت من هالموقف وما قدرت تشل عمرها وتتخيل انها ممكن تسلم على ميت..... في الاخير طلعت ام راشد وام خليفه اللي ما تحملت..وسارن الصاله بيجابلن الحريم اللي مازرات البيت...
ساره طردت حمده ..كانت زايغه على بنتها تشوف هالمشاهد ومناظر الغسل والتكفين وصياح الحريم.. وقالت لها ما تيي البيت وتم عند اختها تشوف شو تبى واذا صار عليها شي تزقر حد منهم لانها في حاله ما تحسد عليها..وعقب ما خلصن الحريم وغسلنها كان عبدالله واقف حذال موتره ساكت وحمد قريب منه بس منزل راسه..صدق كان جو البيت كئيب وحر فضيع بس مب احر من جو الحزن اللي كانوا عايشين فيه...
زقرت خالتها على ريلها جان يبى يسلم عليها قبل يكفنونها لانه ما يجوز يفج الكفن عقب ما تتكفن..وطلعوا الحريم من الحجره ودخل عليها عبدالله وخلى حمد في الموتر لانه ماطاع يي وعرف عمره بيصيح زود جدام الخلق...
عبدالله اول مادش سمى بالله وسلم عليها..وحبها على راسها...وعيونه دمعت فوق ويهها..
عبدالله حط ويهه على يبهتها وويهها وتم شوي يصيح عقب تنهد واستغفر ربه...وطلع وزقر عمته وخالاتها يكفننها بيشلها يصلون عليها...
طلعوا الحريم بدريه وهي مكفنه ومخلصه وكل شي ويا حمد وعبدالله بيشلونها السياره عسب يلحقون الصلاه..حمد انهار وهو شالنها وتم يصيح وما رام يقبض عمره وعبدالله متماسك لابعد الحدود وقابض عبره خانقتنه بس يوم دخلها الموتر وشاف ولد عمه متحطم ويموت من الصياح عوره قلبه وما قدر يقبض نفسه ودمعن عيونه...بس ركب الموتر ولا حتى قال لحمد يركب وياه وتم واقف يترياه لين ما ركب جدام عنده وعقبها سارت سيايير الرياييل كلهم عبدالله وابوه واخوانه خليفه وذياب ورياييل البنات نوره وسلمى...وساروا المسيد يصلون على روحها الغاليه ويودعونها الوداع الاخير...
.
.
في البيت الداخلي يلست سلمى ونوره حذال بعض سلمى صدق تعبت ومنهاره وفوق الانهيار..بدريه وايد قريبه منها وايد..ساكنه وياها في نفس المنطقه وبنت عمها وحرمة اخوها وما تنسى موقفها وياها ايام سالفتها ويا ريلها...
سلمى تصيح...
نوره بحزن: بس يا سلمى خافي الله في نفسج..راحت الحرمه صياحج ما بيردها..
سلمى تصيح: شو اسوي يا سلمى خلاص احس حيلي مهدود نحن من وين تتحذف علينا هالمصايب...؟
نوره دمعت: يا سلمى حرام والله اللي تقولينه شو من تفكير اللي تفكرين به..كوني قويه وقت اختبار الله لج..
سلمى تصيح اكثر: ما اقدر والله...
يتهن ام راشد ويلست عندهن ونشن يسلمن عليها ...
ام راشد وعيونها منترسه دموع: يالله يا بناتي كلنا بنذوق الموت مهما ابطينا في هالدنيا الزايله...(وتشد على ايد سلمى) الله يطول بعمرج يا بنتي وعمر اهلج ويخلي لج اليهال وابوهم...قوي ايمانج بالله وخلج واثقه من قدرة رب العالمين...ومشي دموعج وسيرن جابلن امكن تراها في حال اشد من اللي انتن فيه...
نوره تصيح يوم سمعت كلام ام ليلى: ان شاء الله يا خالتي...
سلمى تصيح اكثر: انا مب قادره اشوف حد احس بعمري كل ما شفت الناس اختنق اكثر...
ام راشد ودموعها تطيح: لين متى يا ام منصور..لين متى بتمين منخشه عن خلق الله...نشي وشوفي امج وساندنها امكن حرمه كبيره وتبى تفرح وهي تشوف بناتها غدن حريم تعتمد عليهن قومن الله يرضى عليكن ويوفقكن يالله نشن وامنن بالله وبقضاه..وكل وحده تجابل العرب منكن..ترا مب زين بترمس عنكن الناس مودرات امكن وهي حرمه كبيره بروحها ويا الحريم...
نوره تنش: ان شاء الله خالتي غاليه...
ونشت ام راشد بصعوبه: يالله فديتكن وعسى ربي ما يذوقكن الحزن في غالي...
ونشت سلمى ونوره وطلعن ويا خالتهن ام راشد وسارن صالة الضيافه يجابلن الحريم ويا امهن...
.
.
الساعه 5:00 خلصوا كل شي وكان عبدالله راد البيت وفي سيارته حمد وبقايا من ريحة المرحومه..وصمت قاتل..والم في القلوب عنيف...
صدق رغم حزن عبدالله بس ما كان كثر حزن حمد وانهياره.لدرجة ان عبدالله وهو في قمة تعبه والمه كسر خاطره ولد عمه....
عبدالله بحزن:حمد مب زين اللي تسويه بعمرك...
حمد صاخ وما رمس كانت عيونه ذابله تعب وحزن ومنزل راسه وعايش في دوامه الم وتعب..مقهور وكل قهره حوله لاحقاد للي حواليه...
عبدالله بنبره حنونه: حمد كلنا نحب بدريه بس هي الله اختارها تروح له..انت مب عايبنك اللي الله يباه..
حمد: استغفر الله..
عبدالله يوقف سيارته بينزل: يالله قوي عزومك على الاقل جدام الرياييل..واطلب ربك يلهمنا الصبر ويقوي قلوبنا على طاعته..
على كبر فجيعة حمد بس ما توقع للحظه ان عبدالله ممكن يتماسك هالكثر صدق صدمه...بس بعد ما اهتم ونزلوا للميالس اللي اكيد ممزوره من اولها لاخرها بالمعزين....
في الميلس انترس المكان بالرياييل وكان راشد واخوه اخوان ليلى هناك وشافوا ريل عمتهم بو ناصر وعياله فهد وناصر مع الناس ونسوا خلافهم وسلموا على بعض وتبادلوا التعازي في غمرة الحزن ينسى الانسان خلافاته مع غيره...وكان عبدالله يالس شوي جريب من الباب وحمد حذاله وقريب منهم بو خليفه وخليفه...صدق حالة حزن عنيفه كانت تعم ارجاء البيت...
الناس كانت وايد اللي يايه يعرفونهم ومايعرفونهم واللي بس ياي يعزي عسب حرمة اخو خليفه بن مبارك توفت..ومن هالسوالف...
حمد كان يموت كل لحظه ويشوف الناس ومختنق وده الليل يي والناس تروح وهو يختلي بنفسه...يحس انه مب رايم ييود عمره من التعب يبى يصيح يحس انه ما شبع صياح عليها...على عكس عبدالله اللي الله منور له قلبه وهادنه ومسكن نفسه...كان ويهه رغم التعب والالم والمعاناه يشع بقوة ايمانه...وصبره واحتسابه غناته لرب العالمين...بس مع هذا كان وده يروحون الناس ويسير حجرته ويرقد شوي لان راسه كان بينفجر من الصداع...
.
.
مرت لحظات العزا ببطء والبيت كله مشتل حزن فوق وتحت طبعا سمر كانت في اسوأ حالات حياتها وبغت تموت ام خليفه من الزيغه عليها..البنت كانت حالتها مب طبيعيه ومنهاره ويتها حمى قويه من الخوف والتعب..مناظر قويه مب مألوفه لبنت في عمر سمر..موت وصياح وجو كئيب ورحيل فرد من افراد الاسره بشكل فجائي...
وفي حجرتها كانت ليلى عندها بعدما عيزت فيها حصه وامها وهي مب راضيه تسكت من الصياح جالبه حجرتها فوق تحت..
ليلى تمسح على شعرها: سمر حبيبتي تعرفين ان بدريه الحين يالسه تتعذب من هاللي تسوينه...ومب زين حد يصيح هالكثر على الميت..لازم لو تحبينها تمين تدعين لها عشان الله يخفف عليها الحساب..
سمر تصيح وجالبه ويهها الصوب الثاني..
ليلى بحنان: تعرفين سمر..بخبرج شي ما قلته حق حد مول..
ما لفت سمر وتمت تشهق وهي تصيح...
ليلى تبلع ريجها: بدريه حرمة اخوج وبنت عمج من حقج تصيحينها...بس بعد لازم تشكرين الله وتحمدينه على النعم اللي عندج..ترا الله كريم عمره ماياخذ شي بدون ما يعطي..يعني الله خذ بدريه وعطاج شي ثاني...ادري انج مب متفيجه لي ولا لسوالفي..بس قولي الحمدلله على نعمة العافيه وعلى ان اهلج وياج..غيرج يموت امه وابوه وكل اهله ويتم وحيد العمر كله...ومع هذا يعيش ويصبر والله يعوضه عن كل شي...
سمر هدت شوي...
ليلى ابتسمت وفيها حزن: تعرفين يوم كنتي صف ثالث ابتدائي وبعدج نونو صغيره...انا كنت في الشغل ويا اختج حصه..واتصل بي راشد ابو سلامي..زين تعرفين شو قالي...؟
سمر تتنهد وهي بعدها تدمع: لاء...
ليلى بحزن: قال لي اني ارد البيت ضروري في شي جايد مستوي...ورديت بسرعه وانا خايفه على شيخه تعرفينها بنت اخوي اللي مات...وسرت البيت وقولي شو لقيت.؟
سمر: شو؟
ليلى: ابوي ميت..خلاص تخيلي يا سمر يعني امس كنت راده من الدوام وما شفته الا الظهر...ورقدت ونشيت اليوم الثاني وما شفته الصبح وماعاد شفته للابد لانه مات....وهو ابوي..تصدقين..وهذي انا عايشه ما صار فيني شي رغم انه ابوي..ترا الحياه حبيبتي عادي تمشي حتى لو فقدنا اللي نحب...
سمر بحزن: انا ما كنت اعرف ان ابوج ميت..
ليلى مبتسمه: خالج يا الدبه وما تعرفين انه ميت..
سمر: محد خبرني..
ليلى ميوده ايدين سمر وتلعب في صبوعها: ومب بس هذا.. تعرفين شيخه الصغيرونه اللي عندنا..
سمر: هيه..
ليلى: ما عندها ام ولا ابو..
سمر باندهاش: مب انتي امها؟
ليلى: من وين امها يا حظي وانا مب معرسه...هذي بنت اخوي..تعرفين اخوي وحرمته ماتوا في يوم واحد ..حزنا عليهم وصحنا لين ما قلنا بس..وهذي الحياه بعدها ماشيه رغم انهم محد..
سمر بتصيح: بس بدريه ما بترد واخوي عبدالله بيتم بروحه...
ليلى وقلبها يعورها: عبدالله الله يقويه ويخفف حزنه..ترا الله بيلهمه الصبر لو دعيتي له..واذا تميتي تصيحين تعذبينه اكثر وتعذبين امج وخواتج..بدل ما تكونين انتي كبيره وعاقل والكل يحترمج انج صبوره وما تصيحين...
سمر: صدق والله.؟
ليلى: هيه والله حياتي..قومي غسلي ويهج وصلي العصر انتي ما صليتي..وادعي ربج باي شي في خاطرج...وسيري فلة خليفه ويلسي ويا حمده وعفرا...
سمر: اوييه عفرا..اكيد صار بها شي هي اكثر وحده تحب بدريه...؟
ليلى: هيه وانتي بعد بس انتي اقوى منهن وبتسيرين تخففين على بنت اخوج لانج كبيره وعاقل وربي بيقويج وما بتصيحين عسب ما تضيجين بحد..صح؟
سمر ببراءه: زين بحاول بس بعد شوي بصيح..قلبي والله يعورني..
لوت عليها ليلى:حبيبتي والله...
ونشت سمر تصلي وليلى طلعت عنها تشوف اذا حد يبغي شي تحت وتساعد البنات وتخفف على حصه اللي حالتها حاله..
..................
في فلة راشد بعد ما اذن المغرب وصلى في المسيد...كان حمدان في حجرته يالس يدرس لاخر امتحان...اللي باجر...ويفكر يا ترا كم بييب وشو بيسوي لو خذلته الامتحانات وزفت...ويلس يفكر في عفرا اكيد قابضه الكتاب الحين وتاكله اكل...مسكين ما يدري شو مستوي....ودخلت عليه سلامه..
سلامه: حمدان ملانه قوم نطلع..
حمدان: وين؟
سلامه: يكفي دراسه والله يكفي...
حمدان: يا سلام عشان خلصتي اطنش اخر يوم عندي..
سلامه: لا تعب عمرك ما بتييب شي..يالله نش..
حمدان: ماريد طلعي برا بدرس..
سلامه: البيت فاضي محد هني ولا في البيت العود..
حمدان: وينهم؟
سلامه: اووه ما خبرتك..حرمة عم عفرا وحمدووه توفت...
حمدان شهق: قولي والله؟
سلامه: هيه امي خبرتني يوم كانت طالعه...
نش حمدان وهو مصدوم وخايف على عفرا شو بتسوي باجر وكيف بتمتحن..وقرر انه يتلبس ويسير ويا الرياييل ميلس بو خليفه..مب اقل من هاللي فيه..ولازم يثبت رجولته في هالمواقف من الحين..وتحسر وايد انه ما حضر وقت الدفن والصلاه..
سلامه: وين رايح؟
حمدان:وين بعد اكيد العزا..
سلامه شهقت: وانا بتم لمنو؟
حمدان: ميرنا وشرملى وتاما عندج شبعي بهن..
سلامه: اخ عليك..
طنش حمدان سلامه وطلع على طول...طبعا سلامه كانت تقص على حمدان وما تبى تظهر بالعكس تبغي تفتك من ويهه وتيلس على التلفون لين ما تقول بس...وهاي فرصتها والاكيد انها راحت تدق لعبدالرحمن اللي ما بتشوفه لين السنه اليايه ما تبدا...
................
في الليل الساعه 9:30 كانت سلمى ونوره وساره في الصاله الثانيه بعيد عن الحريم الكبار وحصه وليلى وياهن وكم حرمه من الصغار وياهن...وسمعن صوت حشره برا ونشت ساره بسرعه تشوف...وردت لهن اسرع..
ساره : اختكن شمسه يت..
ونشن كلهن وراها...طبعا كانت وراها كل الشله الملكيه من بناتها هنادي وافنان وريم ومها...وسلمت على امها والحريم اللي في البيت وشكلها معتفس وصدق ضايجه ومبين انها صاحت وايد...طبعا ساره مسكت بناتها وطرشتهن ويا البشكاره فلتهم..ما كانت تبى البنات ييلسن ميلس العزا مول...ويلست شمسه ويا امها تخفف عنها عقبها دشت الصاله اللي فيها ساره والباقيات...
شمسه:الله يكون بعونك يا خوي..
نوره: هيه والله صدقج يا ام سعود...
حصه صاخه ما رمست...
سلمى بضيج: متى بتروح الناس نبى نيلس ويا اخوي شوي ونخفف عليه تلاقين ضاكينه ضكه في الميلس..
شمسه عطت سلمى نظره انه عيب...
ساره : منو مخبرنكم.؟
شمسه: اتصل خليفه بسالم وهم بعدهم في المستشفى وعلى طول اقرب طياره للبلاد يينا..
ليلى: حليلكم والله تعب بصراحه وانتي اول امس راده..
حصه: امس ردت مب اول امس..
شمسه:كيف صار وشو استوى حد عندها فكره..
سلمى بقهر: مسود الويه الله لا يبارك فيه..هو كان وياها..؟
شمسه بغرابه: منو؟
سلمى: منو غيره ويه النحس حمد ولد عمج...
نوره: خلاص سلامي بس عاد ما يسوى عليج..
شمسه: شو استوى وكيف صار؟ انا قلبي قابضني حسيت انه ما يكون حمد لو ما يكون له خص بالموضوع...
نوره: ماشي قضاء الله وقدره بس هو تلاقينه مسوي شي..حمد مودنها دبي ودعموا وصار اللي صار..
شمسه بقهر اكثر: الله يغربله..لو ربي خذاه هو وفكنا من ويهه ابرك من انه ياخذ هالفقيره المسكينه..
ليلى: استغفر الله..
سلمى:هو السبب والله صدقوني..هو السبب ماله ويه يواجه الناس..
شمسه: الله يقطع ابليسه قطو بسبعة ارواح..طلع منها مافيه شي..
حصه نشت بعصبيه: بس بس انتي وياها...شو تقولون؟ حمد ما يخصه في أي شي...شو هو اللي جتلها..اييه انتي وهي ما تخافن ربكن..ما بتستغرب لو قلتن أي شي..الحين ربي ما عنده قدره يصرف الناس ويموتهم شرات ما يبى..حمد شو ذنبه..حرام عليكم اخته الوحيده يجتلها ليش...ليش..؟
شمسه بعصبيه: اسكتي الله يخليج مب ناقصين تفاهاتج..نحن ما قلنا متعمد..على الاقل بيكون تهور وضاعت بسببه..
سلمى: والله لو انها ما سارت وياه جان بعدها ويانا...
ليلى: بس يا جماعه هدوا هذا قضاء وقدر...يمكن يكون حمد طايش بس بعد ما يحق لنا نلومه ترا هو بشر مثلنا يخطي ومب معقوله يتعمد يموت اخته..
نوره: ليلى حبيبتي نحن ما قلنا متعمد...
حصه: بس بس حرام عليكم ولد عمكن خافن الله فيه..تبونه يموت ويكون بدالها..شو من تفكير تفكرنه خافن الله في امه واهله وناس تبغيه...
شمسه: منو يبغيه الا انتي وبس..
حصه تهز راسها: حمد ما سوا شي وحمد اكبر من تفكير اليهال اللي تفكرن فيه..الله يعينكن صدق على تفكيركن انا مالي يلسه وياكن وهذا اللي تفكرن به...
ونشت عنهن وسارت حجرتها فوق مودره الناس وخلق الله وتفاهات خواتها وهي في قلبها الحب الكبير اللي ما يتغير ومستعده تبيع كل الناس وتدافع عن حمد اللي خسر بدريه...ولا يهمها اذا كرهها ولا لاء...اهم شي انها تحميه من اللي حواليه ومن كلام الناس....
.
.
في فلة خليفه انصدمت حمده يوم شافت بنات عمتها شمسه في البيت...ويلستهن في الصاله وكان حوارهن بارد لان حمده كانت تحاتي اختها اللي فوق وكل شوي تستأذن منهن وتسير تشيك عليها جان تبى شي ما شيات...طبعا في حجرة عفرا كانت الكآبه عنوان كل شي نظراتها ودموعها والسواد اللي غلف قلبها الرقيق...حتى كتابها ما دقته والاكيد انها مستحيل تسير باجر المدرسه لانها ماتروم تشرب الماي..فكيف تدرس وتقبض قلم وتكتب كان شي مستحيل رغم حبها وشغفها بالعلم بس انتهى الامر وكان من ظروفها الصحيه وظروف البيت انها ما تسير وهي بهالحاله...دخلت عليها حمده تشوفها ويلست على طرف شبريتها..
حمده: عفاري حبيبتي تبين شي؟
عفرا ساكته...
حمده: سمعي بسير اييب لج شي تاكلين مب زين تمين جي بتموتين..
ما ردت عليها عفرا...بس حمده نشت المطبخ وسوت لها كورن فلكس وهذا اللي قدرت عليه وكوب حليب...ودخلت عليها...
حمده: يبت لج شي لذيذ صح انه للريوق بس عادي مستعدين عشانج نجلب ليلنا نهار..
عفرا صدت الصوب الثاني..
حمده: ما بزعل انج لابتسني بس نشي عفاري ارجوج انتي اختي الوحيده وما اريد اخسرج نشي يالله..
عفرا: ماريد شي طلعي برقد..
حمده: والله ما ارقد ولا اسوي شي لين ما تاكلين..
عفرا بتصيح: والله ماريد..
حمده: عشان خاطري وغلاة امي وغلاة ابويه نشي بس لقمتين واشربي كوب الحليب وعقبها والله بودرج ولابأذيج..
عفرا بحزن: حمده نفسي ما تبى شي عايفه كل شي..طلعي مني الله يخليج..
ويلست تصيح..
حمده مسكينه من اول ما ردوا عفرا من المستشفى وهي تحاول فيها ماظهرت من عندها مول غير يوم دقت لها امها تقولها تشوف بنات عمتها وتيلسهن في البيت وتيلس وياهن....
حمده حاطه ايدها على راس عفرا: عفرا ارجوج قومي عشاني...تتوقعين الله يوم يشوفج جي تصيحين بيرد عمتي ..؟ مستحيل..
عفرا تصيح: بس بس اسكتي لا تييبن لي طاريها ما روم اتذكر شي عنها..والله حمده ابى اموت..
حمده شهقت: بسم الله عليج..هي اخت وحده عندي تخليني واروح لمنو؟
عفرا: مثل عمتي ما خلت عمي وراحت...
حمده: وييه هذيل غير ونحن غير..اذا متي انتي عادي ارمي نفسي في الشارع العام وانتحر..
عفرا ضحكت وهي تصيح..
حمده: الحين تصيحين ولا تضحكين قولي..
عفرا تمش دموعها: زين طلعي ارجوج ابى ارقد..
حمده: زين لقمتين عشان خاطري...لا ترديني...
عفرا :زين..
قربت حمده الصينيه على ريول عفرا وقعدتها عدل ودخلت ايدها ورا راس عفرا..واكلتها بنفسها...
عفرا تصد بويهها: بس يكفي..
حمده: شو يكفي احمدي ربج هالعرض ساري المفعول لفتره قصيره جداً..
عفرا: انزين بس يكفي ..
حمده: اوكي اخر لقمه والله..
عفرا: اووه حمده راسي مصدع طلعي..
حمده: خلاص بس والله بطلع بس شربي الحليب كامل...
عفرا تيره وتشربه كامل ..طالعتها حمده وابتسمت..
حمده: فديتج اختي الله لا يحرمني منج...
عفرا دمعن عيونها لاول مره تكون قريبه حد التنفس من اختها...
عفرا تصيح: مشكوره حمده...
يرتها حمده بقوه ولوت عليها وتمن كلهن يصيحن...حمده وايد كانت خايفه على اختها الوحيده وعفرا كانت تحس بوحده شنيعه يوم بدريه توفت وما قدر حد يغير مزاجها..حتى حمده للحين بس سيطرت على احساس الحزن فيها لثواني معدوده...ويمكن تنتكس عفرا اكثر من قبل....
.................
روحت الناس على الساعه 11:30 وما تم حد غير ام راشد وليلى اللي كانت في الصاله ويا خوات حصه وامها...وعقبها نشت ام راشد..
ام راشد تسلم على ام خليفه: السموحه جان قصرنا وياكم ونترخص الحين بنسير البيت..
ام خليفه: فديتج والله ما قصرتي يا غاليه ما يي القصور منج..تعبناج ويانا..
ام راشد: لا تعب ولاشي ان شاء الله باجر بييج من الصبح...
ام خليفه: لا تعبلين على عمرج وانتي تعبانه...
ام راشد: لا عبال ولا شي يالله ليلى نشي بنسير...
ونشت ليلى وسلمن عليهم وروحن البيت ...
عقب ما روحن دخل بو خليفه الصاله ووراه ذياب وعبدالله...يتعكز ويتسند باليدار وشكله هلكان على الاخر وحيله مهدود...
ونشت له شمسه ونوره وسلمى اللي ماشافنه من يوم وصلن وسلمن عليه...كانن خايفات يشوفن عبدالله وما يعرفن كيف بيقبضن عمارهن يوم بيسلمن عليه...بس عبدالله تجدمهن وسار يلوي على امه ويحب راسها وهي انهارت تصيح ولدها ما قدرت...
ام خليفه: فديتك فديت روحك ولدي حبيبي..
عبدالله وعيونه منترسه دموع: فديتج الغاليه شكلج تعبانه..سيري ارتاحي...
ولف على خواته وشاف شمسه وسار مبتسم يسلم عليها وهي صاحت يوم شافته مول ما رامن يوودن عمارهن عن الصياح وحالة عبدالله حاله وهو يشوف هالمناحه جدامه...وسلم على سلمى ونوره واستأذن منهم وسار حجرته...
بو خليفه سار الحجره ويا حرمته والبنات سلمن على ذياب اللي شكله كان وايد مستحي من شمسه يدري بها ما تداني حركاته..ويلسن في الصاله وياه وساره استأذنت وروحت لبيتها وخليفه تم ويا خواته..ونزلت حصه من فوق ويلست وياهم عقب ما سارت تشوف سمر رقدت ولا بعدها في الحال اللي فيه...
.
.
في حجرته نزل سفرته وعق الكندوره على الشبريه وانسدح وتنهد من قلبه وهو مبند الليتات ومغمض عيونه...هني يقدر يصيح ويفرغ دون محد يشوفه..هذي الليله الاولى مرت اصعب من الصعوبه بطيئه ثقيله على القلب..عيل كيف بتمر الليالي الباقيه...؟؟
مغمض عيونه ويحاول يفكر بأي شي غير صورة الكفن الابيض وهو مغطنها...بس مب راضيه تخوز عنه..يحاول يتذكر أي شي بس صورة الكفن وهي فيه ماطاعت تسير عنه لحظه...ومن بين دموعه يسمع حسها وكلامها وكل شي من بينهم...واخر شي تذكر موقف السياره اللي من بينهم وهم سايرين بوظبي اول امس...
بدريه: زين انا بحط لك اغنيه..
عبدالله: اوكي اتريا بس ان ما عيبتني بعق عمري من الدريشه..
بدريه وهي تدور الشريط: بسم الله على عمرك..ان شاء الله انا ولا انت..
عبدالله: فديت عمرج لا انا ولا انتي..بعدين اذا صار بج شي لا سمح الله..انا بتخليني لمنو؟
بدريه: فديتك والله ما بخليك لحد لان عمري ما بخليك...
عبدالله: لا بصراحه وين بعيش وانا اسمع كل هالحب..لازم هذي يبا لها دعمه...
بدريه: تعوذ بالله من ابليس شو دعمه انت الثاني بعد...
عبدالله: ما حصلتي اللي تبين...
بدريه: اشوف شو عندك وعقبها بختار وبحط لك اغنيه حلوه...
عبدالله: وانا اتريا...
بدريه: الله لقيت شي حلو...اسمع بحطه لك بس مب اغنيه هي قصيده بس وايد روعه...
عبدالله: يالله حطيه..والله انتي تحفه تهديني اغاني من سيارتي..
صاح عبدالله لين ما قال بس..ولو نطقن ضلوعه اشتكن وقالن بسك صياح وعذاب..حس انه مخنوق وبينفجر من ضيجه..والحزن اللي فيه...
خلاص لازم يقنع نفسه بعيد عن الكل انه بيعيش وحيد ومهما كابر لازم يثبت للناس انه بدون بدريه ولا شي ولكن الحب اللي كان ولازال من بينهم بيعطيه قوه ابديه ما تخليه للحظه يضعف...
.
.
في الصاله..بعدهم يالسين كلهم ويا ذياب سلمى وشمسه اللي ين بناتها وطلعتهن فوق وريلها ما طاع يرقد في بيت ابوها وسار حجز له غرفه في فندق ببوظبي وكان بياخذ العيال وياه بس ما رضى يسير وياه غير يوسف..اما بطي وبدر يلسوا ويا شمسه ببيت يدهم...طبعا بدر رقد في الميلس من التعب ويابنه البشاكير وودنه حجرة ذياب والبنات رقدن في حجرة امهن فوق...اما بطي اللي كانت حالته حاله لا هو بقادر يصيح ولا هو قادر يشوف خلق الله..كان بيرقد في الميلس بس كان حمد راقد هناك...وحاول يقول لخاله عبدالله يرقد وياه بس استحى وحس انه يمكن يبغي يتم بروحه فدخل الصاله على خالاته ويلس وياهم بويه يقطع القلب...
شمسه بحزن: تعال بطاي فديت ويهك...
بطي بحزن: لا عادي امي بيلس هني..
سلمى: ذياب كيف كان عبدالله جدام الرياييل...؟
نوره: هيه ذياب خبرنا..
حصه تطالع تتريا ذياب يرمس..
ذياب: شو بعد عادي كيف كان يعني..؟ ما صاح ولا شي كان وايد قوي ومتماسك...اللي صدق يكسر الخاطر حمد ولد عمي صدق لاول مره اشفق عليه لو تشوفنه كل شوي يكح وجنه روحه بتطلع وينش الحمام كلما رمسوه وشافه بدر ولد شمسه وهو يصيح ومتسند على يدار حجرة الضيافه..
حصه تقطع قلبها وما قدرت تتحمل كل هاللي تسمعه...ودمعن عيونها جدامهم وصاحت شوي...
سلمى: عوذ بالله منه..ربي يجازيه في اخته على اللي يسويه...
شمسه: غربل الله ابليس الحين بيعقل هذا ولا ناوي يجتل حد فينا وتهتز نفسه..
حصه بصوت مخنوق: لو الله يجازيه على اللي يسويه وخذ عنه اخته عسب يكون وحيد..شو ذنب عبدالله اخوي؟ الله لو يبى يعاقب حمد ما بيرمي بذنوبه على غيره..ربي ماعنده لف ودوران وما يحاسبنا على اخطاء غيرنا...
نوره تهز راسها بأسى..وبطي تعب من هالحشره ..
بطي: خالي ذياب تعال بنسير نرقد..
ذياب ينش: شمسه ليش ما يبتوا سعود..
شمسه: واعليه عليه ولدي عليه امتحانات الفاينل بالجامعه مب فاضي..
سلمى: وييه محد شاف عفاري شو مسويه...
بطي: ما دقت الكتب...
شمسه: شدراك؟
بطي رحنا فلة خليفه انا ويوسف وبدر نشوف البنات ونسلم على حمده وعفرا..بس قالت حمده انها راقده وما تبى تشوف حد...وابوها قال ماتروم تسير باجر خايف عليها وبيسير المدرسه يقدم لهم عذر ان عمتها متوفيه وبتقدم دور ثاني في مادة باجر..
نوره شهقت: مسكين عفرا والله بتخسر كل شي دراستها وعمتها اللي تحب الله يعوضنا ويعوضها كل خير ان شاء الله...
شمسه: يالله نشوا خلنا نسير نرقد باجر ورانا نشه من فير الله...الناس ما بتخلينا لين ماتمر ثلاث ايام على العزا..
وهم ناشين دخل خليفه وويه معتفس يتحرا حرمته في البيت...
خليفه يطالع عقب ما سلم: وين ساره؟
شمسه: سارت البيت...بلاه ويهك جي...
خليفه بصوت مخنوق: ولد عمج الله يهديه...
حصه بخوف: شو فيه؟
خليفه: منهار وحالته حاله..والله اني خايف يستوي عليه شي..صدق متحطم...
نوره دمعت: الله يكون بعونه..
شمسه: الله يهديه ان شاء الله انت شو سويت له.؟
خليفه: حاولت وياه بس صدق منهار وحالته تعبانه ويكح بقوه اخاف الا ييه ضيج وما يروم يتنفس...
شمسه: بطاي فديتك سير ارقد عنده..
بطي : ان شاء الله..
خليفه: لا بطي خله لروحه هو يبا جي..انا قلت له بتم عندك بس ما طاع...تصدقين ان ما ذاق شي ولا كل ابد...على لحم بطنه للحين..غير يوم ابويه رفج عليه العشا يشرب كوب شاي يهدي ويع راسه...
حصه تصيح وما قدرت تتحمل وكل هاه ينقال جدامها...وسلمى طلعت فوق...وعقبها خليفه روح عنهن بيته....
ونشوا كلهم طبعا حصه راحت حجرتها وهي منهاره تفكر في ولد عمها المسكين اللي اكيد قلبه متقطع وبيموت من الهم..ويلست في الحجره ماياها رقاد وقضت الليل بطوله في الصياح....وتلوم عمرها وتتذكر بقايا رمسته في المستشفى وحالتها وحالته لله...
...................
اليوم الثاني عقب ما نشن البشاكير الصبح يرتبن البيت عقب العفسه اللي صارت امس..رتبن صالات البيت الاماميه وصالة الضيوف...ورتبن المصاحف مكانها عسب العصر يوم يين الحريم يقرن منها...الساعه كانت 7:30 الصبح وكلهم رقود ومحد سار دوامه...لا الرياييل ولا عفرا اللي ودرت امتحان اليوم...حصه نشت من وقت ونزلت الصاله ومحد كان ناش هالحزه الا هي والبشاكير وهالشي ريحها اكثر...
طبعا ما رامت تقبض عمرها عقب كل اللي سمعته امس واللي حمد عايش به...وسارت ويا البشاكير بحجة انها بترتب وياهن الميالس قبل يوون الرياييل...واول ما وصلت هناك كانت ميته من الزيغه لا يي حد من اخوانها ويشوفها...بس تشجعت ووايجت وشافة حمد يالس لروحه متسند بظهره على الكنب وسرحان وعيونه في عالم ثاني من الالم والتعب والحرمان...ضايج وحالته حاله...تنهدت وهي تتمنى انها ما تسمع شي يسم البدن منه...واستجمعت قوتها ودخلت بتسلم عليه وما تقدر انها ما تعزيه في اخته الغاليه اللي راحت عنه...كان قلبها يرجف لانها دخلت وهو ما التفت...صدق حسته ميت ووقف مكانها من الزيغه ..وهي تشوف عيونه ذابله وشكله مول طول الليله ما رقد وهي ما تدري انه رقد شوي ويوم اذن الفير صلى في البيت وما رقد عقب الصلاه للحين....
دخلت وسلمت ويلست على الطاوله اللي مجابلتنه ناسيه العالم والناس....
حصه بتردد: عظم الله اجرك حمد..
وهو ما رد لانه بعده حاقد عليها من كثر ماهو حاقد على نفسه حول حقده على حصه..ومن كثر ما حسس عمره بالذنب يشوف في حصه الذنب كله....
حصه وهي تطالعه بلعت ريجها من شكله اللي غادي يزيغ من العذاب اللي معذب نفسه...
حصه وهي تستجمع شجاعتها: ادري انه محد يعوضك بدرية ... وان محد يحبها كثر انت ما تحبها ... وانك تلوم نفسك على اللي صار ... بس اللي تسويه ما بيردها ... بدرية كل من عرفها حبها ... بس هذا قدرها ... انها تخلينا وتروح ... وتعذيبك لنفسك يعذبها ... لانك اكثر واحد تحبه في هالدنيا وانت تدري هالشي....
ما رد عليها حمد وصد بويهه عنها صدق كان اكثر شي مزيغنه لا تطيح منه دمعه وتخونه وينكسر جدام حد..ومنو هالحد حصه....
حصه وهي تحس عمرها مخنوقه: كنت اظن انك اقوى من جيه ... كنت اتوقع ان عبدالله اللي ينهار يموت بعد بدريه ... بس عبدالله احتسبها عند الله
وهي حرمته والوحيده اللي له بس مع هذا صبر وانت منهار..انا كنت افكرك اقوى عن جي...
حمد كان يغلي ومحترق ويحس دموعه بيطيحن وده ينش يسوي أي شي في حصه يذبحها يقطعها يدعمها بس لا ترمس جدامه ما يبى يسمع شي..روحه مب مصدق كيف خلق الله روحت من عندهم امس واختلى بنفسه شوي...
حصه بحزن: وباللي تسويه تعذب عبدالله يا حمد ما يكفيه ان بدريه راحت عنه للابد وخلته وهو اللي ما يروم يصبر عنها ... ارجوك يا حمد عشان عبدالله وبدريه وعشانك بعد...
حصه تمت تطالعه وتشوف سكونه اللي يقهر...وهو صاد بويهه عنها ويشوف فيها كل الذنب...
حصه وعيونها كلها دموع: تريد تلومني ... اوكي حمد لومني ... اذا هالشي يريحك انا ما عندي مانع ... على الاقل اذا ما اسوي هالشي عشانك فأنا اسويه عشان بدريه ... عشان الانسان الي حبته بدريه وخلتنا نحبه وياها .. لا تخلي الناس تصدق انك سبب موت بدرية لا تعطيهم مجال يلومونك...
عيونها كانت منترسه دموع بس كابرت وحمد كان نفس الشي بس مسك عمره جدامها ما يبغي يصيح...
ونشت من عنده بتسير بسرعه قبل لا يوون اخوانها ويكسرون راسها ولا حد يرتكب منهم فيها جريمة قتل لو يشوفونها في الميلس وهي تخاطر هالمخاطره..ويوم ظهرت عند الباب وقف شعرها كله وحست بقشعريره في كل انحاء جسمها...وقلبها انتفض بقوه وهي تسمعه يزقرها..
حمد وهو ياي صوبها: حصه وقفي شوي...
وهي ردت تتأكد انه صدق زقرها..ولفت وراها وشافته ويهه بويهها وعيونه بعيونها...شافت عيونه تغرق بالدموع...وهي نفس الشي...
حمد بحزن فضيع: حصه انا اسف ما كنت اقصد أي كلمه قلتها بالمستشفى..صدقيني والله...وصدقيني لو ما كنتي قريبه مني ما قلت لج هالكلام..وانا ادري انه عقب المرحومه محد ممكن يتحملني غيرج...اسف واقولها لج للمره الثانيه...ما كنت اقصد أي كلمه وكنت في لحظة غضب...
طبعا حصه عقب ما سمعت هالرمسه ما ردت عليه بكلمه وطلعت وهي تصيح سايره البيت وهو رد الميلس لاحزانه بس بعد حس عمره ارتاح يوم اعتذر لحصه...وحس انه صدق ظلمها وياه...
"مالها ذنب في أي شي صدق اني ظلمتها...محد ممكن يتحملني ويتحمل تصرفاتي غيرها..والله يا حصه اني متلوم فيج فوق ما يمكن لخيالج انه يتصور.."
ورد ييلس مكانه وقبض المصحف بيقرا له شوي لين ما يوصلون الرياييل...
...............

سحابة صيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن