✴|الفَصـلُ الرّابِـع: وقِحَة ومتسلِّط.

18.3K 1.8K 682
                                    


°~قراءة طيبة~°

○صوت وتعليق ومتابعة تسعدني💜○



"بارك هاينا، دوركِ للّيلة القادمــة"

هزَّت ثقته كيان المعنية بالامر،
إزدردت ريقها بعد أن جفَّ حلقها وغدت تمسح يدها المتعرقة بثوبها الحريري، الآن سيحصل ما كانت خائفة منه، ما قد عملت جاهدة على عدم حصوله!

هي تفضل لو تموت على أن تسلم جسدها الطاهر من أجل السمعة والمظاهر فكل ذلك لا يهمها بتاتاً.

ويالَلسخرية، ففوق المصيبة التي حلت عليها، هي الآن تتلقى النظرات الحقودة ممن تسمى بالفتيات المحظيات! وبعد أن غادر الملك تلك الحجرة بقيت هي معهن وفي ذلك الحين لاحظت إحدى الفتيات شحوب هاينا وخوفها الواضح فتقدمت ببضع خطوات وأطربتها بكلام لطيف ومطمأن جعل من هاينا تسترخي وتفكر في كلامها قليلاً و إنها ستستمر بعنادها ورفضها لما يريد هو،

تلكَ لم تكن ذات معرفة بهاينا مسبقاً، لكن هي فقط قد أُعجبت بتصرفات هاينا حتى إنها تمنت لو تمتلك شخصية قوية كخاصة تلك الأخيرة لتستطيع من مواجهة الحياة بصعوباتها فمن يظهر ضعفه وتساهله لا يبقى في هذا العالم!



بعد خروج الملك من تلك الحجرة ذهب للصيد، لقد كان مولعاً بالتجول في البراري وإطلاق السهام، ومن جهة أخرى أنه كان فرح ومتحمس فغداً مساءً ستكون بين يديه الفتاة التي أعجبته منذ رؤيته لها،
الفتاة التي جعلت من إضطرابه أمر عادي يحصل عند تواجدها معه، بل عند تذكره لها حتى!

رفع قوسه بقوة وببراعة ليخرج سهماً من الجعبة المعلّقة خلفه، نظر للدائرة الحمراء أمامه بعينيه الحادتين وبحاجبيه المنعقدين، ثم أظهر إبتسامتهُ حالما إنطلق سهمه أدار ظهره قبل أن يرى النتيجة، فككل مرة تمركز السهم وسط الدائرة.

مضى الوقت والساعات وسيطر الظلام على الأنحاء،
بعد إنقضاء نهارٍ مليء بالأعباء، وفي خضم تلك الأحداث عاد الملك إلى البناء، توجه للقصر
الملكي حيث الجميع في مضجعه للإسترخاء.

أما عن هاينا فلم يسكن لها جفن، لقد كانت تفكر وتفكر فيما ستفعل غداً وهل ستستطيع الإفلات منه؟

وبالنسبة لجلالته فهو دائماً ما ينام ويستيقظ بإنتظام لكن هذه الليلة لم يجد حظه مع النوم ليهم بالإستحمام بحمام دافئ ترتاح له نفسه قبل جسده.

وبعد أن خرج، إرتدى ثوباً طويلاً فضفاضاً كالهانبوك الكوري المعروف وإتجه نحو المكتبة الطويلة الشاسعة والمملوءة بشتى أصناف الكتب التي تحكي حضارات الأجداد وتاريخ الملوك العظماء، منذ صغره علمه أباه قبل موته بأن يتعظ ويعتبر من تجارب من قبله.

رَماديَّـة العَينيـن Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang