✴|الفَصلُ السابِع عَشـر: خَريفُ المَشاعِـر.

12.6K 1.2K 628
                                    


🌼

🌲قراءة طيبة🌲

🌼

《إستعدوا في الفصل جفوفايات صغيرونات وبعض
الفشلات🌚》

[5:00 فجراً]

نائِمةً علَى سَريرهـا ذُو الفَرشـَةِ البَيضاء كنَجمَـةٍ سقطـَت سهواً من سماءٍ مضيئـة على أرضٍ مظلـمة فأخذت تُنيـرُ عُتمتَها، تنسـدِلُ خُصلاتُ شَـعرها وكأنها الفَحم بمنجَمِ الألماس؛ على وِسادتهـا الطـَّرية التي كانتْ تحتَضـِن.

استيقظـَتْ لتَجلِس بنِصفـِها العـُلوي ثـمَّ تُزيح الغِطاء عنها قليلـاً وتناظـر ذلك النائـِم علَى الكـُرسي مُتكِئـاً بيده واضعـاً إيـاها على جنبِـه،

ابتسَمَتْ بِرِقةٍ لتستَدرِك نَفسَهـا ثـُمَّ تَعبس بِطفوليـَّة وتعُود للنـَّوم، فقد أغواها دِفء فِراشها وَلكَم تمنَّـت أن تنَام هُنا كـُلَّ يَـوم.

أما عَنه فقد أيقَظـهُ نور كـرةِ اللهب الذي دخَل لِتوه مُستَقيماً عَلى مَكانِ نومِه.



[صَبيحـَة اليومِ نفسـِه]

استيقظَت هاينـَا لتجلُـس على فراشـِها ثمّ تبدَأ بفركِ رماديتيـها لغرضِ إبعادِ أثرِ النـُعاس عَنهمـا، تثاءَبـت ثمّ جالت بنظرِهـا الجناحَ بأكملِـه لكنـّه غيرُ مَوجود، أيـنَ هُو يا تـُرى؟

كانَت تُفكـّر إلى أن أحسّـت بألمٍ أسفَـل معدَتِهـا كانَ حادّاً بشـدّة ممّا جَعلها تَحنـي ظَـهرَها بخِفـّة، لَم تعلم ما هو وَمـا سببُـه.

منُشغلـة بنفسِهـا حيـنَ سمِعت صوتَ فتحِ بابِ الشُرفـة يليها صـوتُ خطواتِـه التي أخذت بالأرتِفـاع كلّما اقتـَرب مِنها كانت تشبَـه تلك الأصوات داخـِل أضلُعهـا بَل إن الأخِـيرة كانَت أسـرَع وأعـلى!

لَم ترفَـع رأسها إلى أن وصَـل أمامهـا، رفعت ناظريـها فترَى وجهَـه الوسِيـم كما أقرّت عَنه بعقلِـها، يحمِل كتاباً كان قد وضـَعه عَلى المِنضـدةِ بقُربِـها.

"هيـّا انهضِـي مِن سَريري أيتُهـا الطِفلةُ الكَسـول!"

أردَف مُمازحـاً وَهو يَصنـعُ تعابيـرَ الجدِيّـةِ بوجهـِه، أمّا هاينا فقَد أرادت إبعاد غطائـِها وإذا بِهـا تَرى بقعـةً حمراء وسَط شرشفِهـا الأبيض الذي كان تحتـها!

علِمَت الآن ما هو سبَب وجعِ بطنها فلَم يكن ذلكَ الألَـم سِوى رَحمهـا.

رَماديَّـة العَينيـن Where stories live. Discover now