【 الفصل الخامس 】

Start from the beginning
                                    

نظر لحيث هي ليجدها فتاة يافعة ترتدي زي الخادمات باللون الأسود و الأبيض ثم جال ببصره في أرجاء الغرفة الكبيرة التي تم وضعه فيها غير مصدق لما تراه عيناه ... يرى أشياء لم يسبق له رؤيتها و معرفة اسمها و تصورها أبدا في مخيلته ... لكنه يستطيع أن يجزم أن المكان مبهر للغاية !!

رائحة المكان زكية و جميلة جدا ... كانت كرائحة العطور الباهظة !

أنزل بصره لحيث السرير الذي يجلس عليه و قد كان وثيرا و طريا و ناعما بشكل لم يجربه طيلة حياته كلها ... و بعد كل ما رآه استنتج أخيرا أين هو !!

نظر للخادمة بسرعة و سأل : هل أنا في الجنة ؟

أطالت النظر إليه و قد رمشت عدة مرات قبل أن تنطق ببطء : الـجـنـة ؟

و في تلك اللحظة دخل رجل للغرفة يبدو لحد ما كبيرا في السن و مع ذلك يحافط على رشاقة جسده و قد كان مهندم المظهر و يرتدي زيا رسميا بلون أسود و نظر لآراش و قال له بجدية : يبدو أنك استيقظت أخيرا !

لم يفهم آراش ما الذي يعنيه الرجل الذي أمر عدد من الحراس من خلفه أن يأخذوه معهم حالا ... و خلال لحظات أمسك أحدهم بذراعه من جهة و الآخر من الجهة الأخرى و سحبوه معه إلى حيث لا يعلم ... لكنه خمن أنهم يجرونه للجحيم !

أخذ يقاومهم و يحاول التملص منهم لكن أتى المزيد من الحراس الذين حدّوا من حركته و تمكنوا من السيطرة على هيجانه حتى وصلوا إلى باب ضخم و أنيق للغاية مليء بالزخارف المطلية بالذهب !

طرق الرجل الباب عدة طرقات بأدب و نطق : سمو الأمير ... هل يمكننا الدخول ؟؟

أتاه صوت غير واضح من الداخل : أجل رجاءً !

فتح الرجل صاحب المظهر المهندم الباب و قد ظهرت غرفة أضخم كثيرا من الغرفة التي كان فيها آراش و كانت أنيقة للغاية و النوافذ الضخمة تسمح لأشعة الشمس بإضاءتها و رائحة العطر الزكية منتشرة فيها ..

كان هناك مكتب كبير و يجلس خلفه شاب له بشرة بيضاء و شعر فضي مميز و عيناه زمرديتان لامعتان ... يسرح شعره كله للخلف بترتيب و له ابتسامة لطيفة على وجهه ... و لا أحد ينكر أنه وسيم للغاية !

أجلسوه على الأرض مقابلا للوسيم الجالس على مكتبه و الحراس يحيطون به فأخذ صاحب الشعر الفضي ينقر على سطح مكتبه عدة مرات و هو يقول بتفكير : أنت المدعو "سنمّار" ... صحيح ؟

كان آراش يلوي فمه و يعقد حاجبيه و لا يبدو أن ما يحصل يعجبه البتة فقام أحد الحراس بهز رأسه : قل شيئا !!

انزعج آراش و التفت بسرعة ناحيته و صرخ في وجهه : دعني يا هذا !

ثم أعاد نظره للوسيم أمامه و نطق : من أنت ؟ ... و مالذي تريده مني ؟ ... و لماذا أرسلت "درعك" للإمساك بي ؟؟

سنمّار درع لينورOn viuen les histories. Descobreix ara