【 الفصل التاسع و العشرون 】

1K 142 77
                                    

【 الفصل التاسع و العشرون 】

بائسين.

*************

رغم أنها كانت غرفة مظلمة و موحشة جدا ... تبدل ذلك الشعور داخل تلك الجميلة الشقراء تماما خلال ثوانٍ حالما رأته ... لقد منحها نوعا من الدفء و الأمان اللذان افتقدتهما بشدة وسط هذه الغربة و الأحداث المربكة.

لم تتخيل يوما أن يكون "درعها" هو الشخص الذي قد ترتمي في أحضانه في مثل هذه اللحظات الحرجة ... و أن تشعر به كما لو أنه قطعة من موطنها من شأنها أن تعيد الاستقرار و الهدوء وسط فوضى أحاسيسها و وحشة قلبها.

بالنسبة له كان احتضانها مختلف تماما ... بعثره بدلا من أن يهدئه ... أربكه و قلب مشاعره رأسا على عقب ... بعكسها فَقَدَ الهدوء تماما و بات يشعر بتوتر شديد و ضربات قلبه تصاعدت لحد لم يبلغه حتى في أشد تدريباته مع مدربه.

مع ذلك لم يكره شعور الفوضى التي حصلت في روحه و كيانه ... كانت أحساسيه تلك اللحظة معقدة و متشابكة كما العادة حينما يكون إلى جوارها ... إنه في غمره فرحه و في الوقت ذاته يتخبط استقرار جسده فقلبه لا يتوقف عن الخفقان بسرعة و حرارة بدنه ارتفعت من أعلا رأسه لأخمص قدميه.

بشكل مفاجئ تلاشت آلام جسده المرهق ... رحل عنه التعب ... و حل محلهما شعور عظيم بالسلام و السعادة.

مشاعره تناقض بعضها ... متأرجحة ما بين الراحة و الضوضاء ... كانت هي سكونه و اضطرابه في آن واحد ... لم يكن يمكنه أن يعي ذلك و يصدقه حتى يخوض غمار هذه المشاعر بنفسه.

ذراعيها اللتان تطوقانه كما لو أنهما تسربان الطمأنينة و الدفء من خلالهما ليجريان مجرى الدم و يستقران على مضغته التي تسابق الزمن في ضخ دماءه ... كغشاء رقيق و طبقة ناعمة كسته محاولة تهدئته و منحه سرورا و أمانا اسثنائيين.

يود البقاء إلى جوارها لأقصى وقت ممكن ... يود أن يربت عليها كما يفعل الآن لأطول فترة ... أن يقوم بتهدئتها و يكون هو ملجأها من فجعاتها ... و يخبرها أن كل شيء سيكون على ما يرام.

ردد قائلا بصوته الهامس بجاور اذنها : كل شيء سيكون على ما يرام ... فأنا هنا إلى جانبك.

و بكت و هي لا تزال تحكم احتضانه و لا تود أن تتركه فهو حبل نجاتها الذي تتمسك به بكل قوتها ... و أثناء ذلك كان الأمير ڤيكتور ينظر إليهما بهدوء دون تدخل ... و رغم أنه قرر منح آراش فرصة لقاءها لكنه خطط لأن تكون لعدة ثوانٍ و دقيقة واحدة على الأكثر ... إلا أن انهيار الآنسة لينور هذا جعله يعيد ترتيب خططه قليلا.

ربما عليه أن يكون مراعيا لها أكثر و يتركها برفقة "درعها" لوقت أطول حتى تهدأ و تأكل الطعام و تأخذ الدواء ... في النهاية هي ابنة لتاجر معروف و عدم الإحسان إليها أكبر حماقة قد يرتكبها و قد تفقده شخص مهم ذا مكانة قوية كوالدها.

سنمّار درع لينورWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu