【 الفصل التاسع 】

1.8K 180 137
                                    

【 الفصل التاسع 】

أسئلة و أجوبة.

*************

تحدث بصوت جاد و هو يقول : لماذا سلكتِ الطريق الوعر عند قدومك للمدينة التجارية ؟؟

كان الصمت قد حل لثوانٍ و هو يفكر في سؤال ليطرحه على الجميلة الممتثلة أمامه داخل تلك العربة الخشبية التي تسير في طريقها إلى البلدة المجاورة و قد قطعت قرابة أربعة أيام من أصل عشرة ...

أي مجموع ما تبقى ستة أيام إن واظبت على نفس الحال !

و عاد السكون مرة أخرى من بعد سؤاله و بدى على الفور أن السؤال لم يعجبها و حركت عيناها بعيدا عنه و من ثم قالت ببعض الارتباك : أ لا يمكنك تغيير السؤال ؟

تعجب منها : لا يجوز لك تغيير السؤال !

قالت له بتحاذق : لم اذكر في الشروط أنني لا استطيع تغيير السؤال !

نظر لها بنصف عين لكنه قال : حسنا حسنا يا آنستى الموقرة سأغير السؤال ! ... أين هي والدتك ؟

سكتت بهدوء و طال صمتها لحد ما و كأن لسانها قد اصبح ثقيلا للغاية ... و من ثم أشارت للأعلى بابتسامة وصفها آراش بالواهنة الحزينة ...

كانت الغصة هي ما اجتاحتها قبل أن تزدرد ريقها بهدوء و ببطء و نطقت الحروف الموجعة : في السماء ..

اختصرت الجواب في كلمتين جعلته يسكت و لا يضيف شيئا أو يسأل المزيد من التفاصيل ...

ارتخت عضلات وجهه في هدوء و بات يحدق في وجهها و قد احمرت عيناها و و قد بدى أنها تحاول جاهدة تمالك مشاعرها ... فليس من السهل عليها نسيان تلك الانسانة العظيمة و الغالية على كل شخص عاش حياة طبيعية ..

و هنا خطر سؤال لطالما تردد في ذهنه و أرهقه كثيرا : إن كان لديك خيارين لا ثالث لهما ... أحدهما أن ترحل إلى السماء و الآخر أن ترحل بعيدا عنك لكنها لا تزال على قيد الحياة ؟

و أكمل ليوضح حديثه و هو يعدل جلسته ليكون أكثر تركيزا : مثلا أن يحصل شجار بين والديك و تضطر هي للابتعاد عنك ... إلى مكان بعيد جدا بحيث أن رؤيتها مستحيلة ..

ردت مباشرة و قد بدأت دموعها تتساقط و تحاول بيأس مسحها و قد ظهرت البحة في نبرتها : بالطبع أن تكون على قيد الحياة ... مجرد أن أعرف بأننا لا نزال تحت السماء و أن هناك فرصة ممكنة للقاءها و التواصل معها و سماع صوتها ... و لو كانت فرصة ضئيلة جدا لكنني أريدها على قيد الحياة !

سكت بهدوء و لم يقل شيئا فيما توقفت العربة عن السير و هما لا يعرفان أي طريق كانت تسلكه بسبب حديثهما ... و ما هي سوى لحظات حتى طرق دُونْ الباب : آنسة لينور ... لقد توقفنا عند قرية في الطريق فقد انتهت المؤن من عندنا و قررنا شراء ما يمكنتا شراءه من هنا !

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now