【 الفصل العشرون 】

1.2K 159 230
                                    

【 الفصل العشرون 】

تصرف مجنون.

*************

أمام تلك القلاع الحجرية ... و الهواء كان يحمل رائحة البحر حينما هب عليهم محركا خصلات شعورهم و ثيابهم.

كان كل من آراش و الآنسة لينور يقفان على العشب حينما هبط أمامهما على مسافة عدة أمتار رجل ببنية جسده الضخمة ... و رأسه الذي يغطيه طبقة شعر خفيفة تبديه بلون رصاصي ... و ثيابه السوداء ... و هالته تدل على هيبته و جموده !

حل الصمت في المكان للحظات و آراش ينظر لذلك الرجل الممتثل أمامه و الضيق يجتاحه و الاسطوانة الخاصة بالبدين أُعيد تشغليها للمرة المائة في ذهنه !

مالذي أتى بهذا الشخص إلى هنا ؟؟

أما عنها فقد رسمت ابتسامة سرور على محياها و هتفت بعدم تصديق : آدم !

حين رآها آدم و هي بخير و لم يصبها أذى كما يرى باستنثناء ثوبها المتسخ الأبيض ارتخت ملامح وجهه قليلا و نطق : من الجيد أنك بخير يا آنسة لينور.

سألته مباشرة : هل الأمير ميرزا ..

لم تعرف ما تقوله من شدة سعادتها ليكمل آدم عنها بنبرته الهادئة و التي يغلفها نوع من الصرامة في الوقت ذاته : لقد راود الأمير حدس بشأنك قبل عدة أيام ... و لم يرتح حتى شق طريقه إلى هنا لرؤيتك ... و عند أطراف المدينة أخبرنا رِيْ بما حصل لذا أسرعنا إلى الغابة للبحث عنك ... افترقتُ عن الأمير منذ فترة حتى ابحث عنك و يبدو أنني وجدتك قبله !

لم تصدق أذناها ما سمعته ... لقد شعر الأمير ميرزا بالخوف عليها ... و رغم أن ما شعر به اتجاهها هو الحدس لكنه كان مصيب في احساسه و هذا يدل على مدى حبه و تعلقه بها ... تكبد عناء السفر فقط لرؤيتها و الاطمئنان عليها و ليرتاح ضميره ... فور وصوله و علمه بأمرها لم يتوانى هو و "درعه" آدم بالتوغل في الغابة و البحث عنها !

كان ذلك ما دار في خلد الآنسة لينور التي بكت رغما عنها في سعاد و عبرت عن مشاعرها و هي تمسح دموعها : لقد اشتقت له ..

ظل آراش ينظر إليها في انكسار و هو لا يعرف بالضبط ما هو موقفه من كل هذا ... يشعر بالأسى على نفسه من حبها للأمير ميرزا و شوقها له ... و في الوقت ذاته بالإحباط لكونها توجه مشاعرها لشخص غير كفء مثل الأمير ميرزا ...

لكنه قرر سلفا أنه لن يصدق شيئا مما سمعه من البدين ... لذا فهي الآن تحب شخصا رائعا يفوقه بمراحل ... و سيضطر لتجاهل أي شعور قد يشعره إزاء الأمير ذي الشعر الفضي و كذلك مشاعره اتجاه الآنسة لينور و يدوس عليها ...

سنمّار درع لينورDove le storie prendono vita. Scoprilo ora