【 الفصل السابع عشر 】
سرقة بسيطة.
*************
كان صوت حوافر الحصان التي تركض على طريق شبه وعر قد علا في صمت الطبيعة و جسد ذلك الرجل يتحرك مع حركة حصانه و هو يضيق عينيه و يركز على الطريق أمامه.
هو يعلم أن الوصول إلى المدينة التجارية لبلدتهم سيستغرق الكثير من الوقت بل لربما أيام و لكنه أمر مستعجل و لابد من الأمير ميرزا و الذي يكون حبيبي الآنسة لينور و الذي يهتم لأمرها و يخاف عليها أن يعرف على الأقل بالإهمال الحاصل من الأمير بروسبيرو !
و بينما كان كذلك ظهر أمامه فجأة الأمير ميرزا على حصانه الأسود و معه عدد من الحراس و من بينهم "درعه" آدم و حالما رآهم أوقف حصانه و كذلك فعلوا جميعهم.
كانت أنفاس رِيْ متسارعة و وجهه متعرق و ملامحه لا تبشر بالخير و هذا ما دفع الأمير ميرزا للشعور بالقلق الشديد و قال و هو يقطب حاجبيه : ماذا هناك يا رِيْ ؟ ... لماذا أنت هنا ؟
دون مقدمات تحدث رِيْ بنفس واحد : لقد تم اختطاف الآنسة لينور من قصر الأمير بروسبيرو و لا نعلم عنها شيئا !
اتسعت عينا الأمير ميرزا في صدمة مما سمعه و لم يعرف ما يقوله ليقول رِيْ و هو يستدير بحصانه : هيا بسرعة لنذهب فلا وقت لنضيعه !
حرك الأمير ميرزا رأسه إيجابا و انطلق حصانه ليركض خلف رِيْ و هو يسأله بعدم تصديق : مالذي حصل بالضبط ؟ كيف اختطفت و أين و لماذا ؟ و آراش أين هو من كل هذا ؟
كانت أسئلة الأمير ميرزا متتالية و بنفس واحد من شدة قلقه فرد رِيْ و هو يسرد ما يعرفه : بدى لنا أنه تم اختطافها من قصر الأمير بروسبيرو و تم العثور على آراش مصابا على أطراف الغابة و قد استنتجوا أنه كان يلاحقهم لكنهم تمكنوا من إطاحته !
عض الأمير ميرزا على شفته فيما قال رِيْ : يا لها من مصادفة غريبة أن أجدك في طريقي ... مالذي دفعك للقدوم إلى المدينة السياحية من هذا الطريق ؟
رد ميرزا عليه و أصوات حوافر الأحصنة التي تركض أسرع فأسرع عن السابق تصل إليه و هو ينظر للطريق أمامه بعدما كان ينظر إلى رِيْ : في الحقيقة راودني شعور غريب قبل عدة أيام ... حدس ما اخبرني أن الآنسة لينور لن تكون على ما يرام ... فأنا أعرف أن الأمير بروسبيرو ليس أهلا للثقة ... أخبرت آدم عن شعوري هذا فأشار لي بأن اذهب إليها و أسلك الطريق الأسرع و لو أنه أشد خطورة و سيكون هو برفقتي ... و يبدو أنني وصلت في وقت حرج حقا و كأن حدسي أصيب !
ساور رِيْ شعور عظيم بالراحة و الاطمئنان ... مع وجود الأمير ميرزا سيتم حل كل شيء بسلاسة و حكمة فهو شخص يعرف كيف يتصرف في المواقف الحرجة كما أنه شجاع و قوي و لا يهاب أحدا !
YOU ARE READING
سنمّار درع لينور
Adventure.. "اسرق ما تشاء طالما هي أمور حسية" .. نشرت في يوم الثلاثاء : الموافق : ٢٦ يونيو ٢٠١٨م ١٢ شوال ١٤٣٩هـ انتهت في يوم الخميس : الموافق : ٧ فبراير ٢٠١٩ م ٢ جماد الثاني ١٤٤٠ هـ .. فائزة في مسابقة أسوة ٢٠١٩ للقائمة الطويلة
