【 الفصل السابع و الثلاثون 】

1K 143 138
                                    

【 الفصل السابع و الثلاثون 】

خائف.

*************

أمام باب غرفته الكبير المصنوع من الخشب الأصيل و الذي يفوق طولها مرتين تقف بثبات يعاكس شعورها الداخلي المليء بالفوضى و الاضطراب.

تم ترك من معها في غرفة خاصة لاستقبالهم سامحين لها وحدها بالدخول إلى القصر مع إحدى الخادمات التي اصطحبتها إلى غرفته.

ازدردت ريقها ببطء و سحبت نفسا عميقا في محاولة منها لتهدئة عقلها ... و من ثم استجمعت قوتها طرقت الباب بيدها الرقيقة عدة طرقات.

لم يصلها أي رد أو صوت و ظنت أن طرقاتها لم تصله لذا قررت معاودة الطرق لكن صرير الباب و هو يُفْتَح منعها من ذلك و نظرت لمن قام بفتحه ... بشعره الفضي المتبعثر قليلا و عيناه الزمرديتان و يرتدي ثوبٌ حسنٌ لاستقبالها.

لم تسنح لها الفرصة لرؤية وجهه جيدا فقد قام بسحبها من ذراعها ليدخلها داخل الغرفة و مغلقا الباب و احتضنها بين ذراعيه بقوة شديدة.

اربكها تصرفه كثيرا و بشكل لا إرادي قامت بدفعه عنها في خجل : ابتعد يا ميرزا.

احكم احتضانها و هو يشعر بأنه لا يود مفارقتها و لا الإبتعاد عنها و إن كانت عدة سنتيمترات ... مضت فترة طويلة جدا منذ أن حُرم من رؤيتها ... قدومها كالحلم يود التشبث به بقوة خشية اختفاءه فجأة ... لقد اشتاق إليها بشدة ... و يرغب في احتضانها للأبد كي يعوض كل دقيقة قضاها بعيدا عنها.

شعرت بنوع من التخدر في أطرافها و لم تستطع مقاومته رغم أنها غاضبة منه فهي تحبه بعد كل شيء ... إنه الشخص الذي وهبته قلبها و كل ما تملكه من مشاعر ... لقد كان لها الصديق و الأخ و الحبيب أيضا ... هي تعرف يقينا مقدار حبها له و هذا ما يجعلها بالمقابل تغضب كثيرا من تصرفه.

دمعت عيناها رغما عنها و اترجفت ذقنها من الحنين إليه و ودت لو تغلق موضوع الحديث دون أن تعرف أي شيء لكنها حاولت التغلب على عاطفتها من الإنفجار و تحدثت بحزم زائف : ابتعد يا ميرزا و دعنا نتحدث !

رد عليها بصوت مكسور متألم يعبر باختصار عن حاله اليائسة : أرجوك يا لينور ... دعيني فقط أصدق أنك بخير و أنك أمامي هذه اللحظة !

ما قاله استثار ذاكرتها مع رجال العصابة و كل الأحداث التي وقعت في المدينة السياحية و كانت كلمة "بخير" قد استفزتها و أمدتها بقوة مكنتها من إبعاده عنها و هي تقول بنبرة جادة و حزينة : ميرزا لنتحدث حالا !

هنا استفاق قليلا من مشاعره التي كانت تسيطر على تصرفاته و تتحكم بها و علم أنه إن تمادى سيفسد ما تبقى بينهما فأمسك بيدها و سحبها خلفه ليجلسها على سريره الكبير الطريّ و يجلس مقابلا لها و نطق بهدوء و قد استعاد اتزانه بعد أن كان مغيبا بمشاعره : آسفة لأنني تصرفت بهذه الطريقة يا لينور ... لكن مشاعري اتجاهك يصعب السيطرة عليها ... فقد كنت أتلهف إلى رؤيتك منذ علمت بأمر قدومك.

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now