【 الفصل الثاني عشر 】

1.6K 160 271
                                    

【 الفصل الثاني عشر 】

الحفلة.

*************

وصلوا إلى المنزل بعدما اخذوا مقاسات صاحب الشعر الأسود القصير و عيناه الزيتيتان اللامعتان لتفصيل زي مناسب للحفل ... و حين عودتهما خرجا من العربة فيما قرر دُونْ و رِيْ الذهاب لشراء بعض الأغراض للغداء ... أما عنهما دخلا للمنزل.

أشارت له إلى حيث الصالة و قالت : تعال معي ...

سار خلفها متعجبا من طلبها و ذهبا لحيث الصالة التي كانت كبيرة كالمتوقع و جلسا على الآرائك الناعمة جدا ذات الجودة العالية و قالت له : تعرف أنني أحب الحديث ... لذا أريد التحدث معك !

تمتم في تفهم و حل الصمت لفترة قبل أن يوزع بصره في أرجاء الصالة و صورتها و هي تدفع المال لصاحب المتجر تجوب في رأسه ... لقد تمكنت من جعل صاحب المحل يسرع في تفصيل الزي له بمالها ... حقا المال له قوة كبيرة في هذا العالم !

تحدث بعفوية معلقا : الڤيلا رائعة جدا ... حقا من الجميل أن يولد المرء ثريا !

رسمت ابتسامة و قالت : للأسف ليس كل الناس يولدون أغنياء ...

شعر بأن هناك نوع من الإهانة توجه إليه من جملتها تلك و قبل أن ينبس ببنت شفة أكملت و هي تنظر إليه : لكن الذين لم يولدوا يمكنهم أن يصبحوا كذلك !

رمش باستغراب مما قالته فيما استطردت : دعني أسرد لك حكاية بسيطة بما أني أحب الحديث كما تعلم ...

ضحك بخفة و مظر لها بشيء من الحماسة : أطربي مسامعي يا أيتها الحكواتي !

ردت له الابتسامة : كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك صبي ولد في عائلة ميسورة الحال ... و بعد فترة انجبت والدته عددا كبيرا من الفتيات اللطيفات ... اضطر للعمل ليل نهار في ظل الجوع و الفقر من أجل مساعدة أسرته و لم ييأس أبدا ... كان ينحني بسبب عاصفة الأيام لكنه لم يسمح لها بأن تكسره ... و كان يستمتع بإسعاد الصغيرات بصناعة الحلي البسيطة لهن بما لديه من خامات متواضعة ...

و تابعت : حين كبر ذلك الصبي و اصبح في حوالي الخامسة عشرة أخذ يحاول البحث عن عمل بشكل جاد ... لكنه حقا لم يعرف بماذا يبدأ أو كيف عليه أن يعمل ... و قد انتقل للمدينة التجارية بدلا من مدينته و عمل في أعمال بسيطة مقابل مبلغ زهيد ... و بالصدفة تحدث مع صائغ ذهب ... و بطريقة ما اكتشف مهارته في تصميم الحلي ... و رغم أن ما يستخدمه من أدوات كان بسيطا و متواضعا لكن النتيجة النهائية جدا مبهرة ... و علم صائغ الذهب أنه لو عمل مع هذا الصبي فسيربح الكثير ...

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن