【 الفصل الخامس 】

2.5K 236 350
                                    

【 الفصل الخامس 】

لينور.

*************

طفل صغير بشعره الأسود الذي طال لأسفل رقبته و يغطي جبينه بالكامل يأكل الفاكهة بين يديه باستمتاع فيما يجلس ذلك الرجل بجواره و يقضم الفاكهة أيضا بهدوء و أعلاهما شجرة تتساقط أوراقها الصفراء عليهما ...

أتاه صوت الرجل الجامد : آراش ...

رفع آراش الصغير رأسه لحيث الرجل و قد كان عصير الفاكهة الدبق يغطي شفتيه و وجنتيه و كذلك يديه ليكمل الآخر : اسرق ما تشاء طالما هي أمور حسية ... طالما هي بسيطة و على قدر حاجتك اسرق ... اسرق و عش حرا ... عش طالما لا تسرق حياة أحد ... و لا تسمح لكائن من كان أن يسرق حياتك ... أن يسرق وقتك ... أن يسرق حريتك ! ... عش يا آراش و استغل كل دقيقة من حياتك لإسعاد نفسك و تعلم أمور جديدة ... عش لنفسك يا آراش و لا تعش من أجل أحد أبدا !

حرك رأسه إيجابا و هو يحاول حفر تلك الكلمات في عقله كي لا ينساها أبدا ... و حالما فعل بدأت تتلاشى الصورة من أمامه و أخذت الكثير من الذكريات تتداخل في بعضها حتى أدرك أنه يحلم قبل أن يفتح عيناه للواقع بلحظات !

لم يستوعب أين هو و ظل يحدق في الفراغ و عقله لا يزال عائما في العالم الآخر ... كان المكان مظلم للغاية و أخيرا تمكن عقله من استيعاب آخر ما حصل معه ...

لقد قابل "درع" لأول مرة في حياته غير مدربه ... و قد تواجها معا ... تمت محاصرته ... و من ثم قتلوه !

إذن أين هو الآن ؟ ... هل هكذا يبدو شكل الموت يا ترى ؟

أراد أن يتحرك لكنه شعر بيديه مقيدتين بالأصفاد فجلس بسرعة و قال و هو يحركهما محاولا التملص من قيده : ما هذه الأصفاد ؟؟ ... هل الأرواح تقيد هكذا ؟؟

ثم أخذ يراجع ما فعله طيلة حياته المنقضية ... لم يكن شخصا صالحا يوما فقد كان يصرخ في وجه من هم أكبر منه في الميتم ثم بعد ذلك بات يكذب و يسرق و يقطع الطرق ... هل هذا يعني أنه سيكون في طريقه للجحيم لذلك هو مقيد بهذه الطريقة ؟؟

كاد أن يطرد فكرة أنه ميت من رأسه لكنه يشعر بأنه يجلس على نعومة تختلف عن صلابة الأرض و هذا يعني أن روحه ربما محلقة أو أنه يستقر فوق الغيوم الطرية !

تلك اللحظة سمع صوت الباب فالتفت بسرعة نحو مصدر الصوت و دون تفكير سأل : من هناك ؟؟

سمع صوتا أنثويا يقول : هل استيقظت ؟

و ما إن أنهت جملتها حتى سارت باتجاه النوافذ و قامت بسحب الستار المعتم لتضاء الغرفة بالكامل من ضوء الشمس و قد شعر بالألم في عينيه و أغلقهما مباشرة فالإضاءة سطعت بشكل مفاجئ وسط شدة الظلام ثم فتح عيناه بصعوبة ليسمع الصوت الأنثوي ذاته يسأله : هل أنت بخير ؟؟

سنمّار درع لينورWhere stories live. Discover now