الفصل الرابع والثلاثون الجزء الاول (صغيره ولكن)

Start from the beginning
                                    

ظلت مشدوهه مما حدث لهـا ، تخالجهـا رغبه في الإنتقـام منه ، نظرت أمامها بأعين زائغه ، وقررت التنفيذ فليس لديهـا ما تخشي عليـه ، وستموت قهـرا اذا تركهـا أخيهـا ، سـاقتها قدماها الي مغفر الشرطه بصحبه أحد المحامين لعله يساعده في ازمته ، ما ان رآته قادما نحوها حتي أسرعت اليه باكيه ، ضمها اليه قائلا بحزن بالغ :
- خلاص يا هايدي ..لازم تخلي بالك من نفسك كويس
تعالات شهقاتها واردفت بنبره متشنجه :
- مش هسيب اللي عمل فيك كده ...هنتقملك منه
أمين بقله حيله : يعني احنا نعرفه بس يا هايدي
رفعت رأسها من علي صدره قائله بتوعد :
- منصور ....منصور هو اللي عمل كده ..لازم أنتقم منه
فغر فاهه في صدمه قائلا :
- منصور...أزاي ما خدتش بالي انه ممكن يعمل كده
أومأت برأسها وأردفت بنبره مهتزه :
- أنا جبتلك محامي شاطر قوي ...طمني وقالي ممكن يخففلك الحكم
أبتسم باستهزاء قائلا :
- كلام يا هايدي ...دول مطلعين المخدرات من عندي وقدام عنيا ...يعني لابسها لابسها
تحسرت علي حاله أخيها ، ومسحت عبراتها بكف يديها قائله بحقد بائن :
- هاخد حقك من منصور ..مش هسيبه ابدا
_________________

ينظر اليه بضيق وتأفف ، فلوي الأخير شفتيه في تهكم ، فإبتسم والده له بسخريه وهو يتفرس هيئته ، فزفـر بقوه قائلا بضيق :
- كنـت عاوزني في ايـه
نظر له شزرا وأردف بانزعاج :
- فيـه حـد يكلـم أبوه كـده
تجهمت ملامحه وعاود قائلا : كنت عاوزني في ايه يا بابا
حدجه بخبث وأردف بمغزي :
- مش يـلا بقي علشان تتلم
حرك رأسه بعـدم فهم وأردف : قصد حضرتــك ايــه
أسند ظهره علي المقعـد قائلا بثبات :
- تتجـوز طبعا ..مش أتكلمنا في الموضوع ده قبل كده
أكفهرت ملامحه ، فتابع والده بجديه :
- ولا عايز الحل التاني ...عندك أتنين أختار
تفهم مايرمي اليه ، فأصبح مجبـرا علي ذلك ، فقطب بين حاجبيه قائلا بضيـق :
- ليـه كده بس يا بابا ..انا مبفكرش في الجـواز دلوقتـي
نظر له بجمود وأردف بجـديه :
- دا آخـر كلام عندي ..هتتجوز ..يعني هتتجوز.
تنهد بضيق ووجه بصره اليه متسائلا :
- وهتجـوز مين ان شـاء الله
أجابـه بمعنـي : ميـرا ..بنت منصـور صاحبـي
زفر بقـوه قائلا :
- بس انا معرفهـاش ...ولا عمري شوفتهـا ..ولا حضرتك هتجوزهالي عمياني كـده
أبتسم والده له قائلا بمغزي :
- مع اني شوفتــك واقف معاها قبل كده
زوي بين حاجبيه متسائلا :
- وأمتي ان شاء الله ..انا بجـد مش عارفهـا
فايز بتأفف : خلاص مش وقتـه الكلام ده ..المهم دلـوقتي اني عرفتك انا هعمـل ايـه
أشاح بوجهه ويبدو عليه التذمـر مما يفعـله والده معه وأردف في نفسه :
- يلا ..خلينا نتجوز بس علشان أريحه ..ومخسرش حاجه
_____________________

فتح باب مكتبها ومد رأسه للداخل قائلا بمــرح :
- أدخـل ولا لأ
أجابتــه بابتسامـه خجله : أدخـل
أقترب منها وجلس قبالتها واردف بتنهيــده حــاره :
- أنا مش مصـدق
أخفضت رأسها بخجل قائلــه : ولا أنا
مـد يده تجاهها محاولا لمس يدها ، فأنتبهت له وابعدتها علي الفور ، وبدا عليها التوتر ، فتفهم خجلهـا منه ، ونظر لها برومانسيه حالمه بعض الشئ قائلا :
- أنا حاسس لما هتكـوني معايا ..أيامي هتكون كلها سعاده
توردت وجنتيهـا قائله بخجـل : ميـرسي
رفع حـاجبه باستنكـار قائلا بعبوس : ميـرسي
أومأت برأسها واردفـت مدعيـه البراءه : بشـكرك
حدجهـا بضيق وأردف سـاخرا : لا شكر علي واجب
كتمت ابتسامتها فأردف هو بهيام : والنبي وريني الإبتسامه ..خلي قلبي يتشرح
نظرت له باستنكار قائله : معندكش شغل ولا ايه
حدجها بضيق قائلا :
- هو انتو عندكوا العيله شبه بعض كده ليه
مريم بعدم فهم : مش فاهمه
حسام بخبث : لما نتجوز هفهمك
لم تتفهم ما يرمي اليه ، ولكن حدسها يرشدها لشيئا ما سئ او بالكاد خبيثا ، كثرت الظنون في رأسها واردفت بجديه زائفه :
- عندي شغل ..ممكن تسيبني اكمله
ضيق عينيه قائلا بخبث : بشـرط
زوت بين حاجبيها متسائله : شـرط ايه
نظر لعينيها مباشره واردف بمعني : قوليلـي بحبــك
فغرت فاهها في صدمه ، فنظر لشفتيها قائلا بخبث :
- أقفلي بوقك ..كده بتغريني
أغلقتـه علي الفور قائله بتلعثـم :
- لو ..سمحت ..عنـدي شغل ..وانت معطلنــي ، أخرج تنهيـده حـــاره قائلا بنبره هائمه :
- هعمـل المستحيل علشان نتجـوز بسرعه
ضغطت علي شفتيها السفليه في خجل بائن ولم تعلـق ، فتابع بخبـث ناظرا لشفتيها :
- والحـركه دي كمان بتغريني
شهقت بخفه ونهض بحركه مباغته ، فتراجعت للخلف عفويا ، فنظر لها مضيقا عينيه وأردف بمغزي :
- متخافيش مني ..انا كنـت همشي علشان تكملي شغلك ، تابع غامزا : سلام يا زوجتـي المستقبليـه
دلف للخارج وتتبعت خروج وضحكت بخفه ، فعاد مره أخري قائلا بحـزن زائف :
- أيوه اضحكي من ورايا ...وقدامي مركبـه الوش الخشـب....
________________

اخـذت ترتشف من ذلك المشروب ويبدو عليهـا الخجـل ، فلأول مره تنفرد معه بمفردها ، نظر هو لها متفحصا ملامحها الجميله ، وجدته ينظر اليها فأخفضت بصرها علي الفور وتوترت ،قاطع هذا الصمت الممل قائلا بابتسامه عذبه :
- أنتي جميله قوي
كاد ان يسقط الكوب من يدها فوضعته سريعا وابتسم علي خجلها ، وتابع بابتسامه جذابه :
- علي فكره ..انا كنت رافض الجواز ..بس لما شوفتك غيرت رأيي
أومأت برأسها وابتسمت له ، فتابع بانزعاج :
- مبتكلميش ليه ..انا هكلم نفسي
تنحنحت بخفوت وأردفت بصوت متحشرج :
- انا بتكلم بس مكسوفه شويه
أتسعت ابتسامته قائلا : بحبك يا لبني
أضطربت اعضاءها فقد نطق اسمها للتو ، ولم تدري بما تجيبه وأكتفت بالابتسام له ، فتابع متسائلا :
- محبتيش قبل كده
رفعت راسها ناظره اليه واردفت بتلعثم :
- لأ ..كنت مخطوبه ..لأبن خالتي
أبتسم قائلا : وانا مش هسألك سيبتوا بعض ليه
بادلته الإبتسامه قائله : ميرسي علي ذوقك ........
___________________

يـدورون حولهـا بسعاده ، ويتحسسون هيكلهـا بفرحه بالغه كمن يتحسسون علي مقامـا ما ، فأردفت سـاره مازحـه :
- بخريهـا يا نـور علشان العيــن
نـور بعدم فهم : يعنـي أعملها ايه
نظرت لها شـزرا وأردفت بسخط : يعنـي غنيلهــا
نـور بمرح كبير : عنـدي أغاني كتير ..متقلقوش
ملك بنبره حالمه : نفسـي أركبها قـوي
نـور بجديه : أكيد طبعـا ..يـلا هنركبها كلنـا
ولجـن الفتيات داخل السياره ، ولم تخلو جلستهـم من ثرثرتهم المعتـاده واردفت هند بسعاده :
- شغلنا حاجه يا نانو نسمعها
ملك بتنهيده : أخيرا ركبت عربيه زي دي ..انا حاسه اني بحلم
حدجتها نور بنظرات ناريه قائله :
- بالراحه بعينك دي علي العربيه ..حاسه ان هيحصلها حاجه
وما هي الا دقائق معدوده حتي أقتربت منهم سياره ما وبداخلها عدد من الشباب وظلت تضيق عليهم الطريق وتشاكسهم ..................................
                  _________________
                        ___________
                             ______

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now