الفَصل السادِس والعِشرون.

2.5K 284 103
                                    

لا شَيء يعـود كـما كانَ.
ولا عُقدِة ستُحِل بتَركِـها للوَقتِ ليَتولاها.
هـذا ما أكتَشِفته سيرافـينا بالأيامِ التَي مضَت منذُ آخِـر صدامٍ وقَع بَينها وبَين الكـونتِ وحتَى تِلك الساعـة مِن النَـهارِ. لأنهم، ولهذهِ الدَقيقة، هُما لم يتبادَلا كـلِمة أو نظَـرة واحِدة فيّما بَينهما.

هـى لم تملِك رغَبـة بالأعتِذار عَن أخِـر شيئًا قالَته، مع أنها مُعترِفـة بخَطئِها، ولكِـن هو مَن أستَفِزها ودفَعها لجَرِف خَطِير مِن الأنهَـيارِ، لِذا كِـلاهُما كـان مُخطِئًا وكـانا مُتعادِلان الآن. فلِماذا المُبالِغـة بالتجاهُـل إذَن؟

بجَمِيع الأحـوال، هـى لم تَـرمِ بـالًا لتِلك المـسألِة طـويلًا إلا اليَوم بالتَحديدِ، بعَـد مِرور ما يُقارِب الأسِبـوع على وَصولِها للقَلعـةِ. فـكانَت وتـيرة أيامِها تمُـر بمَلِل، مُكتِظـة بأفكارِها، ثرثَـرة فرانسِيس عن مدَى حـبِه للآجواءِ الأرُستقراطِـية، وشَكـوى شارِلوت المُستمِرة مِن غطَرِسة أليكِـس الذي تصطَدِم بـه بالدَهـاليزِ.

لحِـين هذهِ اللحظَـةِ.
حيثُ تقِف قُبالِة المـرآةِ تُطالِع أنعِكاسَها بنظَـرة مُتفقِدة، وغِير واثِـقة. فلَيلة البارِحـة، تفاجِئت بڤارِيليا تُبلِغـها بوجَود مأدِبـة عِند الغـرَوبِ، مأدِبـة علَى الطِـراز الأغـريقِي، تُحِييها ليلِيث، فَنانة يونانِية مِن نَوع خاصٍ، كـما أخبَرتها ڤارِيليا، وصَلِت مِن قَصر آثـينا قبل لَيلتِين وحَسِب.

هذهِ لم تكُـن بوَليمة تُقام بالمُعتادِ كـما تذكُـر، ولم تفهَـم سببًا لقَيامِها إلا رغَبـة الكـونت بالألتِهاء عَن مشاكـلِه، وكـأنه لا يوجَد وباءٌ ينهِش بالرَعـية خارِج حصنِه. الأمـور كـما هِى ولم تتغَير، بـل كانَت تزداد سِوءً وهو لا يُولِ لها أعتِبارًا ما. هو كانَ لايزَل أنانِيًا.

ومَع بـوادِر اليـومِ، دُهِشت سيرافـينا بوجَودِ ثـوبًا يُناسِب الحَـفِل، نظـرًا لكـونها لم تملِك وقتَها لحَياكـة واحـدًا يُلائِم الآجواءَ، مع بِضعَة أغـراضٍ تُكـمِل طلَتها اليَونانِية التَي تآملَتها بعـدم أقتِناع، لعِدة أسبابٍ.

"ألّا يبدُ كـاشِفًا، قليلًا؟"تساءَلِت، مُستدِيرة أمامَ المـرآة للنظَـر لمُقدِمة ظَهـرِها المُتعـرِية مِن خَلف نعـومِة الثـوبِ الأبِـيض، ذَو الشرِيطـة الذَهـبية الطَـويلة التي ألتَفت حَول خـصرِها مِرارًا قبل أن يتـدلَ بين تـعرُجاتِ الثـوبِ، والَذي حظَى بأكـمامٍ هبَطت عن منكَـبِيها، مُحيطـة بتَرقوتِها ببَـهاءٍ.

لقد كانت طَلة بديعة حتمًا، ولكِن ليَس لمأدَبـةٍ ملَكـيةٍ!

"هذهِ ثَياب الحَفـلاتِ بآثـينا، آنِسَتي. أنتِ تَبـدين فاتِـنة!"عبَـرت ڤارِيليا بسَعادةٍ لم تكُـن بمَوضِع تَرحِيب الآن، لأن سيرافـينا لم ترَ ذلِك. "كـما أن الكـونت مَن أخـتارَه بنَفسِه، وهو يمتَلِك عِـيونًا ثاقِبـةٍ. أن الثَـوب يُناسبكِ تمامًا."

Le Paon.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن